أنا وقميصُ يوسف !!

أنا وقميصُ يوسف !!

...
رُدَّ عليَّ قميصَ الفرحِ الذي مزّقتَه كي تردَّ اليَّ بصيرتي فأرى الدُّنيا بعدكَ بلونِها الأبيض..

لا يوسفَ في زمني الغابرِ هذا كي يُنبِّئني بسنينِك العُجاف.. وسنابلِ أيامِكَ اليابساتَ التي ألتفَّتْ على سنابلِ أيامِي التي كانت فيما مضى مخضرَّةً أما والآن قد أصابَها الجفافُ..

أيُّها االمدفونُ في مقبرةِ ذاكرتي مؤمنةٌ بأنَّ القدرَ لا يمازحُني ولا يلهو بي حين التقيتُك وأنّ كلَّ صُدفةٍ أتت بكَ هي من تكتيكِ القدرِ..

وها أنا ذا في كلِّ ليلةٍ أتصفَّح أرشيفَ تجاربي معك فيصرخُ بداخلي صوتٌ لِمَ تأتينا الطعنةُ من المقربين؟!

رُبَّما لو كانوا بعيدين لأصابَتْ طعناتُهم مكانًا أقلَ خطورةٍ وأقلَ ألمٍ لا ينضحُ بدماءِ نبضاتِنا

وها أنا ذا في كلِّ يومٍ أقرأُ تعويذةَ النسيان كي لا أجدَك قابعًا في قلبي وانت تتأرجح على نياطه كأنّه أرجوحةٌ بها تتسلى

نعم أعترفُ أنني كان لديّ حلمٌ معك كان لديّ أملٌ معك

كان لدي.. كان كان وكنتَ انتَ الخبر‌َ المحذوفَ..

نعمْ أعترفُ أن كلَّ الاعتذاراتِ تحتشدُ في قلبي في كلِّ مرةٍ ألمحُك بها وتفضحُني بها مُسحةُ الحزنِ في عيني ونبرةُ صوتي المختنقةُ لكن إيّاك أن تظنَّها مرسلةٌ إليك بل أنّها لقلبي ولعيناي وصوتي فقطْ ..

أعتذرُ لقلبي عن كلِّ مرةٍ سمعْتُ فيها صوتَ الانكسارِ في قلبي ولم أتكلمْ ..

أعتذرُ لعيناي عن كلِّ مرةٍ كسرتني بها ولم أبكِ ..

أعتذرُ لصوتي عن كلِّ مرَّةٍ آلمتني بها ولم أصرخْ وأتألمْ ..

أعتذر عن هدوئي وصمتي وغفراني أما انت فلستَ جديرًا بالاعتذارِ .. !!

...

في الختام //

أيُّها العابرُ لم أكتبْ كي أشعرَ بالنسيان وما طرقتُ بابا للقلمِ كي ألهو واتسلَّى لقد تعلّمتُ منذُ صغري أنّ انكسارَ الكأسِ لن يُجبرَ
وأنَّ الكتابةَ نفسَها تختلفُ فالرصاصَ يمحى والحبرَ لا يزول*


ندى الحرف

للمزيد من مواضيعي