إلى متفرِّد ( الانهيار الأول )

إلى متفرِّد ( الانهيار الأول )

أسعد الله أوقاتكم آل المدائن

معذرة إن اتخذت المدائن كملاذ للنجاة بي و برسائلي

تماماً كالناجين من حريق مكتبة الإسكندرية القديمة

أظن أن من يكتب يفكر بكتبه كأنها ثيابه التي تستره

فإن احترقت شعر بعري لا تستره جبة شيخِ جليل

شكراً لكم مدائن البوح

أسعد الله الحياة بكَ يا فريد

حريّ بكَ أن تعتدل في جلوسكَ قبل أن تقرأ ما لن تقرأه

لأنكَ على الأغلب لن ينعطف بك الطريق إلى هنا

و لكن


دعني أحدثكَ قليلاً عنّي

فما تعرفه ليس إلا ما تعمّدتُ إفشاءه لك

أو أنكَ استنبطتَه بفراستكَ التي لا يقهرها إلا القاهر وحده

و قبل أن أبدأ

أحب أن أشكركَ

إذ أنكَ أحد أثمن دروس هذه الحياة

و إحدى الخبرات التي لن أكتسبها و إن عرفت نصف رجال الأرض الأحياء

يكفي أنك تعرف كيف ( تهيّض ) قلبي لكَ لا عليكَ

حتى و أنا أزمع لاتخاذ قرار الفرار

تُبكيني دون أن يكون لك يد

و تخرجني من هذا كلِّه و أنا جافة تماماً

كأنكَ ببساطة مررت من منتصف صدري

بسرعة رصاصة خارقة

لكن لا أحد يصدق أني قتيلة

فأنا أمشي بذا الانتصاب و الاستقامة

أضحك ملء الفم و أمارس بقائي اليومي بكل اتزان

حتى أني أعددت اليوم فطيرة التفاح بحبّ مضاعف

و قليل من الغضب

و سكبتُ سكّر القلق مع المكونات

و حين أدخلتها للفرن

كان قلبي شبه يحترق

لكني أطفأته

و لم أغامر بأن يكون لهيب قلبي أشد من حرارة الفرن

و حين نضجت الفطيرة و قطَّعتها

كنتُ أشعر بأني أُقطِّع نساء لا أعرفهن

و جعلت الجميع يلتهمونهن بشراهة

و أنا أتلذذ بتعذيبهِن

فقط لأني لن أفعل ذلك كلَّه

و لأني ذات يوم قررت أني لن أكره أحداً حتى لو كان عدوّي

لذا ليس لدي أعداء

و لا أظن أن حبّي لكَ سيدفعني لحمل شعور عدائي نحو المحيطين بكَ

أو اللاتي تحيط بهن

عن نفسي

لن أقول إلا أني أحبكَ جداً و وَجداً

و سأحاول أن أحبكَ فقط

دون مبالغة

سأحبكَ بما يكفي لأن

لا يوجعني ما قد يحدث

أو لا يحدث

و ريثما أفشَل

سأبقى على حافة كل شيء

لا أهوِي و لا أجفل و لا أسأل

لا أمكث و لا أقع و لا أرحل

فقط أتكئ في المدائن

و أبني لي عالم

.
27 مارس 2022

للمزيد من مواضيعي