سحرُ المدائن شهدٌ مستفيضٌ من أقداح القلب نثراً وشعراً فصيحًا ( يمنع المنقول ) |
شهدٌ مستفيضٌ من أقداح القلب نثراً وشعراً فصيحًا
( يمنع المنقول )
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
10-08-2021, 10:50 AM | #51 |
|
رد: ساحة حرب
الكلمات في هذه اللحظة أصوات، أصوات لا غير لا نوجهها لأحد ولا نريد لأحد سماعها، هي لنا فقط أبدعتِ، لكِ الحب والبياض |
|
10-09-2021, 07:05 AM | #52 | |
|
رد: ساحة حرب
اقتباس:
" دور الكاتب ليس قول ما يمكننا قوله جميعاً، بل ما لسنا قادرين على قوله". _أناييس نين أعلم جيداً أنني لستُ كاتبة أنا مجرد شبح من أشباح كثيرة للأشباح أصوات عالية، تخرج منهم يطرقون الأبواب ويفتحون النوافذ بكل وحشية يحركون الستائر، يمشون فوق الجثث ضاحكين يرتدون الأبيض في أحلك لحظات العتمة من يكتم تلك الأصوات ؟! اليد مقبرة جثث الأشباح كلها تنام تلك في الحفرة اليد شيطان وملاك وإنسان أنت تُوجهها ! اليد سكين تحارب الأشباح لا تقتل الجسد لكنها تذبح القلب إلهام .. أشكر حضوركِ بين الحروف والأصوات لكِ الأمنيات بالخير والسعادة |
|
"قويةٌ كحرب، ناعمةٌ كسلام" |
10-09-2021, 09:02 AM | #53 |
|
رد: ساحة حرب
من مريم إلى 40 مشاهداً : لست هنا لأبهركم برداءة استعاراتي أو لأجعلكم تثملون بعادية خواطري إنني أكتب كل صباح ما أصيحه لكي أنسى رؤية نفسي من خلال مرآة الواقع . إنعكاسي على عيني رؤية مختصرة لكلماتي إنعكاسي على روحي من خلال خاطرة معنى آخر للوهم الحقيقي . من مريم وأشباحها إلى شاهد وأحمد أحني رأسي باتجاه الشمس لأفصل قنبلة شكلها وجه لا يجيد التعرف على نفسه إلا من خلال الكتابة ! أقشر بجلدي أبواب الوهم لكي تندمج رائحة جلدي بحقيقتي إلى الأبد من مريم إلى شاهد: لأن الأمر بيننا تحول من ساحة حرب أو كما أراها أحيانا لعبة نردٍ إلى مشرطٍ وجراح، فإننا الآن نتحدث من داخل غرفة العمليات ! من منا سيجعل الآخر ينزف أولًا، ليست مسابقة في قذف الدماء على الورق أو على شاشة الهاتف بالطبع هي ليست كذلك، ولكي أثبت لكَ كلامي هاك شرياني اقطعه !! لا أعرف ما الذي يحدث معي، هناك أوقات أصاب فيها بسكتة مزمنة، لا أستطيع حتى الوصول إلى الجملة الأولى، ومع ذلك أكتب وأكتب وأكتب مثل الآن. الكتابة تمنحني الراحة لم أقل يومًا أنها تؤلمني أو أنها تخدش القشرة الخشنة التي تغطي الجروح النائمة فوق جلدي، انني مصابة بها، ليس لدي غيرها بالمناسبة الثرثرة معكَ -هنا- تهدأ من روعي وهذا ما يزعج أشباحي، هم منزعجون -حقهم- لأننا منذ زمن بعيد ونحن نتشارك غرفة واحدة ومطبخ ومكتب وأوراق ووسادة واحدة، وهم يرونك الآن تشاركني الرسائل والأفكار والكتب حتى الأفلام. يُسعدني أنكِ تشاركني دون خوفٍ أو قلق على عكس كثيرين ممن يلومني او يحفزني على الحديث لكن من بعيد، دون الخوض في التنقيب او التفتيش! لا يهم، المهم أنك تكتب، ولا مانع لدي بأن تأخذ وجوادك قسطاً من الراحة والتأمل، فالفوارس لا تهاب المواجهة حسناً .. " ما نفع الكتابة إن لم تكن فضيحة" هذا رأيي أيضاً، تفضح ما فينا من أسئلة وتراكمات، وهبنا الله شيطان القلم، الملائكة فقط هم من يحملون الأقلام في السماء أما على الأرض فقد ترك لنا الله هذه المهمة. لذلك الجحيم هو الذي سيبارك كتابتنا. لقد فات الأوان؛ لنصبح صالحين. عن ماذا نكتب يا صديقي؟ هل كان الحب لنا نجاة في غربتنا ووحدتنا وألمنا؟ بربك يا رجل؟ ليذهب العالم بكل ما فيه إلى حيث أراد.. لا يهم . أتريدُ مني أن أكون صريحة؟ أن أظهر على حقيقتي دون كذبٍ أو خداع؟ أنا أكرهُ كثيراً، أنا دائماً ناقمة.. أنا في الظّلام، والأشياء تموتُ على البطيء، مثلنا تماماً! "الرضا"، يا له من مفهومٍ جميل وقدسي وحضاري، سأضحكُ قليلاً أعتذرُ لكَ، هذه اللفظة من أسوء المفردات التي يمكن أن أسمعها في أغلب الأوقات خاصة مع وجود هؤلاء الأشباح، كأن تقول لأحدهم: تعال إليّ لأذبحك يا ماعز يا خروف يا حمار، ولكن عليك أن تقبل، فأنت الهزيل في هذه القصة. ما الضير في أن نفضح أنفسنا والمجتمع كلّه، لماذا يغلقون آذانهم عن تلك الأصوات. الأطفال يأكلون من الزّبالة-أعزك الله-، يحلمون بدجاجة واحدة كل أسبوع في يوم الجمعة أقصد "العيد"، القاصر تتزوج هرباً من الحياة البائسة وغدر العائلة، والنّساء يعملن في قصور الخادمات، ثمّ نقول: والله لا عيب في العمل (الشغل مش عيب)، إنّه أخلاقي ! ، وهم في حقيقة الأمر لا يقتربون من أولئك المساكين، بل ويشيحون وجوههم ويستعرون منهمم، سحقاً لقلوبهم القاسية، أن تجلس امرأة القصر على كرسيٍ هزّاز وتحدث عشيقها على الهاتف، أو تنام على صدره، أو تضع طلاء الأظافر وهي تقهقه، بينما المسكينة تعمل لأجل لقمة الخبز. قبل ساعتين بعثتْ لي صديقة تسجيلاً صوتياً لقريبتنا، كانت تحدثها عن ابنها الذي يحلم بأكل الدّجاج، ترك المدرسة قبل أن يدخل الإعدادية، يعمل في النّهار لأجل أن يطعم أخته وأمه المريضة. أقسم لكَ يا أحمد لم أعد أتحمل، هذه الأشياء فوق طاقتي. أريد أن أصرخ، أن أمشي في هذه البلاد وأنا أضرب على قلبي من البؤس، كيف لا أحزن وهناك من يموت جوعاً؟ هناك أيام مرّت على قلبي، نمتُ بسببها من الجوع، أنا بارعة أيضاً في اختيار عدد الحبات من كل شيء، من الأرز مثلا، كنتُ أشبع لمجرد رؤية بطون إخوتي الصغار. يا إلهي، العالم غير عادل أبداً، هناك بشر ينامون على الحرير وهناك على البلاط والمصاطيب. أعرفُ بأنّ رسائلي تمتلئ بالأحزان، لديّ الكثير من القصص المأساوية، تعبتُ من التّفكير بأمر الشعوب المطحونة والبلدان الفقيرة، أريدُ أن أفكّر بأي شيء جديد، أريدُ أن أنام دون أن أتذكر البقال والحدّاد والأرملة والعروس والجارة، أريدُ أن أبتسم قبل النّوم ولو لمرة واحدة فقط. تخيل معي أن نتوقف عن الخيال؟ كيف نستمتع بقطع رؤوس الأوغاد ومغتصبي الأرض والعرض والشعور وغيرهم؟ كيف نحملُ جثثهم على ورق؟ الحقد على كل شيء ليس جريمة، لكن الكتابة عن الحب هي الجريمة الوحيدة التي لا حرام فيها. أعرفُ بأنّ هذا هو التّناقض بعينه ! دعني أخبرك سراً: أني كنتُ أقيم الحفلات لشخصين فقط.. أنا وأنا.مع أشباحي طبعاً. على طاولة واحدة ومقعد واحد نجلس.. كل شيءٍ متشابه : العينين، الفم، الأصابع، التنورة القصيرة، الحقيبة، انحناءات الجسد، الصوت، ولون الشَعر .. نشبه بعضنا كثيرًا عدا أحاديثنا، واحدة تُحب، وأخرى تكره.. في أحاديثنا يجتمع كل شيءٍ وضده. لقد توقفتُ عن ممارسة هذه العادة، إحياء مثل هذه الحفلات أصبح من الأمور المهلكة، أدركتُ أنني بحاجة لشخصٍ آخر يقرأني وأقرأه، من الجيد أن نتحدث مع أنفسنا لبعض الوقت ولكن ليس لكل الوقت. أظن أن الرسائل التي بيننا حققت ذلك ولو بنسبة بسيطة، بالنسبة لي فرقت بنسبة كبيرة.. وقد تكون فرصة جيدة للتوقف عن الكذب ( أقصد بشأن الخيال) فكما قال ماركيز دي ساد " ليس كل ما أتخيله أفعله" أحيانًا نكون بحاجة لقول ما فعلناه، أو ما سوف نفعله، أو ما نريد فعله لكننا لا نستطيع. من مريم إلى أحمد: استمر بالكتابة عن الحب، عن الأمل، عن الاتزان والسماء يا أحمد، ربّما كلماتك تمنعني من القتل يوماً، كأن أنقذ قلبي البائس من الموت في آخر لحظة ! بالمناسبة: أنا من الداخل أشبه المكان الذي تسكن فيه وأنت صغير مع جدتك، وكل فترة تمتد إلى سنوات أعيش تفاصيله تماماً واقعاً بنفس الوقع النفسي والقلق والخوف والترقب لكن مع بعض الاختلافات البسيطة ! و أحبّ التمر مع الحليب.. يقولون أنه أبسط الطعام وأرخصه إلا أن التمور الجيدة غالية الثمن ! من مريم إلى أشباحها: إن وجدتُ يوماٍ الحب والعدالة على هذه الأرض، فلن أُغادره وسأعجن ذاتي، وأخبزها من جديد، وسأكتب بطريقة أفضل حينها على الهامش: النهاية السعيدة موجودة داخل الكتب الرديئة فقط، أو في حكايات جداتنا القديمة: "واتجوز الأمير الوسيم حبيبته، وعاشوا فى تبات ونبات وخلفوا صبيان وبنات" توتة لم تنتهي الحدوتة . ما بعد الهامش: أحب السير في كل الاتجاهات الممنوعة و أعلم أنك ستعود بنفس أطول ومستعدة ! [/COLOR][/FONT] |
"قويةٌ كحرب، ناعمةٌ كسلام"
التعديل الأخير تم بواسطة مريم ; 10-09-2021 الساعة 09:57 AM
|
11-18-2021, 10:31 PM | #54 |
|
رد: ساحة حرب
لأول مرة
أخرج من نص وأنا أسير على جمجمتي ربما هذه المرة كنت في ضيافة المجانين الذين يلاحقهم التاريخ كي يقبل رؤوسهم النص وكاتبته مريم .. يفعلان بنا مالا يفعله الغير |
اذكروا محاسن موتاكم
|
11-18-2021, 10:52 PM | #55 | |
|
رد: ساحة حرب
اقتباس:
شرف لمريم ولنصوص مريم ولساحة حرب بالذات وجود شاعر في وزنك وقيمتك يا شموخنا يا عزنا يا فخرنا بإشادتك من قلب القلب كل الأمنيات الطيبة.. احترامي وتقديري كم أشكرك، وكم أسعدتني |
|
"قويةٌ كحرب، ناعمةٌ كسلام" |
11-18-2021, 11:54 PM | #56 |
|
رد: ساحة حرب
إلى هنا
مررنا بـ ساحه حرب وأنا "لاناقه لي ولا جمل." بهذه الحرب ولكن عندما سمعت صيهل الخيل وقرع السيوف أتيت من أقصى المدينه بجوار المقهى.. إلى هنا ارض المعركه "ساحه حرب" بهذا المُسمى إذاً هي ليست بحديقه ورود وازهار وكفيله برمي الورود المٌحتضنه والاقلام خلف الظهور واستبدالها بخيول أصيله وسيوف مذربه.. قال صاحب المُشهّر عندما أخبروه عن مقتل أخيه قال :اليوم خمر وغداً أمر هكذا هي الحروب وقد تطول اكثر فـأكثر تبدا بشراره فتصبح سعيراً ، إما أن تُحرق الجميع أو تنطفئ ، قالواعن الحرب : جرت الدموع على دماء قد جرت ** وجرت على تلك الدموع دماء .. وقال أوس بن حجر: إذا الحرب حلت ساحة القوم أخرجت ** عيوب رجال يعجبونك في الأمن وللحرب أقوام يحامون دونها ** وكم قد ترى من ذي رواء ولا يغني إذا الحرب حلت ساحة القوم أخرجت ** عيوب رجال يعجبونك في الأمن وللحرب أقوام يحامون دونها ** وكم قد ترى من ذي رواء ولا يغني اول مشاركه لي بهذ الموضوع كل الشكر والتقدير لصاحبه الموضوع.. |
التعديل الأخير تم بواسطة الروآد ; 11-19-2021 الساعة 07:25 AM
|
11-27-2021, 12:06 AM | #57 | |
|
رد: ساحة حرب
اقتباس:
الفُرسان وإن اقترب موتُهم لا يتنازلون عن سيوفهم للوهم الفرسان إن تحتّم عليهم الرّحيل يتركون خلف وقْع الخُطا أرضاً محروقة اقترابٌ إلى حدّ التقاط الشيء ثم فقدانه قبل حدوث ذلك بلحظة! كلمات الرفاق وحضورهم الضمادة التي تداوي جراح الحروب شكراً للرواد وبهجة لقائه هنا كل الاحترام والتقدير |
|
"قويةٌ كحرب، ناعمةٌ كسلام"
التعديل الأخير تم بواسطة مريم ; 11-27-2021 الساعة 01:05 AM
|
11-27-2021, 12:44 AM | #58 |
|
رد: ساحة حرب
،
ek: كَم غُدِرنا بِعينِ الشمس المُشرقة التي تبتسم في وُجوه أطفالنَا و طفولتنا ، لكننا اكتشفنا أنها منذ البدايَة جحيماً تستعِر فيهَا مشاعرنَا وَ أحلامنا فيها تحتَرق على مَهل ، فترتجِف أصواتنا كَارتجافِي هذا في الكتابَة المتكرر في خريفِي الأخير رغم أنني متأكدة من أن ما بحوزتِي يُنزف حَربَاً بارِدَة ، فَكُل أسقفِي مهدومَة هذه الليلة يا مَريم ، وَأنا أستعيذ من ليلة بِلا نجوم لكنّي شكرتُ الله الآن أن جعلكِ نجمةً في عيني كفّتني عن شَمسِ بلادنا الحُرة ، ولو تدرينَ أني قلتُ في نفسِي أين تذرفينَ دمعكِ يا سقيا ، أوراق الكتب لا تحتمِل هذا وَ العتمة لا تبتلع تنهيدتِي ، فَوجدتُ حربكِ كما لَو أنني أستلُّ سيفاً من قلبِي كَي أكتُب هَذا نصيب مَن يستعيذونَ من الوحدة تكون أحقيّتهم في أن يفرشُوا في خيالهم صديقة لا تنام بدونهم ! لكن سُرعان ما تتفتح براعم يقظتنا : أننا لا زلنا في هذه الحَرب منتصرينَ بوحدتنا ، نَحتفل بِأوجاعنا وعلى أكتافنا مشاعر استشهدت و قُلوب انطفأت و نفوس أهدِرت رغبتها في الحياة . قسماً بمَن حلّ القَسَم ، أننِي ممن اكتفوا حروباً وَ صرخات ويُتم ، وأننِي لا أودُّ أن أزف حرفاً على كتفِ سطري مجدداً ، لكنهُ في سَبيل صبرٍ وَ رَاحة ، فكل الحُروف فِداءاً لعينيكِ مريم و لروح المدائن . |
التعديل الأخير تم بواسطة فرح ; 11-27-2021 الساعة 02:48 PM
|
11-27-2021, 12:50 AM | #59 |
|
رد: ساحة حرب
" كَم مَنزِلٍ في الأَرضِ يَألَفُهُ الفَتى وَحَنينُهُ أَبَداً لِأَوَّلِ مَنزِلِ" منذ زمن لم أكتب في ساحة حرب، رأسي يضج بالأفكار والأصوات، الكثير في الأيام الماضية وحتى الآن. وهذه اللحظة أشعر أن الوقت مناسب؛ فرصة أن أسكب هنا داخل هذه الرسالة بعضًا من عرق التعب. للحظة تخيلت نفسي دخان !! في منفضة السّجائر نزيل الوسخ عنا قطعة قطعة ظناً بأنّها همومنا! في صغرنا كنّا نحبّ النّوم على سطح البيت ظناً بأنّ الله يرانا أكثر من السّقف وحينما كبرنا أصبحنا نفتح النّوافذ ! الكاتبة الثرثارة التي كانت تستخدم "من دونك" من دونك لا أحب الحياة من دونك لا أستطيع النّوم من دونك أنا ميتة ألّفت قصيدة "بدونك أصبحت أعيش الآن". بينما تفتحين أول زرٍ من قميصكِ لنسمةٍ جنوبية عابرة تدغدغ إحساسك بالبرد من أجلِ ألا تبقي وحيدة جسدك كلّه يبقى يذكرك بالوحدة. ثم ماذا بعد يا مريم ؟! "يدٌّ ثالثة" مثل امرأةٍ عمياء أفتشُ عن عيني في العتمة فتقول يد ثالثة: هذه عينك سيدتي ! تروق لي فكرة الدخان، أي دخان .. تذكرت صباحات يناير البعيدة، والنصف الخلفي الخرب من عربة نقل ضخمة كانت تقف فوق الرصيف حينذاك، كنت أمشي بجانبها ببطء كل يوم عند ذهابي إلى المدرسة لأتفحص ما تحتها ..بقايا حطب مشتعل أوشك على الانطفاء وبقايا هيكل عظمي مأكول لدجاجة صغيرة، تتشاجر عليه قطتين، أعتقد أن المكان كان مجرد مأوى لمتسول أو لمشرد في ساعات الليل القاسية، يهرب منه عند طلوع الشمس تاركًا إياه وبقايا منه للقطط والكلاب. كنت أقف بالقرب من الحطب وأضع كف يدي فوقه بقليل كان خيط الدخان المتسرب منه لا يدفئ مجرد دخان بارد لفظ دفئه الأخير قبل أن أصل إليه، أبتعد عنه بغيظٍ، وبقدمي أغطيه بالتراب كي لا يتعذب أكثر هذا ما كنت أظنه: أن الحطب يتعذب عند اشعاله ! في تلك الصباحات كانت تصادفني هذه المشاهد المصاحبة للدخان : إطارُ سيارةٍ مشتعل يجلسُ بجانبهِ حارسُ بنايةٍ مع أولاده الصغار. صفيحة حديدية بداخلها أوراق جرائد بدأت النار للتو في أكلها .. كان يفعل ذلك صاحب البقالة ليمنح الجو بعض الدفئ إلا أن الهواء كان يختنق من الروائح التي تنبعث من هذه الحرائق المصطنعة. اختلفتْ منفضةُ السجائر إلا أن الظن واحد ! كل ليلة أقفُ على النافذة وأسأل السؤال ذاته: ما دينك أيتها الحياة؟ الآن.. أستمعُ إلى "عبادي الجوهر":دقايق .. لو سمح وقتك دقايق " بالمناسبة؛ لا تسمعها، قبل أن تفتح نافذتك. أنا متأكدة بأنّ هناك امرأة ماتت بڤايروس ”كورونا“ وهي تنتظر عودة حبيبها من السّفر، ثمّ تركت له رسالة قبل موتها. هل تعرف الشّاعرة النرويجية "ماريا هانسن"؟ امرأة تحبّ البساطة والطبيعة، كانت مخطوبة لرجلٍ لا تحبه، فأصبح جسدها هزيلاً، تعرفت على المؤلف المسرحي "هنريخ إبسن"، انتظرته مدّة طويلة؛ حتى يعود إليها من السفر، عاد إليها الاكتئاب من جديد. انشغل بمسرحيته "بيت الدمية"، وحينما عاد إليها وجدها ميتة بمرض السّل، تركت له قصيدة في رسالة. بعض ما قالت له: " كان بيته تجاه بيتي، وقلبي تجاه قلبه، ونفسي الحزينة ظمأى للحياة! _خاطبني فجأة فرحت كان يجب ألا أرد عليه أو أحفل به أو أدع روحي تسبح في رنة صوته وغمغمة لهجته ولكن ما حيلتي؟" أيعقل أن يكون الحب فاكهة لذيذة؟ أن يكون منقذك هو موتك وبؤسك ومعاناتك! كلكم تتمنون هذا الموت الشّهي، ترغبون فيه بكل طاقتكم، ولكن ما حيلتكم؟ أعرف بأنّ منكم من اقتحم جحيمه بكل إخلاص، وربّما تورّمت قلوبكم الآن، أكاد أسمع صوتها، إذا انفجرت يوماً ما، سأكتب: هنا كانوا هو وهي لا أعرفهم لكني أراهم امرأة ورجل امتلكهما الحلم قبل أن يمتلكاه"! الآن، آكل البرد بل أنهشه وكأنني شبح أو وحش، لا أنظر للوقت، أبتعد عن الرّسائل، محاولة ألا أضيّع الفرصة. بيدي الشّاي بلا سكر، هناك في عالم آخر موازي لعالمنا الضيق، أطفو في أفق الخيال و أبكي دون أن تتلألأ جفوني مقدار قطرة، ثم أصرخ دون أن يسمع صريخي قلبي النابض، فأضحك بشدة من فرط السعادة، هناك في الخيال أصحو حيث أنام على وسادتي هنا، و أسير هناك حينما أرقد في فراشي هنا، هناك حيثما أهدأ بينما أغضب هنا، و أجول بين أفكاري فكرة تلو الأخرى، أحتضنها كما لو أنها ثروتي التي أخاف عليها من أعين الناس، فلا أدع لها طريقًا يخرجها إلى النور، أرحل بها إلى شاطئ هادئ، تداعب أمواجه ثنايا أفكاري كما لو أنها قنديل بحرٍ مريض و منهك، يموت على اليابسة من فرط العطش، في الوقت ذاته يلامس البحر لكنه لا يقوى على الحراك نحوه. هنا في الساحة حيث داري واسعة جدا، تحتلها أشعة الشمس الساطعة، وتتصدرها مجالس الهوكاجي"شاهد" ومادارا وٱيبة وورد وأشباحي وصنديد، في ساحة حرب حيث لا نسمع لصفارات الحرب صوتًا، ولا لأقدام العسكر أثرًا، حيثما يغيب القمر معتذراً، و أصحو أنا على عجل قبل أن تشرق الشمس من جديد. حرامٌ على هذا القلب ألا يكون مرتاح البال في هذه اللحظات. إنّها السّلوى. على الهامش بعد ساعاتٍ من التأمل والدهشة وكأنني أقرؤك للتو.. لم أستطع أن أمنع نفسي من الكتابة ! أحبّ فكرة تسليم الجسد للبرد دون غطاء فوقي، مثل فكرة تسليم القلب للحرف الذي نُصادق ونحارب أقصد نحاور. |
"قويةٌ كحرب، ناعمةٌ كسلام" |
11-27-2021, 01:00 AM | #60 |
|
رد: ساحة حرب
،
كيف تَرمِين كل شَيء في بحر النسيان وتمضين ؟ هَل تزعجكِ أضواء الشمس المتطفلة صباحاً فَتشدين لحافكِ هاربَة من خطواتها ، وهي لا تزال تمس كل شيء يخصكِ . فتصمتينَ على تفاهة الحدَث وَتمضين كأن شيئاً لم يكُن ؟ هذه الشمس اليد التي لا أدري من منحها حرية التدخل ؟ بغير حول منكِ ولا قوة منها بدون حتى أدنى ميل منها من شَرع للستارة أن تتيح لها الهرولة في مكانكِ ؟ هذه مساحة احتياجنا لأن نبقى في وقتٍ يناسِبنا أن نهرب من أقل الأشياء حتى الجمادات التي ليسَ لها رغم خفّتها حركة تثير مضايقتنا ، كُل شيء يتوارى خلف ما يختبيء لكن حقيقة وجوده ثابتة ، وحقيقة أننا نتناساه أيضاً ثابتة ، لربما ضعت وتارة أخرى غرقتُ ، لكن كيف أخبركِ ؟ الشمس أحرقتنِي ! |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
إنه الحزن يا سادة | عادل بن مليح | سحرُ المدائن | 20 | 09-17-2022 07:43 PM |
صديقي صاحب العيون السوداء/ | واجدة السواس | سحرُ المدائن | 20 | 11-14-2021 04:04 PM |
صاحب القلب الأسود | نزف القلم | الكلِم الطيب (درر إسلامية) | 9 | 11-06-2021 11:10 PM |
صاحب السيادة | كراميل نور | سحرُ المدائن | 21 | 09-20-2021 10:02 AM |
يا صاحب القلب ( الشريف الرضي ) | نبوءة حب | ظِلال وارفة | 6 | 12-22-2020 09:25 PM |