الدفء العاري 'Naked Warm'

بينَ نقطةِ الأملِ وتعجّبِ الاحتراقِ
وتحفر الظنونُ براسي مقابرَ جماعيةً

...

حرفٌ قشيبٌ
يتسامى على نسلِ أبجد

اخي الأديب عصيُّ الدمعِ
هذا التفردُ الرائعُ باختيارِ المفردةِ
يُلبسُ الحرفَ قلادةَ الابداعِ
يجعلُ للكلماتِ روحاً وشفاهً
تنطقُ ببهاءِ البوحِ ..
وتراكماتِ الروحِ ..
يلزمُني ألفَ سنةٍ ضوئيةٍ
لأفُكَّ طلاسمَ الأبداعِ فيه
للمرةِ الألفِ* ..
يخذلُني الحرفُ ..
بحثًا عن رداً يَليقُ بقلادتِك الشعريَّةِ
كانَتْ هنا تخطُّ الدهشةَ ردّاً
ومضَتْ* ..

عصي الدمع معجب بهذا

نديم هذا القلم
شكرا لجمال الروح
دمت بخير

عصي الدمع معجب بهذا

(( أيا ضفيرتها الباقية ))

... كانت لي أنا.
- نعم ليّ أنا، وكنت أبيتُ الليل بهذا الحُلم أسقيه من أوردتي، وأصنع له الخيالات، وفي الصباح أعقد بأقدام العصافير رسائلي وأرسلها تجاه بيتها. لم أكن أستوعب أنّ في الطريق إليها صيادٌ ماهرٌ قضى عمره الطويل في صيد الأحلام، وقنص الأمنيات على بعد أمتار من تحققها.
أظنني كنتُ أكذّب كلامها بأنّ أهلها لا يعارضون ارتباطنا المقدس، وأنّ أمها الوحيدة هي من ترى أن ذلك الصياد سيسعدها ولو برصاصات يوجهها لقلوب غيره، وأنه يملك في رصيده خزائن من الرصاص الثرية سيستمر في إطلاقها بصدر كل من يحاول الاقتراب منها.
وترصد لي صائدها -ذاك- وترصد لها حتى تمكّن من غسل روحها، وأغراها برائحة الدماء، وكان الطست الأخير الذي قدمه لها في مائدة عرسها (يحمل دمي) وارتشفته على رقصاتها ناسيةً أننا حلمنا بمثل هذه الليلة، وهذه الرقصة معًا...
وصارت إليه، ولم تبقِ لي غير ضفيرتها التي بللتها الدموع بعدها، ضفيرتها التي ظللت أزعم طويلاً أنها كانت تدفئني كلما شعرتُ بالعراء منها!.
وعندما وقفتُ أمام ذاكرتي وجدتني أظلم قلبي كثيرًا، وأجامل تلك الضفيرة التي لطالما أقنعتُ نفسي بأنها على مقاسي، وقادرة دومًا على دفع بلاء البرد عني، وعن قلبي الذي نبض بها...

الأديب عصيّ الدمع
مع تراكمات النهايات، وصدر مملوء بالعراء، وأمنيات مصلوبة على عشرة أرقام، وأحلام ذهبت للوراء ولم يبق منها إلا خلاصة دمعنا، وضخامة أمنياتنا... مع كل ذلك يبدع المرء في التعبير عن الأنين، ويحوله إلى ثورة هائلة من البوح، ويقدمه على طبقٍ من قناعة لمن يقرأ فنجانه...
هذا نصٌ يعصف بنا كلما قرأناه، وكلما سنقرأه عدة مرات قادمة ...

تحياتي، ودمتم...

جابر

.
.
.
سلطان الزين

ولا يحلو الحرف وينضج إلا بجنونه ذاك !
فعلتها الثواني في ارواحنا
ونبضنا فاحرق الانتظار كل شيء
ولحضورك نكهة خاصة تضيف الكثير
سلمت روح حملتك لنبضه ...

كان هنا ومضى

.
.
.
شتاء
هي اللحظة التي سرقتها وهربت فكانت هنا
نحاول أن نهب لأنفسنا الحياة فنرسم
في جسد الغيم ما ضاقت به دنيانا
فأحضرت لكم بضاعتي المزجاة
علها تحظى بكرم قراءتكم ..
دام لك البياض والنقاء يا صديقي ...

كان هنا ومضى

وبين مسارب الصمت
أزرعه بذورا من سراب
سقياه ندى من ضباب
ومرابيه غيمٌ من فوقه غيم
أتراه ممطرنا
أم أن لهيب هجيره
قد غارت مخالبه
تجتث جذور الأمنيات

عصي الدمع معجب بهذا

.
.
.
ندى الحروف

فماذا عساه أن ينطق ليوازي
هذا الكرم الكبير من روحك
هذه القراءة بعد آخر لحرفه
وسماء ثامنة لخياله
فهذه الثقة بقدر ما هي جواز
عبور لأرواحكم ولذائقتكم تشعله قنديل ضياء
حضور أنيق كتب نفسه جمالا بامتياز

كان هنا ومضى

.
.
.
قلب الحدث
ما اجمل هذا الحضور
اسعدتني كثيرا يا صديقي ...

.
.
.
كيف أجمع هذا الشتات في بوحك ، ومن أين أقطف السكينة
لذاكرة استفزتها عباراتك ومطارات استفهاماتك وحظه ..
يلتصق به وارقام حنينه مازالت دافئة بنبضه ومشاعره ، ويتنفسها
شوقا وعبقا وحنينا ووجدا. لغة سفره ، وفاصلة بوحه ونبضه .
لفظ المسافة وتنكر لجغرافية المكان ، وحارب زمنه ونفسه ..
ووهبها شريانا يتدفق بها حد الصمت والبكاء ..
والنهاية ليست لنا .

أخي جــابر مدخلي
دائما تلقي على برد أطرافه من حرفك دفئا وظلا..
تلامس الوريد المختفي بين ضلوعه تؤمنه من الخوف ..
وأن الحياة عطاء لا منة فيه ، وإن صعقك الوجع
فالتاريخ لا يتجاهل العظماء..
مدادك طهر يا صديقي ..

الرمق الأخير
في فنجانك
هو الوأد لكل الأحلام
وأنت على يقين
أن حُبك نُحر
في وضح النهار
في النص ذكاء خاص
تجعل القارئ
يُشاهد النهاية بطريقته
وربما يُعاود العبثُ بالأرقام
الحنين له أحكامه الخاصة
عصي الدمع
ربما سقطت أوراق الصبار
فوق مذكراتك ...

عصي الدمع معجب بهذا