سحرُ المدائن شهدٌ مستفيضٌ من أقداح القلب نثراً وشعراً فصيحًا ( يمنع المنقول ) |
شهدٌ مستفيضٌ من أقداح القلب نثراً وشعراً فصيحًا
( يمنع المنقول )
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||||||
|
|||||||||||||
" حاول تفتكرني "
أشهرٌ ستّ مرّت على آخر رسالة كتبتها لك .. نحن الآن في عزّ الصيف ، وكلّ العالم يشكو شدّة الحرّ ، وأنا لازلتُ أشكو شدّة الشوق ، وطول الانتظار ، لازال في داخلي بصيص الأمل المضني ، ذلك الأمل المنهَك والمنهِك ، الأمل الذي يجعلني أتماسك وأنا على شفا السقوط ، أصمد وأنا على حافة القنوط ، يمنحني رصيدًا ضئيلا من القدرة على انتظارك حتى المساء ، وحينما يأتي المساء وينقضي ذلك الأمل تأتي جرعة خفيفة آخرى منه ، تتناسل في غفلة مني لتستمر الحلقة المفرغة التي علقت بها منذ رحيلك . لقد اتفقنا على النسيان والجفا، ثم مضينا في طريقين مختلفين ، لم أدرِ حينها ما فعلتُ بنفسي ، لاحقًا حينما بدأت الجراح تتسع أدركتُ يقينا أنني أذوي ، كان لزامًا على أحدنا أن يصمد ، أن يمضي دون أن يلتفت ، يركض بأقصى ما لديه من الإنكار ناحية النسيان والتناسي ، لقد كان ذلك الطرف هو أنت ، وكنت أنا من خانته قسوته وحنّ إلى تفاصيلنا ، كنتُ أنا من تمادى في الغناء رفقة حليم : " وإن مقدرتش تيجي تاني تاني تاني ونسيت زماني ونسيت مكاني مكاني إبقى افتكرني حاول حاول .. حاول تفتكرني " كنتُ أنا من استحضر من الذاكرة كلّ شيئ ، الشوارع والأزقة والأمكنة ، الأمنيات والأحلام ، الأغنيات والألحان ، المواعيد والصدف ، السهر والأرق ، فناجين القهوة ومحادثات المسنجر ، الوفاق والخصام ، الضحكات العالية والدموع ، ثم الأحرف والكلمات ، كأنما تُعرض أمامي شريطا مسجّلا به كلّ ما مرّ بيننا وسؤال لا يفارقني : كيف يمكن أن تتقني النسيان إلى هذا الحدّ ؟ لقد كان فراقا متفقا عليه ، فلماذا صنت هذا العهد بكل هذه الصرامة المفرطة ؟ أما كان لرسالة عابرة أن تتسرب من بين أصابعك في غفلة من الوعد القديم ؟ أما كان لمحادثة هاتفية قصيرة أن تقتطع من السبعة أعوام دقيقتين لا أكثر ؟ أما كان لمنشور صغير أن يتسلل ذات مساء فيقرأه الجميع ويفهمه قلب محب ؟ يقينا سيحبك الكثيرون ، سيُفتنون ويعجبون ويغرقون ويهيمون ، لكن واحدا فقط من سيموت لأجلك ، واحدًا فقط سيظل على الوعد حتى وإن طال زمانه ، وعد المحب الذي لا ينسى ولا يسأم ، لا يتراجع ولا يستسلم ، نعم ، ذاك أنا . تذكّرني أو حاول ، أما أنا فلا مجال عندي للمحاولة ، ربما حاولت النسيان ذات نزق وشطط ، وأدركت حينها أنني عبثا أفعل ، فأنتِ الكيان المتجذر داخل الروح ، أنت تفاصيلي وعناويني ، أنت العميقة في داخلي ، العريقة في تاريخي وسر الحياة التي أتشبث بأطرافها وتبتعد ، أمدّ يدي للأشياء من بعدك فأجدها السراب الذي يستدرجني إلى المحاولة الأخرى . للمزيد من مواضيعي
المصدر: منتديات مدائن البوح
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
... " العِصمَةُ بيَدي تكونْ " . | الدّانة | سحرُ المدائن | 17 | 05-18-2024 03:24 PM |
هي جارتي .. " مجرد محاولة " | حرف مسافر | سحرُ المدائن | 22 | 05-18-2024 02:19 AM |
" أروى " | الدّانة | قناديـلُ الحكايــــا | 20 | 07-29-2023 02:00 PM |
يا وجدان الكون …! " محاولة أولى " | حرف مسافر | سحرُ المدائن | 26 | 05-10-2023 01:47 AM |
" تميل الدنيا ولا اميل ابداً " شغب ريشه~ | ملاكـ | شغب ريشة وفكر منتج | 14 | 06-19-2022 01:27 PM |