رسائل أدبية وثنائيات من نور ميثاقُ حرفٍ يهطلُ على الروحِ مزناً ( يمنع المنقول ) |
ميثاقُ حرفٍ يهطلُ على الروحِ مزناً
( يمنع المنقول )
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
12-28-2021, 10:01 PM | #422 |
|
رد: منفى الحالمين
في حديقة بيت جيراننا شجرة برتقال مثمرة، وبرتقالها مُهمل لا يقطفه أحد، بين الفروع والورق يتنقل عصفور بالغ الدقة والصغر، يقارب حجم ورقها، أُراقب العصفور وأفكر كيف شعوره وهو صغير جدًا يتنقل بين الورق بكل هذه الخفة كان يزرق -هل هذه كلمة فصيحة حتى؟ لا بأس أمي تستخدمها- بين الورق ورقة ورقة لا يكاد أن يلمسه الورق، كان مثلي كما زَرَقت أنا بين الموت مرات عديدة.. لستُ أنسى البيت القديم -بيت جدي الكبير- كان في نظري بيتًا مثيرًا عملاقًا، يخايل الظلام فيه النور، أشم رائحة الزفر في أوانٍ ألمونيوم عملاقة وأوانٍ أخرى نحاسية، كانت تصنع جدتي (السُّماقية) في الأعياد، وتوزع الصحون على أهالي الشارع. إلى الآن رائحة الكعك في أنفي، فوضى الفرن والجلي المتراكم في المطبخ أمامي. كان الدور الأول عبارة شقتين لجدتي إحدى الشقق كان فيها مطبخ ضخم عملاق، أتذكره فارغًا، هذه الغرفة العملاقة لم يكن فيها شيء سوى طاولة كبيرة وبلكون، كان جدتي تملأ هذا المطبخ بأدوات الطعام التي تحضرها وتحملها من المخزن بجسدها الضئيل وضفيرتين بيضاوتين طويلتين يصلان لآخر ظهرها. كان المطبخ ساحة المعركة، بجواره توجد غرفة جلوس، وغرفة في مكتبة ضخمة وفي المكتبة يوجد خزانة سرية.. في الشقة الأخرى كانت غرف النوم وغرفة صالون للضيوف المهمين جدًا.. في الشقة الأخرى حيث غرف النوم، كنت صغيرة جدًا عندما تسللتُ بيد متسخة بالطبيخ، وتخبأت في غرفة خالي المقدسة - كان جميع الأحفاد ممنوعين من دخولها إلا أنا- كنتُ ابنة أخت خالي المفضلة والجميلة جدًا، وصلتُ للحائط وضعت طبعة يدي على الحائط الأزرق وخرجت.. لم يغضب مني، كان سعيداً باليد الصغيرة، بروز خالي حول الكف بقلم أزرق، ولم يبيّض الغرفة حتى قررت جدتي تزويجه، كان قد آن الأوان أن يحل في قلبه غيري.. كان خالي طيبًا وكريمًا، كان قريبًا من عمري وعمر باقي الأحفاد فكان قريبًا من الجميع، كان قريبًا لكن العمر لم يكن طويلًا، توفي خالي قبل زواجه تاركًا وراءه ذكريات حلوة وبريئة. من وقتها بدأت أكتب الرسائل، أدركت معنى أن نكتب رسالة ولا يقرأها المرسل إليه! كانت صدمتي برحيله مفاجئة أكبر من قدرتي على الاحتمال، لم أستوعب، أنام وأحلم، أني في المطبخ القديم، أن جدتي تطبخ وتحرك الأواني على موقد جاز والضفيرتان تتراقصان، وأني أمد يدي داخل الخزنة السرية في المكتبة الكبيرة، وأنه يجلس في غرفة الجلوس وأنا أمد يدي وأمسك وجهه، أستيقظ وأدرك مكاني، أعرف أني قد غادرت مكانًا لآخر، لن أعود له مرة أخرى. أعود طفلة صغيرة، وأتمنى ألا أغادر الأشياء والأماكن، أريد بيت تيتا بسكانه، أريد من أحبّ، أن أراهم وأُعانقهم ونتشاجر، أُريد أن أكون خفيفة كعصفور على شجرة برتقال يطير خفيفًا ولا يحك جناحاه في أوراق الموت .. أحلم أن أقطع كل هذه المسافات الثقيلة كي أشارك أحدهم تفاصيله عن قرب وأخاف! كيف أهرب مني.. كيف أمنع نفسي.. كيف أهشُّ الأحلام الصعبة والمسافات المستحيلة! على الهامش: ثمة مَنْ يتذكركَ ويفكرُ بكَ الٱن وأنت تقطعُ الخبزَ لعشائكَ المتأخر يشاهد مسلسلاً ويبكي المسافة ! |
"قويةٌ كحرب، ناعمةٌ كسلام" |
12-28-2021, 10:22 PM | #423 |
|
رد: منفى الحالمين
يقولون صغير هو ذاك الحب فمجرد شهيق لا يتبعه زفير يموت كما الحياة !!
حقيقة لا أعلم ما هي الفجيعة ؟؟ التي تولد من رحم الحب الا الموت .. وكما هو مقرر للعاشقين من مصائر الا ان الحب يبقى كما هو لا تجرده كلمات او ملامة او حتى رغبة !! كل ما في التوق والاشتياق قواميس تعني لهم أنهم معا دائما وابدأ فالغياب لا يعني الانجراف او الانعزال او حتى التخلي .. وعندما كانت تملئ الحروف فان القلب اتسع أكثر .. وبدأت المسيرة نحو الوجع الى الموت البطيء .. ثم أين ذاك السكر في صحراء العطش ؟؟ !! ثم من قال لها أني تخليت وبأي دليل اقتبست هذه الفجيعة ؟؟ ثم أين الإجابات التي تحيل الأسئلة في نفس الوقت الى إجابات غائبة عن كلنا ؟؟ |
|
12-29-2021, 08:51 AM | #425 |
|
رد: منفى الحالمين
كنتُ وحيدةً كقلبي، تُوجعني الدميةُ التي تصرخُ في رأسي، أكتبُ كآخرِ معتقلةٍ في زنازينِ الليل..
مكفنةٌ بالثلج، مطليةٌ بالهدوء، وعلى شفتيّ آثارُ الصمت.. لطالما شدني وجه الأحلام كفراشةٍ في حضنِ الرحيق .. لطالما غمرني صوتها كقشةٍ في جبالِ الحريق حزن الأحلام مبارك.. حزنها نورٌ على نور ربما (محاصرة) والحبر هو خيط النور الوحيد القادم من أقصى النفق . |
"قويةٌ كحرب، ناعمةٌ كسلام"
التعديل الأخير تم بواسطة مريم ; 12-29-2021 الساعة 09:02 AM
|
12-29-2021, 10:04 AM | #426 |
|
رد: منفى الحالمين
تأتي الاحلام المدفونه..
على هيئه طفله فقدت امها وابيها وكان على وعد منهما بقطعه حلوى ودميه زهره تستغيث بين الاشواك .. طائر اخترقت جسده طلقه رصاص .. انتهت بلا عوده .. /نتألم بلاشك ولا ريبه .. ولكن دعونا نصنع احلامنا على هيئه قوارب جديده ربما جزء بسيط نتمسك به , ويتحقق... ../ |
|
12-30-2021, 07:21 PM | #428 |
|
رد: منفى الحالمين
ما زلتُ كما أنا
أمارس لعبتي الخطرة أكتب الأيام: السبت الأحد الاثنين، وصولًا إلى ليل الخميس أرمي قلبي داخل الحلم، وأنتظرُ يده ! |
"قويةٌ كحرب، ناعمةٌ كسلام" |
12-30-2021, 07:39 PM | #429 |
|
رد: منفى الحالمين
احلامي يوم الخميس
لم تعد كما هي.. ربما تبقى الطقوس كالحلم الهارب مني كل ما اقترب يقتله الواقع.. وبسبب ذاكرة تنخر كالسوس شربنا من العنا حتى ارتوينا .. |
التعديل الأخير تم بواسطة شتاء.! ; 12-31-2021 الساعة 05:16 PM
|
12-31-2021, 05:19 PM | #430 |
|
رد: منفى الحالمين
|
"قويةٌ كحرب، ناعمةٌ كسلام" |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 69 ( الأعضاء 0 والزوار 69) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
منفى | محمد علي هادي مدخلي | قناديـلُ الحكايــــا | 26 | 08-05-2021 12:52 PM |
منفى الروح | غرياف | سحرُ المدائن | 36 | 06-14-2021 03:03 AM |