قبس من نور ( إبحار رأي، ومقال تسكبه حروفكم ) ( يمنع المنقول ) |
( إبحار رأي، ومقال تسكبه حروفكم )
( يمنع المنقول )
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||||||
|
||||||||||||
الأرز والكيماوي
كانت الحياة تسير في مسارها الطبيعي المعتاد كل يوم ، الكل يمضي في طريقه المرسومة نحو أهدافه المبتغاة ، العامل في حرفته ، والموظف في عمله ، والتاجر في تجارته ، والمسؤول في مهامه ، والحاكم في تصريف شؤون دولته ، حتى كان يوم الحادي عشر من شهر المحرم عام 1411ه الموافق للثاني من أغسطس عام 1990م ، وهو اليوم الذي انقلبت فيه منظومة الحياة ، وتمزق كيان الأمة العربية ، إنه يوم الغزو العراقي الغاشم لدولة الكويت ، ذلك الغزو الذي سجل سابقة خطيرة في تاريخ الأمم ، وفي شرعة الحياة ، لم تكن الأطماع الاقتصادية وحدها هي المحرك الرئيسي لذلك الغزو ، بل الأطماع السياسية كذلك ، وربما كانت هي في المرتبة الأولى ، يوم اُنتُهِكَ فيه القانون العالمي ، واغتيلت كرامة شعب ، وبات طعنة غادرة في خاصرة العرب .
عشنا الأحزان بأنواعها كلما رأينا أبناء الكويت تسلب إرادتهم ، وتنتهك محارمهم ، وتداس كرامتهم وتسوى بالتراب ، وعشنا المخاوف ممن لا يخاف الله ، وقيظ الله لهذه الفتنة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز ــــ يرحمه الله ــــ ، الذي تصرف بحنكة الحكماء ، وعزيمة الأبطال ، ووضع الرأي المناسب في الفعل الأنسب ، وكلما مرت الأيام تداعت الأحقاد وازدادت سعيرا ، وتكشفت خيوط المؤامرة على هذا البلد الغالي . أيام وليال من الخوف والذعر والتوتر تجرعنا سعيرها ، لكننا لم نشك حتى لمجرد جزء من الثانية من أن حكومتنا الرشيدة وبمساندة من الأشقاء والأصدقاء كانوا قادرين على دحر ذلك العدوان ووأده إلى الأبد ، ورد الله كيد الأعداء في نحورهم . في تلك الفترة العصيبة من الزمن الأصعب كان لم يمض على انتقالنا إلى منزلنا الجديد أكثر من سنتين ، وحين اقترب الوعد الحق ، وأوشكت المهلة التي أعطيت للجيش العراقي للانسحاب من الكويت أو مواجهة العمل العسكري ، كانت كل الأسر التي تربطني بها قرابة ومصاهرة ورحومية قد تجمعت لدي قي منزلي الجديد ؛ باعتبار أنني كبيرهم ليس سنا ولكن وجاهة ومركزا ومادة ، وكان الله في عونك أيها الغيث ، كنتُ قد حضَّرتُ كل اللوازم المطلوبة للتعامل مع أي خطر لا سمح الله : المناشف ، الكمامات القماشية ، الأشرطة اللاصقة ، سطول صغيرة للماء ، بطاريات وكشافات يدوية ؛ خوفا من ذلك الكيماوي اللعين . تواترت الأخبار ، وتناقلت الشائعات ، وتسللت أكاذيب الحرب النفسية إلى الأسماع ، من أن العراق يمتلك أسلحة بيلوجية ، وغازات كيماوية سامة ، وربما يتم استخدامها ضد الجنود ، وضد المدنيين العزل ، وقامت الجهات المعنية بتوعية المواطنين في كيفية التصرف عند حصول هجوم سواء بالأسلحة التقليدية ، أو بأسلحة الدمار الشامل ، وعشنا فوق صفيح ساخن من الخوف والرعب ، وهرع الناس إلى تخزين المواد الغذائية ، والبطاريات والأوراق والشرائط اللاصقة ، وتوفير المناشف والكمامات ؛ تحسبا لأي طارئ لا سمح الله . خرجتُ قبل انتهاء المهلة بيومين ــــ تقريبا ـــــ ؛ لشراء بعض المواد الغذائية ، وشاهدتُ ذلك الزحام المتوتر ، وتلك المجاميع البشرية وهي تشتري متطلباتها في عجل ووجل ، واستغل البعض تلك الأزمة على إيقاع المثل الذي يقول : ( مصائب قوم عند قوم فوائد ) حيث أخرجوا المواد الغذائية المخزنة والفاسدة التي باتت لا تصلح للاستهلاك الآدمي ، وكان نصيبي من ذلك كيسا من الأرز الفاسد ، وثقتُ أنه من ماركة مشهورة نستخدمها على الدوام وحملته مع الكثير من الأغراض إلى منزلي ؛ لكي أتمكن من إطعام تلك الأسر المجتمعة لديَّ في حالة إندلاع حرب لا قدر الله ، ومن أول وجبة أعددناها من ذلك الكيس لم يتقبلها أحد لوجود رائحة الخزن النفاذة والطعم المر ، وبعد انتهاء الأحداث دفعتُ به إلى أصحاب الأغنام مجانا . بدأت عاصفة الصحراء بالضربة العسكرية الجوية ـــــ بعد تعنت النظام العراقي وإصراره على موقفه ــــــ ، وتعرضت أجواء المملكة للخطر بسبب الصواريخ البالستية التي أطلقت نحونا ، فقد وجهت إلينا في أول ردة فعل للنظام العراقي أحد عشر صاروخا بالستيا تقريبا ، وكانت لحظات عصيبة لا توصف ، حيث كانت صافرات الإنذار تتردد أصواتها في جميع مناطق المملكة ، وكنا نحن داخل المنازل في حالة طوارئ قصوى ، نتابع الإذاعة والتلفزيون ونستمع إلى إرشادات وتعليمات الدفاع المدني في كيفية التصرف أثناء الهجوم بأسلحة الدمار الشامل ، وإلى الدعاء والأحاديث التي كانت تبثها الإذاعة السعودية ، وقد ألصقنا جميع المنافذ والفتحات بالأشرطة اللاصقة خوفا من تسرب الغازات السامة للداخل ، ووضعنا فوق أنوفنا الكمامات وفوقها تلك المناشف المبللة بالماء ؛ خشية من ذلك الكيماوي القاتل ، لكن الله عز وجل أحق الحق ، ودحر المعتدي ، وتحررت دولة الكويت وأمنت حدود بلادنا الغالية . وبعد سنوات عُرفت حقيقة المؤامرة الأمريكية الغربية ، وأن أسحلة الدمار الشامل لدى النظام العراقي كانت عبارة عن تلفيقات وتقارير كاذبة صنعتها المخابرات الأمريكية والموساد لضرب الجيش العراقي الذي كان درعا قويا وسيفا مسلطا على الدولة العبرية وعلى الهيمنة الشيعية التابعة للملالي ، وأن من غرر بالرئيس العراقي ( صدام حسين ) لغزو الكويت هي أمريكا لتحطيم هذا البلد العريق وجيشه الجبار لمصلحة أمن الدولة العبرية ، ولم تقف الغطرسة الأمريكية إلى هذا الحد ، بل احتلت العراق وشتت شمله ومزقت أوصاله ، ثم سلمته على طبق من ذهب لدولة الملالي الذين عاثوا فسادا بأرضه وذلا لشعبه إلى الآن ، لكننا ندعوا الله أن ينتقم من هؤلاء الأعداء الحقيقين وأن يرينا فيهم عجائب قدرته ، وأن يعود عراقنا العظيم إلى حضن الأمة العربية والإسلامية بجهود أبنائه المخلصين الأقوياء الأبطال حاميا للبوابة الشرقية . وسلامتكم *** للمزيد من مواضيعي
المصدر: منتديات مدائن البوح
علمتني الحياة أن أبني جسرا من الأمل فوق أي بحر من الأحزان
آخر تعديل الغيث يوم
08-02-2022 في 09:14 PM.
|
08-02-2022, 09:01 PM | #2 |
|
رد: الأرز والكيماوي
امريكا زعيمة الأرهاب بالعالم وهذا كلام نعوم تشومسكي وهو اديب اللسانيات وقال ان امريكا هي خارجة على القانون وهي تفرض على العالم ماتراها بقوّة السلاح..
امريكا اذا ارادت ضرب دول تنفخ فيه حتّى يظن الآخر اّنه قوي وهو بالحقيقه ضعيف ثم تضربه وتدمره.. هذه دولة الكابوي وهذه دولة الإجرام لابارك الله فيها.. تحياتي لك |
|
08-02-2022, 11:05 PM | #3 |
|
رد: الأرز والكيماوي
.
. مقال ثري .. بارك الله في أدبك .. بوركت الوشم والتقييم والنشر مع منح المكافأة |
.
. يا بلسماً في الحب لك الروح ساخية دم سالماً يا قرّة قلبي بصحة وعافية #أبي |
08-03-2022, 10:51 AM | #4 | |
|
رد: الأرز والكيماوي
اقتباس:
نعم صدقت فأمريكا هي من تتسبب في زعزعة أمن واستقرار الدول وكم قامت بهذا الفعل في الكثير من البلدان لتكون تحت سيطرتها فهي تنصب نفسها شرطي العالم لكن الله قادر على أن يجتثها من فوق الوجود شكرا لحضورك الرائع بارك الله فيك أسعدك وسدد خطاك لروحك كل الجمال |
|
علمتني الحياة أن أبني جسرا من الأمل فوق أي بحر من الأحزان
|
08-03-2022, 11:02 AM | #5 | |
|
رد: الأرز والكيماوي
اقتباس:
بشرانا الرائعة ومملكة الياسمين الفواحة وصدق حبيبنا عصي حين أطلق عليك مملكة الياسمين فحضورك الجميل دائما ما يكون مصحوبا بالروائح الزكية وليس الياسمين فقط بل كل الزهور الفواحة الجميلة والدليل هنا مجسد للعيان فمجرد حضورك لهذا المقال انبعثت منه كل الروائح الطيبة ذلك لأن قلبك يحمل في حناياه مصفوفات الطيبة كلها نهاري سعيد يا بشرى بوجودك هنا فقد تكللكتُ بالبهاء ولبستُ كل حلل الجمال وستبقين هكذا سكر الحياة وشهدها الذي يجعلها جميلة في عيون الآخرين شكرا بحجم الكون لهذا الحضور الرائع وهذا التفاعل الأروع ولهذا الجمال المسكوب الهاطل علينا بالخير الواكف بارك الله فيك وحماك من كل شر ووفقك لكل ما فيه مصلحة الجميع وأدامك نورا للمنتدى ونجما ساطعا في سمائنا لكِ كل التحيات المبجلة والود والتقدير ولروحك الجميلة عناوين السعد |
|
علمتني الحياة أن أبني جسرا من الأمل فوق أي بحر من الأحزان
التعديل الأخير تم بواسطة الغيث ; 08-03-2022 الساعة 11:46 AM
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الأرز المبخر بالدجاج..من مطبخ الشيف سمير العباسي | سمير العباسي | الصحة والجمال،وغراس الحياة | 11 | 07-12-2021 11:04 AM |