جبين الذاكرة

جبين الذاكرة

(1)

غزا الشيب، وجف الغصن
ولم أعد قادراً على عصر غيمة أخرى
نسيتُ رائحة الطين بعد المطر
ولم يترك الخريف كرة أخرى لأكرر حكايتي
وأِلج مدائنَ الشوق، ومقاهي الانتظار.

أشعرُ اليوم أن حروفي قد تجردت من ذاكرة الحنين
ولم يبقى من الأمس سوى حفنة وجع
وشيء من صرخة تسكن قعر قلبي
تتطاول لتتعلق بجدار رئتي
لعلها تصل الحلقوم، وتستنطق آخر أمنية
فيمضغها الواقع؛ ويكبِتُ أنفاسها من الجهات الأربع.

(2)

بحثتُ هذا المساء في دفتر أيامي المُرهقة
أتأملُ في صمتٍ أرقامي القديمة
أحاول أن أغتصب الذاكرة، ولو بأثرٍ رجعي
أن أمسح الغبار عن أرقام أُغلِقَت من حياتنا لعدم التفرغ!
بحثتُ كالمُدمِنِ في رسائلي القديمة
أحاول أن أُنعش ذاكرةً مثقوبة
أن أنسجَ خيوطاً من نورٍ تُضئُ آخر العمر.

(3)

أنا صدقاً أحببتك
لست أدري لماذا زرعت هذه الرسالة في خاصرة أيامي
ولم استطعِ التمرد عليها
ولم أجد سبيلاً لإخماد فتيلها
فما زالت ذكراها عالقة
أخاف أن أنزعها من قلبي؛ فألفظُ قلبي خارجَ جسدي
وتبقى هي تسكن الروح والجسد
لستُ أدري أين هي هذا المساء؟
ولستُ أدري هل ما زالت على العهد الذي نُقِش في الرسالة
ولستُ أدري هل لي بمحاولة أخرى؛ لأعيد ترتيبَ رغباتي
والبحثَ عن الأمنية الأغلى في حياتي
فلا يزالُ الحنين ينتقم مني، يخنقني، يصرع أنفاسي
يُلقي كل الأسئلة الحائرة أمامي؟
يريدُ أن يقنعني دون خجل أن نفسي قد تشبعت منها!
يُطالبني بكل حماقة أن أتطهر منها!!
وأُسَلِّمَ برحيلها كباقي المُسلمات
كيف ذلك؟ وهي غذائي، ودوائي
وبدونها أقتات الجوع، وأتسولُ العاطفة
أعيشُ الانتظار كمتسكعٍ في وجهِ الأرصفة
سئم المقاهي، وهو يتأمل في أعيُنِ المارة
لعله يجد منها لو طرفةَ عين تختصرُ المسافات
وتُداوي وجعَ السنين، وتنعشُ ذاكرته
تحمله لمواعيد الرقص على أكَمَةِ القمر
تلفه حول خصرِها كما يلتصقُ المارةُ حول جسر العبور
وتستفزُّ ذهولَهُ بقبلةٍ خجولةٍ على جبينِ الذاكرة.

للمزيد من مواضيعي

 

نص متخم عاطفة نقية
عفيفة ولكن يجتاحها القنوت
واليأس ؟!
فيه شكوى ومرارة وأسى وذكريات موجعة
بطل نصك كان رائع جداً وكلماته دخلت الأعماق
والوجدان
عفوي
صادق
واستطعت أيها القدير هادي أن تنقل هذا الحزن للقارئ
بلا تكلف أو تضخيم
شكري وتقديري لك
على هذا البوح الرائع

ذَاتِ الْعِمَاد ,نقاء الياسمين ,هادي علي مدخلي معجبون بهذا

وصفك بليغ
وقلمك مميز وجميل جدًا
بورك المداد الذهبي
ولا حرمنا من جديدك اخي .

ذَاتِ الْعِمَاد ,هادي علي مدخلي معجبون بهذا

-










أُحبّ القمر لا اللّيل
الزُّرقَةَ لا البَحر
المزَاجُ : أَنت
المَزادُ أشلائِي
الّتي نسيتها هُنا ..
وَ أنا أَقرَأ ..!
ومشيتُ بلا نَبض





هاتِ نبضَك .

ذَاتِ الْعِمَاد ,هادي علي مدخلي معجبون بهذا

نسمات باردة تُداعب الذاكرة
تستفز الحنين
ويهلكنا الشوق في أثر الغائبين
‏تعلو التنهيدات وصخب الأنين
والصمت يرقبنا بشفقة يُمزق الكلمات / ..
أُستاذي :
أيّ سحرٍ يُضفيه عسجد حرفك
‏حتى تلاعب ببراعةٍ بالمزاج ..؟!

هادي علي مدخلي ,ذَاتِ الْعِمَاد معجبون بهذا

نص جميل جداً
وبرح يحاكي الأحاسيس والوجدان
سلم الفكر وسلمت الأنامل

هادي علي مدخلي ,ذَاتِ الْعِمَاد معجبون بهذا

الحب كلمة
يلدها القلب بعد مخاض بشق الأنفس
تحمل روحا صغيرة
تكبر شيئا فشيئا
هو بمثابة فلذة كبد
فلا يمكن إخماده
ولا يمكن التسلط عليه بالكبت
ولا الحكم عليه بالزوال
فكيف تحكم روح على روحها بالفناء

نص مترف بالجمال
رائع في الوصف
جميل في المشاعر

لا عدم

هادي علي مدخلي ,ملاذ ,ذَاتِ الْعِمَاد معجبون بهذا

لا بد من عودة حتمية؛ الحرف هنا قلب جارف للبوح...

هادي علي مدخلي ,ذَاتِ الْعِمَاد معجبون بهذا

.





هكذا هي الذاكرة
ترقب خلوتنا
لـ تختلي بنا
تغني لنا :
( نبتدي منين الحكاية )
وكل حكايةٍ تنكح أخرى ..!




القدير هادي
ككل مرة
يعلمني حرفك الإعتلاء
وككل مرة
أ
ت
س
ا
ق
ط
( عمداً )






سلِمت يا رائع

هادي علي مدخلي ,ملاذ معجبون بهذا

ماشاء الله , طرح هادف.

والله يعافيك على هذا الجهد.

بارك الله فيك ...

ولك الشكر الدائم

هادي علي مدخلي معجب بهذا