تداعيات ليل .

تداعيات ليل .

[CENTER]

تداعيـــــــــــــــات ليل الليل .. الليل ودقَّتْ الساعة تصحي الليل .. وبين دهاليز الصمت والـتأمل انتابتني ارتحالة غريبة .. هي امتزاج بين الارتحال في أعماق الذات وارتحال في أفاويق الذكريات وأخاديد السكون . لا أدري إن كنتُ حينها أسبح فوق كفوف ذاتي أم على راحات أمنياتي الوئيدة .. أدركتُ أن هذا الليل طال بي وأن سُهدي ممتد إلى ما لا نهاية .. ردد القلب .. " أواه يا ليلُ طالَ بي سَهري وساءلتني النجومُ عن خبري " تناغَمَ ذلك الليل مع ارتحالاتي المنبسطة على صفحات السكون وكأني برشة عطر نُثر رذاذها على أفنان فضائي اللامنتهي فاستنشقتها .. داعبتْ أنفاسي رائحتها المعتقة بالمسك .. لامستْ مبسميَّ الرقيقين فاتنزعتْ من بينهما قبلة هلامية التكوين .. أغوتْ أحداقي بعبقرية أنثى مختلفة .. ولغة غير معهودة في دنيا الفكر والأدب .. أسَرَتْ قلبي بين أناملها الذهبية .. ورحلَتْ بنفسي إلى سماوات الحب العُذري .. تأمَّلتُها !! .. عيـــــــــــونُ المَها بين الرُّصـــــافَةِ والجِســـــْرِ جلَبْنَ الهوى من حيثُ أدري ولا أدري يا لفضائي الملتحف بعباءة من طيف جميل .. ربما لم يحس بجمال لون الليل إلا أنا .. طيف ليلي تغلغل إلى كل خلايا جسدي وتجاويف كياني .. فضاء تلَبَّسَني على حين غرة من أمري .. ولجته دون أن أدرك أبعاده .. فكنتُ كبدويٍّ تاه في طرقات المدينة وأضوائها .. أتته رائحة العطر ؛ لتمسك بتلابيب توهانه وتدله على مسرح الحياة بكل تفاصيله .. " من أجلِ عينيكَ عشقتُ الهوى بعد زمــــــــانٍ كنــــــتُ فيـــــــــه الخَلي وأصبــحَتْ عيـــــنِيَ بعـــــد الكَـــرى تقـــــــولُ للتَّسهيـــــــدِ لا تَرْحَـــــــــــــــلِ يا فاتِــناً لولاهُ ما هــــزَّني وجـــــــــــــدٌ ولا طعـــــــــمُ الهـــــــوى طـــــــــابَ لي هـــذا فــــــــؤادي فامْتَـــــــلِكْ أمْــــــــــرَهُ فاظْلِـــــمْهُ إن أحبَبْتَ أو فاعــــــدلِ " ما أجمل ذلك العطر حين فاح بنفحه على الأرجاء ! .. وما أجملني حين استنشقته بكل تفاصيل روحي .. ويا لجماله حين طوقني برده الفاره الذي يتوهج لغة وإبداعا .. فأحالني لبركان ثائر من الأحاسيس والمشاعر الجيَّاشة .. وما أجملهما من قلبين ائتلفا على بساط الفكر .. وحلقا فوق كفوفه ؛ ليجوبا مجرات الأبجدية .. " من بريقِ الوجدِ في عينيك أشعلتَ حنيني وعلى دربــــك أنَّى رُحْـــتَ أرْسَــــلْتُ عيــــــوني الرؤى حـــولِيَ غامَــــتْ بين شَـــــكٍ ويقيـــــــــنِ والمُنى ترقصُ في قلبي على لحنِ شجوني " مضى ردحا من الليل تعسفني أحلامه فأعسفها بإغفاءاتي .. تصر على الرحيل إلى عوالم الغرام .. إلى كينونة الحبيب .. إلى بحار الشوق ومعاناته .. إلى الآهات فأصر على التغافل .. تتشبثُ بالقول الشهير : كثرة الطرق تفك اللحام .. فأتشبث بعدم الاكتراث .. وأمام إصرارها منحت نفسي هواها .. رحلتُ .. ورحلتُ .. وليتني لم أرحل .. " أستــــشفُّ الوجــــدَ من صــــوتِكَ آهـــــاتٍ دفيــنَهْ تتـــــــــــــوارى بيــــــن أنفاسِــــــــكَ كـــــي لا أستبيـــــــنَهْ لستُ أدري أهو الحبُّ الذي خِفْتُ شُجونَهْ أم تخــــوَّفتُ من اللَّــــــومِ فآثــــــــــرتُ السَّكيــــــنَهْ " يا لهذا الليل الذي لا يريد أن ينتهي! .. تحملني أشرعته الصامتة إلى عوالم العشق .. إلى باحات الحنين .. إلى أصداء الوَلَه .. " وابتدا قلبي يذوبني بآهاته وابتدا الليل .. الليل .. الليل يبقى أطول من ساعاته " خرجتُ من بحر ارتحالاتي مبلل الحال .. ممجوج الارتحال .. مشوَّش المآل .. ودعتُ ليلي وما زالت تعصف بالفكر بقايا من تداعيات *** الغيث حصري للمدائن

للمزيد من مواضيعي