مبتدأ الصخب !!

مبتدأ الصخب !!

مُبتدأ الصخب .. خدْش صفحة القلب بحرف .. مشاغبة دون رغبة في جرح يدميها .. لكنها أُجهِشَتْ بالبكاء .. نداءً لكل فاه جائع بها .. أن هلمّوا .. خذوا مايسدُّ جوعكم .. مايزيد عن حاجتكم .. مايخنق الأنفاس بزائد الرزق .. خذوا الوجع .. اصنعوا منه قوارب نجاة .. تحملكم على البقاء في الطريق .. لاأمان يُرى ولاغرق .. خذوا راياتكم .. ارفعوها عالياً .. تفيأوا ظلالها.. إلى أن تعلن قوافل العشق الرضا .. بما أعطت ومانالت من غنائم .. تضج بها عين الشمس فتحترق .. وعند كل مغيب .. عندما تعلو هامات الرغبة في الوتين .. وتغرس أنامل الشوق .. أشواك الأنا في خاصرة الحنايا .. كان المنادي له صوت بها .. يأمرها بما تهاب .. قائلاً : هِــيهِ ياأنتِ .. استفيضي في نزف التأوه في الزوايا .. لاتقفي صامتة بل حطمي بيديك المرايا .. وتخلليها إياباً من غياب .. اصنعي زرقة السماء التي اختنقت ذات ليلة .. ومات على إثرها ألف ألف نجمة ويزيد .. افقئي عين الوجوم التي تتعقبك .. لتستحثّ المحال على الظهور مع كل حبور .. زوري الأماكن بصيحات توقظ الوجيب .. لتجفل الطيور الهزيلة من أعشاشها .. فتقتات من آتيها امتلاء الحواصل .. بما يغنيها عن كل مسألة تُسقط هيبتها في عينها.. اجمعي من أحاديث العشق مايُغري .. غرّدي وتقافزي .. انثري العطر في كل طريق .. ليستدلّ عليك الأمل .. بكِ .. فيكون اسمك ِ .. لوّحي بيديك العاريتين من كل وجل .. فالخوف يأتيك بما يهلك على عجل .. أعلني عن وجودك بالهتاف .. مناجاةً تثير ماتحت الثرى ومايَرى ! وان سكنت بالجفن عبرةٌ .. تفتح الباب لذكرى .. فارفعي النظر عالياً وتنفسي .. ازفري مايثمل صدر العناء.. وانتشي .. وإن خفَتَ صوت النحيب ؛ قهقهي .. ليختلف ترتيب أضلاعك فيُسمع لها طقطقة .. كأحجار النرد الملقاة على مهل .. حركي الشفاه بما يُثقلها .. قولي : مازلت .. جائعة أنا .. وبك سدّ الجوع بما يُتخم .. مازلت خاوية أرتدي الظلمة .. ستراً يواري سوءة رعشتي .. وأنت غناي من كل فقر .. مازلت مقفرة من كل حياة .. والقطر بين شفتيك معلّق .. أغرقني بما يُهلكني .. لأنسى خدر السكون فأمشي .. أسكرني بهداياك .. نبيذ حروف تُلهب الفكر فأهذي .. اقتلع المسافات بحريق لهفة .. ترتق انشقاقي لغيري .. فاستعيد اجتماعي ؛ بي .. قولي : اجعلني غذاء دمك .. هواءً يخالط دقائق رئتيك .. ليلاً يجدد خصوبة خيالك بما يجلّيه .. وشروقاً يأتي جفاف الزمان بما يُحييه .. اجعلني خشوعاً يؤاخي نشوة التوجد .. لتشهد الحواس بنجوى مغازلتي .. في كل مرة تختلي فيها بشيطاني .. اجعلني نديمةً تسرق منك .. جمالك دون أن تدري ! ألمٌ سليط اللسان عليك .. يجعلك تبكي مايُشجي .. لن تصبر على فراقه فهو أنت .. ولكنني سأضمّنه جوف الهدايا .. التي تفتحها دون رغبة .. تراه يسكنها ؛ فتنال منك قُبلة ترضيني .. اجعلني أنا كما أنا .. مفتونة بك .. مغيّبة الحس عن سواك .. لأعتلي القمم دون النظر في المنحدر .. فأنا مجنونة ؛ تأكل بتلات الورود تحلية .. وتلعق الندى بطرف لسانها .. وتزفر العطر الذي تهوى .. وعند النطق .. تستثيرك بشفتين غارقتين بدم الكرز .. قولي : مبتدأ الصخب .. تلاه بدايات وبدايات .. بها ماعلمت ؛ ومالم تعلم .. فأنا الوليدة التي نمت على نظرك . إنسيّة تستوي على العرش بكلمة .. وتسقط دون أن تدري .. بالتفات .. لاتقترب .. بل كن الحصار والأسر .. جاوز الحد في رسم الشرر .. امنع هواء الصدر من المفر .. وكن معنى الأمان والحذر .. وعند زوال نقمتك .. زاول النعماء على الأثر .. وجوداً يدركه القاصي ومن حضر .. وكن خاتمتي .. حديث البيان في كل سر .. فمبتدأ الصخب منك .. قد اتصل بخبر ..! غواية حرف سبق نشره [/b]

للمزيد من مواضيعي