تربك تربك

تربك تربك

تعددت أساليب المكر والخداع والاحتيال في عصرنا الحاضر وخاصة في السنوات العشر الأخيرة ، ودخلت عليها كذلك حالة أو آفة هي الدَّين ( الاستلاف ) الغير منتهي بالإرجاع ,
لا والمصيبة أن أصحاب هذه الحالات أصبحوا يتفنون في تمرير حالاتهم على الناس ، وربما أضحت لهم مدارس في ذلك ، شخصيا واجهتُ الكثير من تلك النماذج وتعاملتُ معها ، بل وكشفتُ البعض منها ، والبعض الآخر طلعتُ فيها مغفلا وبعمامة كمان ، ولعلكم تشاركونني بعض هذه المواقف لتأخذوا الحذر والعبرة منها
ذات مساء دق أحدهم جرس بابي ، وعندما ردَّت عليه المدام قال لها : أريد الأستاذ محمد لأمر ضروري ومستعجل فأبلغتني بذلك ، حين خرجتُ لمقابلته وجدتُ شخصا لا أعرفه ولم يسبق لي مقابلته من قبل ، سلم عليَّ قائلا : أنت فلان بن فلان ، وتعمل في مدرسة كذا ، ومن زملائك فلان وفلان وفلان ، قلتُ : نعم ، لكن من أنت ؟ وكيف عرفت كل هذه المعلومات الوافية عني ! قال: أنا زميلك في التعليم فلان ، وأعمل في معهد التربية الفكرية ، ومديري اسمه فلان وزملائي هم ... ، قلتُ صدقت فهذا المدير أعرفه جيدا وكذلك زملاءك ولكن لم أسمع بأنك تعمل في ذلك المعهد من قبل ، فقال : انتقلت إليهم قبل عدة أشهر فقط ، ولك أن تتأكد من جيرانك فلان وفلان إن كنت تشك فيما أقول ، صدَّقتُ الرجل وقلت له : أي خدمة أستطيع تقديمها إليك ؟ هنا انفجر باكيا حتى تساقطت دموعي وكدتُ أن أنوح معه
قال : لقد توفي والدي قبل قليل وليس معنا تكاليف الكفن والدفن ، فقد أنفقتُ كل ما أملك على علاجه ، لكنه أمر الله
أعطيته ما كتب الله له ، لا وأخذتني العزة بالشهامة وطلبت منه العنوان بعد ؛ ناويا الذهاب إليه بعد الدفن على عنوانه الذي تلاه عليَّ بقرية ( المعبوج ) لتقديم واجب العزاء .
عدتُ إلى داخل الدار وكأن شيئا حاك في نفسي فاتصلتُ بمدير معهد الفكرية فنفى أن يكون ذلك الاسم من ضمن الهيئة التعليمية في المعهد ، سألت بعض الزملاء عنه واكتشفتُ بأنه أحد المحتالين المحترفين ، وأنه قد خدع الكثير غيري على مر السنوات القليلة الماضية
وحسبي الله ونعم الوكيل
اتصل بي أحد الرجال المعروفين باستقامته وصدقه وقال لي بالحرف الواحد : ( ألحقني يا بو الشباب ) قلت: خيرا يا رجل ، قال : مزنوق يا حبيب والله ولا أملك حتى قوت يومي هذا
وأبنائي يتضوعون جوعا وليس في جيبي ريالا واحدا , قلت : أبشر
المشكلة أنني كنتُ حينها أزنق منه والله ، فقد ورطتُ نفسي في عمارة بحي السويس
أكلتْ ( اللي وراي واللي قدامي ، ومش بس كذ ، واللي فوقي واللي تحتي بعد )
ولم يكن لدي إلا خمسمائة ريالا فقط مصروفا للخمسة أيام المتبقية من الراتب ، لكن أخوكم سبع البرمبة حب يعمل رجل موقف
حين وصل الرجل سألته كم تريد يا صديقي ؟ قال : ثلاثمائة ريالا فقط ولك عهد الله أن أعيدها لك بعد أسبوع حين ينزل الراتب ، قلت له لعينيك هذه خمسمائة ريال فك بها ضيقتك ولا تنسى العهد ، أما أنا فاستلفت مائتي ريال من جاري ، وصرت أفطر وأتغذى وأتعشى فول وطعمية
مر الأسبوع ، ثم الشهر ، وما بعده ، في الشهر الثالث اتصلتُ به للتذكير فما كان منه إلا أن أقفل الخط في وجهي وعمل لي بلوك في الاتصال والواتس
ونحن الآن في الشهر السادس ولا حس ولا خبر ، وحسبي الله ونعم الوكيل .
الصور والمواقف كثيرة ومتعددة ، وقد ضاعت عليَّ مبالغ كثيرة بسب شهامتي البيزنطية ،
وعزاؤنا أن نتعلم الدروس مما فات ، وقبل أن أختم مقالي هذا تذكرت هذه الطرفة وهي تصب في نفس المسار
يقال : أنه ذات يوم عُمِلت مسابقة في تأليف كتاب عن السيرة الذاتية يتألف من خمسمائة صفحة ، طبعا عجز المؤلفون عن تأليف هذا العدد من الصفحات عن حياتهم ، فماذا عساهم أن يقولون ، وتقدم رجل واحد يدعى ( حسنين ) بكتابه إلى اللجنة المُحكِّمة
أخذوا الكتاب وفتحوا الصفحة الأولى فوجوده قد كتب فيها : حسنين طلع ع الحصان ، فتحوا الأخيرة وجدوه قد كتب : حسنين نزل من ع الحصان .. اندهشوا من قدرته
فتحوا بقية الصفحات من 2 ـــــ 499 وجدوه قد ملأها بـــ : تربك تربك تربك تربك تربك ....
يعني صوت مشي الحصان ههههههه
وسلامتكم

***

للمزيد من مواضيعي

 

.
.


ههههه وبعدين
تربك تربك تربك ...
هذا حال غيثنا ...
والله مواقف الاحتيال كثيرة أبسطها التسول على الطرقات ..
صدقت تجارب الغيث ..ومنها العبرة
بوركت شهامتك ..ونبل خلقك
بالعكس مواقف رجال لا غبار عليها ..
والحق يعود يوما ما
ويعوضك الله خيرا منها .
بورك الفكر والسماقة
تقديري
للوشم والنشر مع منح المكافأة

الغيث معجب بهذا

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بُشْرَى

.
.


ههههه وبعدين
تربك تربك تربك ...
هذا حال غيثنا ...
والله مواقف الاحتيال كثيرة أبسطها التسول على الطرقات ..
صدقت تجارب الغيث ..ومنها العبرة
بوركت شهامتك ..ونبل خلقك
بالعكس مواقف رجال لا غبار عليها ..
والحق يعود يوما ما
ويعوضك الله خيرا منها .
بورك الفكر والسماقة
تقديري
للوشم والنشر مع منح المكافأة

هلا وغلا بشرى
صدقت والله
مواقف الاحتيال كثيرة وصوره متعدة
وكم زادت في هذه الأيام
قد نعذر بعضهم لشدة الحاجة
لكن البعض مجرد هواية ونصب
للحصول على المال بأية طريقة كانت
ومواقف الشهامة قد لا تثمر فيهم
شكرا بحجم السماء بشرانا لحضورك الرائع وتفاعلك
بارك الله فيك وأسعدك
ولروحك الصفاء

بُشْرَى معجب بهذا

ههه اختيارُ العناوين رائعٌ جداً
والمضمون اجمل
لا حولَ ولا قوةَ إلّا الله
ممثلون بارعون
أ يعقلُ هناك بشريةٌ بهذا السوءِ ؟!
كفانا الله اياهم
اخي الاديب الـغـيث
ومرةً اخرى تهطلُ علينا
بكل ما هو مفيد.. ممتع.. وطريف
شكراً والتقدير #

الغيث معجب بهذا

صحيح الاستلاف في كثير من الأشخاص يعتبر طبع وعادة، غير الحاجة
وفي الحقيقة تشعر بالحرج أن ترد الأصدقاء والأقارب وتود تفريج كربته أو ضيقِه
وأكيد مكانة الشخص والأسلوب تلعب دور كبير
وأحيان تفعلها وتمد يد العون ثم يتضح لك أن الموضوع سخيف و "مايسوا السلف" مثل حضور حفلة أو هاتف آخر إصدار
"وأنت أعطيته ويمكن ضيقت على نفسك"
لذا يجب عليك أن تسأل المدين "بالفم المليان" عن السبب

تقديري

الغيث معجب بهذا

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ندى الحروف

ههه اختيارُ العناوين رائعٌ جداً
والمضمون اجمل
لا حولَ ولا قوةَ إلّا الله
ممثلون بارعون
أ يعقلُ هناك بشريةٌ بهذا السوءِ ؟!
كفانا الله اياهم
اخي الاديب الـغـيث
ومرةً اخرى تهطلُ علينا
بكل ما هو مفيد.. ممتع.. وطريف
شكراً والتقدير #

هلا ومرحبا بالندى
صدقتِ العناوين المثيرة تلفت نظر القراء وتجذبهم لقراء امضمون
وهلاء قد غدوا ممثلين بارعين يتقنون أدوار الأفك المبين
وهم موجودون بيننا فالحذر منهم
كفاك الله شرهم وشر تزييفهم
شكرا ننا بكل حروف الأبجدية
وبارك الله فيك
وأسعدك

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إلهام

صحيح الاستلاف في كثير من الأشخاص يعتبر طبع وعادة، غير الحاجة
وفي الحقيقة تشعر بالحرج أن ترد الأصدقاء والأقارب وتود تفريج كربته أو ضيقِه
وأكيد مكانة الشخص والأسلوب تلعب دور كبير
وأحيان تفعلها وتمد يد العون ثم يتضح لك أن الموضوع سخيف و "مايسوا السلف" مثل حضور حفلة أو هاتف آخر إصدار
"وأنت أعطيته ويمكن ضيقت على نفسك"
لذا يجب عليك أن تسأل المدين "بالفم المليان" عن السبب

تقديري

مرحبا إلهامنا العظيمة
نعم يا إلهام لقد ألفوا هذا الطبع فهو يوفر
لهم المادة بدون عناء
لكن مهما استطال كذبهم فهم مكشوفون
نحن لا نمانع من تفريج كربة المحتاج لكن بشرط أن يكون محتاجا حقيقة
وكما قلتِ فأنت تحرج أمام الأصدقاء والمقربين
وتستحي أن ترده صفر اليدين وتصدم حين يتملص بك
خاصة وهم يعلمون أنك تحفظ أموالك من التبذير واللعب
المشكلة أنك حتى لو سألته عن سبب حاجته فالكذاب سيخترع لك كذبة
ليظفر بما يبتغي
شكرا إلهامنا لحضورك الجميل وتفاعلك الأجمل
بارك الله فيك وأسعدك
ولروحك النور