صوت العقل ...

بسم الله ما شاء الله على هذه القصيدة
جمال جلي كضوء الشمس
تمكنت فيها شاعرتنا السامقة مشاعر من الإمساك
بتلابيب القصيدة وجعلتها تتوافق مع العنوان
ولذلك سارت التداعيات فيها متتابعة وكلها تدور حول محور العنوان
كما أن شاعرتنا عزفت على أوتار بحر الهجيني المشهور
والذي يواكب في شهرته المسحوب
فأجادت الوزن والتراكيب اللفظية والصيغ والمعاني
وألبست على أبيات القصيدة وحدتها المطلوبة
فالمتأمل في تتالي الأبيات يجد أن كل بيت يرتبط بالبيت الذي يليه
وهذا الأمر لا يجيده إلا شاعر محترف
فكان رهانها الأول على مواقف الحياة المتعددة التي نصادفها
في حياتنا اليومية .. ومن خلال تلك المواقف تتكشف أحوال الناس المحيطين بنا
ومن نُجِلُّهم ونحترمهم وربما نحبهم أيضا

" المـواقـف بــيَّــنـــت ضــعـف النــفـوس
بـرهَـــنَت لـي عــلَّــة الـوقــت الشحيح "

وفي بقية الأبيات تتجلى بعض الحقائق عما يفعله
الغدر والغرور وحب المال أمام العواطف الصادقة والأحاسيس الندية
وكأنها تعبر عن صدمتها الكبيرة في تلك النفوس التي قابلت الطيبة
والمحبة بالغدر والفراق والطمع وحب الذات
مما سبب لها جرحا بالغا لن يندمل بسهولة

" انجــرحـت وكــــن فــي اليــدّيــن مـوس
ضـــاقــت الــدنــيـــا وخــلـــتــنـي جــريـح "

وإن تمعنا القصيدة بمنظار أديب ثاقب فسوف ندهش
من تلك الصور المعبرة التي استخدمتها شاعرتنا الجميلة مشاعر
انظروا معي لبعض تلك الصور :

(( هـــزت الــــوجــــدان مـــــنــهــم كـل ريح ))
الله الله هنا تصوير الوجدان وكأنه نبتة لطيفة تشتاق إلى النسيم العليل
وليس إلى رياح وعواصف

(( ليـــت قـــلبي مـــاسقى ذيـــك الـغـروس
اثــمــــرت صــبَّــار والــمـــزروع شــــيــح ))

اللهم صل على محمد
تصوير للقلب على أنه مضغة بشرية لطيفة تحب سقاية
الفسائل النباتية في بداية نموها .. ثم ترعاها إلى أن تصبح نبتة كاملة
وكان أمل تلك المضغة أن ترى جهدها ورعايتها قد أثمرت عن نباتات
جميلة تعطي الزهور البديعة بألوانها الزاهية
وإذا بها تنمو لتستحيل إلى ( صبَّار ) لأن الأصل قد سبقها في التحول إلى ( الشيح )
أرأيتم هذه الروعة
مشاعرنا الجميلة أهنيك على هذا الجمال الذي نقشتِه على صدر السماء
وأرفع لك القبعة
وأتمنى لك مزيدا من الإبداع والجمال
ولروحك عناقيد البهاء

مشاعر ساكنه ,النقاء ,بُشْرَى معجبون بهذا