خطرات (1)

خطرات (1)

العودة للكتابة الأدبية تحتاج جهد واستحضار للغة والمصطلح
وقواعد الكتابة بدءا من الموضوع والفكرة والشكل ومراعاة
زمن الكتابة وزمن القراء !!!
فزمن القراء أختلف كثيرا عن الماضي لأن الملهيات كُثرت جدًا
فقديما كان التلفاز والفيديو والراديو ..
الآن الفضاء الافتراضي والذي يشمل مواقع التواصل والمواقع الحكومية
والمواقع الشخصية ..وو الخ
وهذه جميعها تشكل نفسية الكاتب والمواضيع التي يكتب عنها وفيها ونوعية القارئ
قديما كان القارئ نهماً ويعلم ماذا يريد أن يقرا على أقل تقدير الآن أصبحت
القراءة فرضًا يُفرض على الجمهور لكثرة الإعلانات والتطلعات والأمزجة التي
يرددها الكثير من القراءة، فتارة تجد قارئ قرأ رواية تافهة ليس لها مضمون
ولاتحتوي على موضوع أو لغة أدبية تليق إنما مجرد أحاسيس مبعثرة هنا وهناك
وأحاديث نفس ! فيصرخ قائلا في مجموعته يا لها من رواية أنصحكم بقرائتها.
كذلك يخرج في الأسواق كتاب خواطر أدبية ركيك اللغة والمعنى
فيصرخ أحدهم قائلا إنه رائع وهكذا كثير من الكتب في الأدب
أو التاريخ أو العلوم أو أو فنتج عن هذا قُرّاء مختلفين وكتابٌ مختلّين بتشديد اللام !!!

لهذا يجب على الكاتب أن يكون على دراية بالأساس في علوم الآلة كما أطلق
عليها العلماء وهي علوم اللغة (النحو، الصرف، البلاغة) ثم علم المنطق حتى يعلم
ماذا يكتب ويجب أن يكون لديه قراءة في تاريخه (العربي) من عصر الجاهلية، الاسلام
ثم لديه معرفة ولو كانت سطحية بتاريخ السعودية !!
وأيضا لديه قراءة في بعض العلوم كعلم الاجتماع، علم النفس، وقراءة في الأدب العربي
والأدب العالمي ... وأنا أقول الأساس ولا أقول التخصص الكامل لأن الأساس في النحو
مثلاً لو تعلّم متن الآجرومية وهو متن صغير جدًا شُرح كثيرًا ولله الحمد ومتوفر في اليوتيوب
وعلى قوقل لعلماء في اللغة والشريعة ومتخصصين في اللغة العربية لكفاه أن يعلم
ماهي حروف الجر، والنصب، وأدوات الاستثناء والجزم والشرط والنداء ...الخ
وكذلك الحال بالنسبة للصرف والبلاغة وهذه العلوم ولله الحمد متوفرة ونحن في زمن
الفرصة فيه للتعلّم وتحصيل المعرفة سهلة جدًا جدًا وهذه نعمة يتجاهلها ويفرط فيها الكثير .
وكذلك القراءة في التاريخ فمن المعيب أن يكون هناك كاتب عربي لايعلم تاريخه !

وكل هذا حتى يستطيع الكاتب التعبير عمّا يريد،
ويجب على كل كاتب أن يكون لديه قراءة
وتحصيل معرفي وثقافي ولا يتعجّل بالكتابة
والإنتاج الأدبي الذي يتمثل في كتاب يصدره للناس حتى
لا يكون ما كتبه وأنتجه مجرد أوراق استهلكت حبرًا (قابعة على الرفوف) .



/
في تاريخ 2 شوال 1443 هـ
حتى عودة ان شاء الله لتكملة بقية الخطرات .

للمزيد من مواضيعي