قطاف السنابل لـ جابر محمد مدخلي

ek:

بدرية العجمي

يعطينا العُمر أشياء لا تتكرر، أحلام لا نتردد في تفسيرها، ونستعجل في معرفة ما ترمز إليه.
لكننا حين نحوز على ما يكتبنا، أو يكتبنا، أو يكاتبنا .. هنا يمكننا الاصغاء ولا نكتفي حقًا.
الإبرة تخيط ما يقينا من البرد، والقلم يستر بوحنا بالرمزية، ومشاعرنا بالعبارات السخية.

نص هائل ومأهول يا بدرية...

مودتي

جابر

ek:

سليدا

أقسى ما يمكن لقلوبنا أن تحياه أن تكون قاسية على نفسها لحماية قلبٍ طيّب ونقي، ولمنحه حصانة من الأذى الشعوري المتفجر فجأةً دون حسابات زمنية، أو كونية، أو ظرفية.
القلب حين يتخذ قراره لا يستأذن أحدًا: لأن الحُب ليس قرارًا وإنما هو حاسة داخلنا لمجرد استيقاظها لن تتأخر عن الاندلاق كغيمة آن إمطارها.

سعيد بقراءتك، وبهذه العناية ...

مودتي
جابر

ek:

النقاء

في التقاء ساكنين لا بد وأن يتحرك أحدهما. الإيمان بما في صدورنا قد لا يكفي أحيانًا؛ فلا بد من إحساس يتكفل بعلاقة طرفين يأويهما: ليس حُبًا ، ليس عشقًا، ليس شعورًا بلا هوية .. فهوايا المشاعر كثيرة .. يمكنه أن يكون إحساسًا تحت أي حاسّة فينا ومنّا. المهم أن لا تفقد إنسانًا جمعتك به الحياة، وأن لا تؤزم ما بينك وبين الآخرين؛ لمجرد أن شعورًا -ولو استيقظ من طرفٍ واحد- لتغدو صدورنا ذات أجنحة محلقة للسماء مشابهةً لها في الصفاء، والبياض، والمطر علينا أن نحتفي بكل من يحيطنا، ويحفّنا حتى ولو كان على حساب مشاعرهم، وطريقة أحاسيسهم .. المهم أن لا ننزع شتلةً في حياتنا يمكنها أن تُثمر ما يجعلنا سعداء .. حتى ولو تأخر إثمارها.

قراءتك تشمل الحياة، وتراها بحكمة واتساع.

مودتي
جابر

ek:

البنفسج

ثمن التضحية كان ثقيلاً. كان وجه الأرض يدور على صدره، ويتحرك ليقطع أنفاسه. كان يسعى لأن يحمي كل ما في قلبين قبل أن يتأزما. السعي وراء الحُب ليس تمامًا كحين يأتيك، أو تجده في الطريق الذي لم تتوقعه؛ لأن الأخير هذا هو تفاحة لن تفسدها الحياة-عليك أن تسعى لحمايتها- ولن تجد أصدق، ولا أجمل، ولا أنقى، ولا أطهر، ولا أنبل، ولا أعظم، ولا أفضل من هذه التفاحة التي تسقط على قلبك دون عناء الحُب، وطريقه المرير.
الذين يصفون لنا مشاعرهم ليسو كالذين يسمعون منّا مشاعرنا. والذين يتأذون من حياتهم وما صدفوه فيها ليسوا كالذين نحتويهم لنخفف عنهم ما صنعه غيرنا.
هكذا هي أطراف القلوب، وجذورها الضاربة في العطاء، أو هكذا يجب أن تكون .. هكذا أظن.
خلاف ذلك لن تنجو وأنت في طريقك لقضاء باقي عُمرك متى ما أذّيت مشاعر إنسانٍ بلا سببٍ، ولا ذنبٍ غير أنّه وجد في قلبك ما حرمته منه الحياة. كُن على الأقل هذا الإنسان .. وبعدها سيغدو كل شيء في موضعه الصحيح. حتى ولو تكلفت نزع قلبك في وقتٍ ما، افعل ذلك ما دام الأمر يستدعيه. وإن انتصر عليك شعور فيّاض فكن أنت الأمان، اعط لتأخذ، وخذ لتعط.
البنفسج: كلماتك جاءت من عذق سقته الحياة، وأمطرته العين المبصرة حتى اخضرّ وأعطى.

مودتي
جابر

ek:

رفيق العُمر: علي آل طلال

ليس كالحُب حياة، ليس أأمن من حُضن مُحبٍ آمِن، ليس في الدنيا سلام وسرور دامت الدنيا جفاف، وانكسار.
الحُب هو الوريد الخفي في صدورنا لا يمكن أن يظهر إلا بالاعتراف .. وهنا يمكننا أن نعود لأعلى النص. فحين نجد أن اعترافًا سيجعل كل الذي حدث في النص من الأسى، والأذى أن يحدث فعلينا مراجعة هذا الوريد، والنظر فيما يمكنه أن يقدمه أو يعطيه، وفيما يمكن للظروف أن تسلبه وتؤذيه!.
الصمت كبتٌ شعوري، وليس مرضي .. الصمت أمام الحُب المؤذي تحديدًا. وفيه يمكننا الكتابة، الكتابة وحدها من ستبدو كحقنة سلمية لا علاقة لها إلا بالحكاية، وما يتخللها من تفاصيل دقيقة قد تعجز اللغة الصوتية والقلبية عن إيصالها كاملةً.
لهذا نحن نكتب .. نكتب لكي نترك للغاتنا الحسيّة، والشعورية، والقلمية، والحرفية أن تصل، وتكمل الحكاية.
- وعاد حرفك يا صديقي .. عاد ليعطينا الحياة. سعيد بقرابتك، وعقود الحياة تأبى إلا أن تصلنا معًا.

مودتي
جابر

ek:

كراميل نور

حينما يجعل القلب من نبضاته حصانًا أبيضًا تتزاحم الكلمات التي ترغب بالترادف خلفه ليظهر عندها الإنسان إما أناني للحد الذي يجعله يُسقط كل من خلفه ليمضي به حصان قلبه وحيدًا إلى من أحب ولو أوصله جواده حتى منتصف الطريق ثم تركه وترك قلبًا معلّقًا في انتظاره دون إحساسٍ منه ولا شعور، أو يمضي صامتًا بلا قرع حوافر، ولا نبض قلب حاملاً راية روحه البيضاء ليس استسلامًا بمقدار ما هو إيمانًا بأنّ الحُب شجاعة قبل أن تكون نبضات، وميثاق قبل أن تكون فروسية.

كراميل نور: ما قرأته في حروفك هو وهج من مداد، ونور من كرم حروفك الوضاءة.

مودتي
جابر

ek:

الحكيم

وتمزق الحبل في حلقه، ذلك الحبل الذي كان مجرد حبلٍ سريّ للحُب والمتحول بعد صمته إلى حبالٍ صوتيةٍ قصّت أجنحة كلماته وكسّرت لغته، وأسقطت أحداثه أرضًا بطلقة صمتٍ جرّدته عن قصته ليراها في سعادةٍ بقصةٍ أخرى .. ليست له، ولا من نصيبه. محتفظً بالنهاية بأجمل الشجاعات، وأصدقها في سيرة قلبه الذاتية.

غمرتني حروفك كالعادة يا حكيم...

مودتي
جابر

ek:

إحساس السكون

واقتطع من صدره حكاية، وراح يرويها على الأبناء والبنات. وأحاطه الليل ببردٍ طقطقت له ومنه أسنانه، فشعر من حوله برغبته في الدفء، وحال بينه وبين هذا الغطاء الدافئ أن يصل إلى قصيدته التي تلاها عليهم، أو قصّته الناقصة التي ألجمه الصمت عن إتمامها... وكان بين الحاضرين منتصرًا رغم توقف الحكاية في حلقه.

أبهجتني حروفك...

مودتي
جابر

ek:

بدرية العجمي

القسوة على ذاتنا، وقلوبنا، وكتمان حق الكلمات في خروجها هي أقسى ما يمكن للنبضات أن تقاومه. العُسر في الكلام، والتأتأة هي معصرة للروح، ودفقةٌ كُبرى تتكوّم خلال لحظاتها الجُمل المستعصية، وينبض القلب ألمًا على معراجه حتى النهاية ووصوله لأعلى سلالم القول ثم النزول صمتًا عبر كلمة (الحُب) العُظمى التي بها يملك القلب كل قلبٍ منحه إياها، ويهبه سعاداته. ولكنه أبى إلا أن ينزل خالي الوفاض، راضيًا قابلاً بأن يبقى لصدريهما هيبتهما؛ على أمل أن يجتمعا في موقف أقوى، ويريها الحُب بكل الأشكال غير شكل القول، وغير قصة الحُب، والأحباب. وعاش مقدار ما عاشه ولكنه فضّل الصمت على الكلام. فأحبته كما أحبها، وساد الصمت لعقد وعاد إليهما الحُب في ثوب وفاء، وفاء منقطع النضير.

قراءتك أضاءت كبدرٍ في السماء...

مودتي
جابر

ek:

مسك الخواطر

وبثها صمت ثقيل. فهمته واعتبرته أقوى الكلمات، وراحت تفسره خلال عقد من الزما، ثم عادت إليه وفيةً لا تريد من عودتها غير شعورها الذي لم تستطع ترجمته طوال سنواتها العشر الماضية. لم تتأخر في غيابها عن السؤال عنه، وهو كذلك. وتوقف السؤال لسنين، ولكنه طوال الصمت كانا يتحدثان عبر حواسهما المغروسة فيهما.

- كلماتك هنا أغدقت وأوسعت في معنى الجمال والسلام.

مودتي
جابر