صدقوني أنا مدمن

صدقوني أنا مدمن

يعد الإدمان من الحالات السلبية البائسة التي تقود الأفراد إلى طريق الهلاك ، وتقود المجتمعات إلى دروب الضياع ، هذا إن كان ذلك الإدمان مرتبطا بآفة المخدرات والمسكرات ومركَّبات الهلوسة ، وهو أشد أنواع الإدمان وطأة ، وهذا يعد النوع الأول .
أما النوع الثاني من الإدمان فهو أهون من الأول نسبيا ؛ لأنه في الأصل متعلق بالارتباط النفسي والاجتماعي ، كالإدمان على تدخين السجائر ، ومضع نبات القات ، والإدمان على بعض الأدوية ، والفرق بين الإدمانين هو أن النوع الثاني يستطيع الفرد الإقلاع عنه والتخلص منه متى ما انتهى ذلك الارتباط النفسي والاجتماعي ووصول الفرد إلى قناعة تامة وإرادة قوية بعدم فائدة ما يتعاطاه ، وخطورته على الصحة العامة ، كذلك عندما ينقطع ذلك المؤثر عن الوجود أمام المدمن ، أو انتقال الشخص إلى مكان آخر لا يتوفر به ذلك المؤثر ، وحتى آثار انسحابه من الدم تكون أخف بكثير من النوع الأول ويستطيع الفرد تحملها والمقاومة حتى الإقلاع النهائي ، غير أن الأول لا يستطيع الفرد التخلص منه إلا بمساعدة خارجية وعلاج مكثف ، ذلك لأن آثار انسحابه من الدم تعتبر كارثية ومدمرة .
هناك نوع آخر من الإدمان ربما أسميه بالإدمان الحميد ــــ إن صح التعبير ـــــ وإن كان هذا النوع له بعض التبعات إلا أن له بعض المنافع كذلك ، وهو على حالات متعددة أذكر منها :
ـــــ الإدمان على كثرة تناول الطعام أو نوع معين منه ، ونتيجة ذلك زيادة الوزن ، وارتفاع الضغط ، وإجهاد القلب ، وزيادة معدل الدهون الثلاثية الضارة .
ــــــ الإدمان على المزح والطرافة والفكاهة ، ومن منافع هذا الإدمان : الترويح عن النفس ، والتخفيف من ضغوطات الحياة ، وإسعاد الآخرين .
ــــــ الإدمان على شراء الكتب ، ومنافعه اكتساب المعرفة واتساع الثروة المعرفية والفكرية لدى الفرد ، ومردود ذلك على المجتمع .
ــــــ الإدمان على تربية النباتات والزهور .
ـــــ الإدمان على تربية الحيوانات الأليفة والطيور .
والحالتان الأخيرتان فيهما أجر ومثوبة .
أما إدماني ــــ أنا ــــ فكان في تربية الأغنام والطيور الداجنة والعناية بالنبات والزهور المنزلية ، وهذه الحالة لازمتني كهواية مُلحَّة ثم رغبة جامحة ، وتأصَّلتْ عندي منذ الصغر كلما جلبتْ أسرتي أضحية العيد وأحضرتها إلى الدار لتمكث بيننا بضعة أيام ريثما يحين موعد ذبحها يوم العيد .
عندما وصلتُ مرحلة اليفوع تنامت عندي هذه الحالة ، فكلما قمتُ بزيارة بعض الأصدقاء ووجدتهم بجوار أغنامهم يقومون برعايتها ، ويقدمون لها البرسيم والشعير والخبز الجاف والماء ، ويلهون معها في أوقات فراغهم ، ويستمتعون بذلك قررتُ أن أبدأ فورا .
كانت تجربتي الأولى بداية من ذهابي إلى سوق الأربعاء في أبي عريش حيث اشتريت خروفا فحلا ونعجتين ، وبعدها بأسبوعين اشتريت تيسا فحلا وعنزتين ، ومرت أربع سنوات حيث بدأت أغنامي في التكاثر وسط سعادتي وغضب زوجتي من روائحها الكريهة التي تنتشر في أرجاء الدار ، وخاصة بعد هطول المطر ، رغم أني لا أحس بنشاز تلك الروائح ربما لأني أدمنتها ، ورغم أنني خصصتُ لها مكانا خلف المسكن ، إلا أن تلك الروائح كانت تستطيع التسلل إلى المسكن ، مما أثار حفيظة زوجتي والدخول معي في بعض الإشكالات التي أقدرها ؛ بسبب تعرضها لانتقادات الرفيقات والجارات الزائرات ، وتحت إلحاح زوجتي قمتُ بالتخلص من تلك الأغنام في أحد الأيام من عام 1420ه ، مفضلا راحة البال على الاختلاف مع الزوجة .
وسلامتكم

***

للمزيد من مواضيعي

 

🍃 طرح جميل وسرد شيّق أديبنا العزيز الغيث … بورك هذا النبض … دمت في سعادة وهناء🌷🌷

الغيث ,بُشْرَى معجبون بهذا

الإدمان على شراء الكتب
...

هذا إدماني واتمنى ان لا اشفى منه
لقد كانَ الكتابُ خيرَ أنيسٍ لي
وبديلاً عن كثيرٍ من البشرِ الذين لا يستحقون
اما الأدمان الجسدي فهو افةٌ حقًا
شافى الله جميع المدمنين من هذه الافة اللعينة

اخي الـغيث

لا زالَ حرفُك مدرسةً لكل ما هو مفيد
جزاك الله عن الاحسانِ احسانًا #

محمد عبدالله ,الغيث ,بُشْرَى معجبون بهذا

مقال جميل، كتبته بحُلة جديدة
إدمان للكتب والأفلام والمسلسلات، ولا اعتبره إدمان فقط عادة تتوهج بأوقات الفراغ

وافر التقدير

محمد عبدالله ,الغيث ,بُشْرَى معجبون بهذا

فعلاً شتّان ما بين إدمان وإدمان
ولقلمكَ رونقه ونبض العنوان
فطبتَ أيها الغيث النبيل وطاب

محمد عبدالله ,الغيث ,بُشْرَى معجبون بهذا

دوما مبدع في طرحك

محمد عبدالله ,الغيث ,بُشْرَى معجبون بهذا

.

.


يعني فكرة الإدمان سواء بالسلب أو الإيجاب شيء مكروه ..

لكن إدمانك على تربية الغنم والله كارثة يا الغيث هههه
هالشيء صراحة مستفز ..
يا أخي أدمن على شيء كزراعة ورود في حديقة البيت ..هههه
أو زراعة شجر مثمر وجني ثمار لذيذة في مواسمها ..
( تيسا فحلا وعنزتين ) وتكاثرت بعد ههههه
الله يعين على إدمانك

سلمت غيثنا وسلم روحك الظريفة
تقديري


الوشم والتقييم والنشر مع منح المكافأة

محمد عبدالله ,الغيث معجبون بهذا

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد عبدالله

🍃 طرح جميل وسرد شيّق أديبنا العزيز الغيث … بورك هذا النبض … دمت في سعادة وهناء🌷🌷

مرحبا أخي محمد
شكرا يا صديقي على هذا التقدير الميمون منك
والجمال هو حضورك الدائم في نصوصي
حفظك الله حبيبنا وبارك فيك وأسعدك
ولقلبك السلام

محمد عبدالله معجب بهذا

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ندى الحروف

الإدمان على شراء الكتب
...

هذا إدماني واتمنى ان لا اشفى منه
لقد كانَ الكتابُ خيرَ أنيسٍ لي
وبديلاً عن كثيرٍ من البشرِ الذين لا يستحقون
اما الأدمان الجسدي فهو افةٌ حقًا
شافى الله جميع المدمنين من هذه الافة اللعينة

اخي الـغيث

لا زالَ حرفُك مدرسةً لكل ما هو مفيد
جزاك الله عن الاحسانِ احسانًا #

أهلا بأديبتنا ندى الحروف
فعلا يا ندى شراء الكتب واقتنائها يعد من أنواع الإدمان الحميدة
وما أجمله من إدمان
فخير جليس في الزمان كتاب
وتبا لكل من أدمن الجسد لإشباع غرائزه
وهي آفة يصاب بها كل من في قلبه هوى
وكان فارغا من الإيمان
شكرا اختي ندى لحضور كالجميل
أسعدك الرحمن ورعاك
ولروحك كل الجمال

محمد عبدالله معجب بهذا

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إلهام

مقال جميل، كتبته بحُلة جديدة
إدمان للكتب والأفلام والمسلسلات، ولا اعتبره إدمان فقط عادة تتوهج بأوقات الفراغ

وافر التقدير

مرحبا إلهامنا
بورك فيك وأشكرك على لفتتك الجميلة
أما حكاية الكتب فإن كنتِ تقصدين القراءة فأنا معك
فهي عادة محببة تزن عليك كلما وجدت فراغا
لكن الإدمان بالنسبة للكتب هو في شرائها واقتنائها
وتأكيدا على هذا الإدمان
أجدني ــــ أنا وغيري ممن لديهم هوس غريب بشراء الكتب ــــ كلما
زرنا مكتبة أو دار كتب أو معرض كتاب فلا يمكن أن نخرج منها إلا بأكثر من كتابين
على الأقل
حتى وإن كنا على قناعة بأننا ليس لدينا الوقت الكافي لقرائتها كلها
لكنه الهوس الإدماني
شكرا لحضورك الجميل وتفاعلك الأجمل
بوركت وسعدتِ
ولقلبك الفرح

محمد عبدالله ,إلهام معجبون بهذا