رفيقة العمر

رفيقة العمر

اليـــــوم ُ والشــــهرُ والأعــــــــوامُ ترتَحِــلُ
فهل تبَقَّى مـــدى في العمرِ يا رَجُلُ ؟

سبعٌ وستــونَ من عُمـري قد ارتحَلَتْ
بين الكِفاحِ صداها السَّعيُ والكَلَلُ

سبــــــعٌ وستـــــونَ والأنفــــــــاسُ سابِحَـــــةٌ
في لُجَّةِ الدهرِ لا تدْري متى الأجَلُ !

أيامُها قــد مضَــتْ في لَمْـــــحِ طارِفَةٍ
عِنــــوانُها الجِــــــدُّ والأهــــواءُ والهَــزَلُ

تراوحـتْ في دروبِ الوقــتِ سائِـرَةٌ
لها النجــــــاحُ دليــــــلٌ مثْــــــلُهُ الفشَلُ

لم يبقَ منها سوى الآهاتِ في جسَدٍ
مُقَيَّـــــــــــدٍ يعتـــــــــريهِ الهَـــــــــــمُّ والعِـــــــــــلَلُ

وبُنْيَـــةِ القَــــــــــــدِّ لا تقــــوى على حَرَكٍ
ونحـــو حاجـــــــــاتِها ترْنــــو ولا تَصِلُ

عشـــــرٌ توالَــــــتْ مِنَ الآلامِ شــــاهِدَةٌ
في ذِمَّـــــةِ الطِّــــبِ لا بُـــرْءٌ ولا أمَـــلُ

وبين لحْــــمي عظامـــي دومَ صارِخَةً
تُجيبُ أصــــــداءَها الآثـــــــارُ والطَّلَلُ

والحمْـــدُ مِنِّـــــي أيا رحمـــــنُ مُرتَفِـــــــــعٌ
إليـــــك يا خــــــالقي والقلـــــبُ متَّصِـــلُ

رُحْماكَ ربي فهَبْ لي مِنــكَ عافِيَـــــــةً
تعــــــــــودُ لي بِالصَّــــــفا أيامِــــــــــــيَ الأُوَلُ

شكْـــوايَ يا واهِـــبَ الإنعـــــامِ ضارِعَةٌ
إليـــكَ ترْجــو الرِّضـــا صِـــدْقاً وتبْتَهِلُ

رفيــــقَةَ العُمـــــرِ صبْــــرا إنَّ بي وجَـــــعاً
فالتِّيـــــهُ يغْتـــــالُني والضَّيـــــمُ مْشْتَــعِلُ

كوني مُعيــني على بَلْـــوايَ واحْتَــمِلي
فليس مِـــن غيـــــــرِنا للأمْـــــــرِ يَحْتَـــمِلُ

إن مَـــنَّ ربي علـــى روحــي بِمُعْجِــــزَةٍ
فالحَمْدُ مِنِّي ومِنكِ الحَمْـــدُ يكْتَمِلُ

وإن مضيتُ إلى الرحمــنِ فاصْطَبري
إرادةُ اللهِ لا تنْـــــــــــــأى بِــها الحِيَــــــــــلُ

رفيــــــــقَةَ العُمـــــــرِ والدنيــــــــا بِفِطْـــــرَتِها
يــــــــومٌ دَجِـــــــيٌّ ويـــــــــومٌ فالُـــــهُ الشُّـعَلُ

"إن ساءلوكِ فقــــــولي كان" مُحْتُـــــسِباً
يُفَــــــوِّضُ الأمــــــــــرَ للمَــوْلى ويمْتَثِـــــلُ

ما كان غَـــــــرًّا على الأقـــــرانِ مُعْتـليا
بل كان منهم قريبــاً صَنْوهُ الخَجَلُ

روحُ التواضُـــــعِ في دُنيـــــــــاهُ منْهَجُـــــهُ
يُبادِلُ النَّاسَ بِالحُسْــــــنى وإنْ جهَلوا

في قلبِ طِفْـــلٍ رقيـــــــــقٍ خَطَّ سيــرَتَهُ
شمائِلاً في المدى تسْمو بِها المُثُلُ

رفيـــــــقَةَ العُمرِ ما ســــارَ الزَّمــــــانُ بنا
إلا تَسَــــــطَّرَ فيــــــهِ الصالِـــــحُ العَمَــلْ

***

للمزيد من مواضيعي