الكاتب ليس ملاكا

الكاتب ليس ملاكا

الكاتب ليس ملاكا
بقلم مصطفى معروفي
ــــــــ
لا شك أن الكاتب سواء كان أديبا أو مفكرا يبقى في نهاية المطاف إنسانا يجوز عليه ما يجوز علي البشر من النقص و التوق المستمر إلى الكمال.
إننا كثيرا ما نرى الكاتب في كتاباته يطرح قضايا و مشكلات و يضع لها حلولا أو يطلب من القارئ سواء كان معنيا أم لا بوضع تلك الحلول ، و أيضا كثيرا ما يتجلى لنا هذا الكاتب في صور متعددة ، فهو تارة يرتدي جلباب الواعظ و أحيانا يرتدي عباءة المصلح و أحيانا يرتدي قميص الثائر و المتمرد و أحيانا يرتدي طيلسان القس إلى آخر هذه الصور التي توحي للقارئ بأن الكاتب إياه إنما هو إنسان فوق العادة ،يحمل بداخله قلبا ملائكيا و روحا نورانية إلى درجة أن القارئ يتمنى من أعماقه لو التقاه و تعرف عليه.
بيد أن الكاتب لا يفصح دائما عن نفسه بالشكل الحقيقي في نصوصه، فهناك الكاتب الانتهازي الذي يلبس لكل حالة لبوسها ، و يستغل كل فرصة مواتية لتحقيق مآربه و لا يبالي إن كان ذلك على حساب (مبادئ) يبشر بها في كتاباته ،و لا يهمه إن تعرض للنقد من طرف قرائه،و هناك الكاتب الذي يفصل الكتابة فصلا تاما أو جزئيا عن ممارسته في الحياة اليومية ،فقد نجد كاتبا يتعرض في شعره أو قصته للكذب باعتباره ظاهرة و آفة اجتماعية تنبغي محاربتها ،في حين نجده هو نفسه يمارسها و بطرق متنوعة.
ثم هناك ذلك الكاتب الذي نراه وديعا في نصوصه حليما في ردوده بينما يتربص بالآخرين الدوائر ،إذ بمجرد ما يحتك بشخص لأول وهلة أو يرى منه شيئا يقرأه و يؤوله على كيفيته حتى يبادر إلى إظهار وجهه الخفي ذي الملامح القاسية و الأسارير المتجهمة،و في رمشة عين يتحول من ذلك الكاتب الوديع إلى ذلك الكاتب الشرس الفظ الطباع.
حسب تجربتي و اختلاطي بالكتّاب فإنه لا ينبغي أن ننظر إلى الكاتب نظرة تقديس و تنزيه ،فهو يبقى أولا و أخيرا بشرا يتعرض للأخطاء و يمارسها بشكل عفوي أو بشكل متعمد لغاية من الغايات.
أقول هذا و أنا أعرف حالات صدم فيها القارئ لما رأى كاتبه المفضل يناقض نفسه بنفسه ،فمضمون كتاباته و ما تبشر به في واد بينما سلوكه اليومي في واد آخر.
و أخيرا لنتأكد أن الكاتب ليس ملاكا ،و لا ينبغي له أن يكون كذلك ما دام يأكل الطعام و يمشي في الأسواق.

للمزيد من مواضيعي

 

.
.

سلام على الفكر الجميل

الوشم والتقييم والنشر مع منح المكافأة

لي عودة

عبد المنان ميزي ,مشاعر ساكنه ,فتحي عيسي و 1 آخرون معجبون بهذا

النقاء

حسب تجربتي و اختلاطي بالكتّاب فإنه لا ينبغي أن ننظر إلى الكاتب نظرة تقديس و تنزيه ،فهو يبقى أولا و أخيرا بشرا يتعرض للأخطاء و يمارسها بشكل عفوي أو بشكل متعمد لغاية من الغايات.



ياسلام عليك أديبنا وكاتب الرقي مصطفى

نعم الكاتب إنسان يخطئ ويعطي ويقدم مابداخله كاي شخص
له كيانه ومكانه بين المجتمع

هو يقدم مايثير الفكر والقارئ يستقبل وليس من حقه نقده
بالحرف واللغه والاستهانة بقلمه مهما كآن
كل شخص له وجهة نظر مختلفةً
لايمنع من النقد البناء وبأسلوب محترم من قبل القارئ
لإن مثلما تفضلت هو بشر وإنسان عادي



أقول هذا و أنا أعرف حالات صدم فيها القارئ لما رأى كاتبه المفضل يناقض نفسه بنفسه ،فمضمون كتاباته و ما تبشر به في واد بينما سلوكه اليومي في واد آخر.
و أخيرا لنتأكد أن الكاتب ليس ملاكا ،و لا ينبغي له أن يكون كذلك ما دام يأكل الطعام و يمشي في الأسواق.


صدقت بذلك فهو ليس ملاكا فهو بشر وكلنا بشر
وهنا وضحت نقطة مهمه أيها الراقي
بعضهم يفتكر مجرد مايكن كاتب او شاعر
وصل الهمه والقمة والتعالي على الإدارة بالمواقع

كلها افتراضية لو نظرنا عالم مجرد خيال ومسميات فقط


أبدعت بالمقال وواقع مثير وثري جدًا

سعدت بفكرك



شكرًا تتكاثر لروحك الجميلة هنا…

الغجرية ,عبد المنان ميزي ,أبو حامد و 1 آخرون معجبون بهذا

فتحي عيسي

أكيد إستاذ مصطفي فهو أولا وأخيرا إنسان
مع الفارق إنه يملك قلما وإحساسا ورؤية
وربما وعي ونظرة قد تكون فاحصة للأمور
وكل هذا لا يجعله ملاكا أو يتشبه به وإن تقمص آلاف
الشخصيات وكتب في كل الأمور ونجح ببراعة وإتقان
وكما تفضلت إستحالة الحكم من وراء مايكتب مهما
بلغت حكمتة وفراستة وحنكتة مبلغا لايستهان به
أحييك وروعة ماجاد به قلمك وفكرك الأنيق
سلمت والنبض
مودتي وإحترامي

النقاء ,عبد المنان ميزي ,أبو حامد و 1 آخرون معجبون بهذا

مشاعر ساكنه

مقال رائع مهم
ينبغي أن نقدر الأديب، المعلم، الفيلسوف، الشاعر
من غير تقديس فالزيادة في الشيء نقصان

تقديري

الغجرية ,النقاء ,عبد المنان ميزي و 2 آخرون معجبون بهذا

أبو حامد ,مشاعر ساكنه

فعلاً الكاتب
ليس ملاكاً
شكري لفخامتك
وفخامة فكرك ويراعك

النقاء ,أبو حامد معجبون بهذا

صحيح الكاتب ليس ملاكاً ولكنه أفلاكا رحبة من المعرفة والتجربة والخبرة الأسلوبية
والورد منظره جميل وعبيره عليل وملمسه ناعم كالحرير وله في الحب تاريخ أصيل
وهذا كله لأنك تركز ناظريك على منطقة الجمال في شجيرة الورد وبقي ثلاثة أرباع الشجرة فيها شوك وأوراق خشنة و....و,,, و......
الكاتب جميل ومحترم كالقمر أعطاني وجهه الحسن وما حاجتي بوجهه المظلم وكل البشر إلا المعصوم لديهم وجوه مظلمة
الكاتب كريم بطبعه خصني بوقته وأهداني خلاصة فكره فلا أملك وفاء له إلا شكره وحسن ظني به
الكاتب مالم يخالف الحقائق ويصطدم بالمسلمات الدينية والأخلاقية فكل ما يكتب يعد رأي ووجهة نظر يحق له أن نقدره وإن كنا نخالفه فقد يكون للحقيقة عند كل منا وجه آخر

أما الشخصية النرجسية التي شعارها الفرعوني (لا أريكم إلا ما أرى ولا أهديكم إلا سبيل الرشاد ) ولا تتقبل النقد وقد تخالف أقوالهم أفعالهم في سبيل المصالح
فهذه العادة طبع مستهجن موجود في كل الأزمان وكل الجنسيات والمهن وفي كل فئات الأعمار وعند الرجال والنساء وما عليك إلا أن تختار لهم ما يناسبهم من دواء الحلم والتغافل والتجاهل والمداراة والمجاملة والصبر:
ومن نكد الدنيا على الفتى ******* أن يرى عدو له ما من صداقته بدُ

وعندما يكون الكاتب كذلك فاختر له كالشعراء أحد التصنيفات الأربعة:
شاعر يجري ولا يجرى معه
وشاعر يقول في المعمعة
وشاعر له الحق أن تسمعه
وشاعر يستحق أن تصفعه

مجرد وجهة نظر
ولكم خالص تحياتي

الغجرية ,عبد المنان ميزي ,النقاء معجبون بهذا

لماذا لا نقيم المادة أكثر من تقييمنا للكاتب ..الذي أقصده أن نتجرد من الكاتب ونهتم بالأفكار التي يطرحها بعيداً عن ميوله وقناعاته وحتى توجهاته ..وتوزن بمعايير وميزان افكارنا وقناعاتنا ونقارنها بما لدينا من خلال تناولها ونقاشها ..!

أبو حامد ,النقاء معجبون بهذا

ينطبق مقالك على الكثير وليس الكل ففي التعميم ظلم
و بشكل عام الكلمات تفضح كاتبها و القارئ البارع يرى ملامح الكاتب
شكرا تتكاثر لك