سحرُ المدائن شهدٌ مستفيضٌ من أقداح القلب نثراً وشعراً فصيحًا ( يمنع المنقول ) |
شهدٌ مستفيضٌ من أقداح القلب نثراً وشعراً فصيحًا
( يمنع المنقول )
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||||
|
||||||||||
إرث انتظاري لك
.
سنتان من الرحيل، سنتان والأزقة لا تلتفت ورائي.. أنني لا أريد أن اكره أحدا، فقط أريد أن تعودين كما اشتهيت، تعودين من قسوة الرحلة مثل كل المحبيّن في الحكايات القديمة. لكنك حتى الآن تتسمرين بعيدة وساخنة كالمدى. ماتت الأشياء التي بيننا ..التي كانت تسير بدوافع التيه والجنون. قبل أن يتخطى هذا المنظر المتكرر.. غرفة ضيقة وديوان متهالك وسرير لا يداوي الجروح.. تتقدمين برائحتك على عتبات ذاكرتي.. أتذكرين اللحظة المثالية؟ الحوار الذي يرفض الخلل؟ تضعين لمستك فيني.. وتغور بداخلي أبعدّ من الماضي, ومن المرّة الأولى أعرف بأنك مدهشة وصالحة للحب وللموت. تتسكعين في دهاليزي وأيامي الزمنية.. من اللحظة الأولى عطرك يأكل كل شيء من أدنى الجنون حتى الزمان الذي نكّوره فيما بعد للنصح والموعظة والسلوك الطيّب. ليلة بأكملها تتمرغين في داخلي ..في انتظاري ومجيئي وتحررين قلقي وخوفي والوجوه الغير مألوفة والأماكن الخالية من الشتاء. أذكر أنني قلت وبصعوبة بأنك تشبهين مدينة عالية وسريعة في التقدم في دمها لا تشتعل الرتابة أبدا، تتقدمين بالأسواق الكبيرة ..بالشوارع والمارّة والطرقات الضيقة والزقاق السري الذي يؤدي لبيتي، لشجرة داري.. للعيون التي تتسلقها لكي تطل على غرفتي، لترى إرث انتظاري لك. أنني أشعر بالعالم بكِ.. بصدق الكلام وبالرجل الذي أخرج قصاصة لكي أخبره بما كُتب فيها، للشخص الذي أطاح سلاماً في الهواء ..لظني الذي كنت أظن به بأنه يقصدني، للمرأة الزاهدة في مشيتها وهي تعرج بجسدها المكسور الأرصفة ثقيلة من الأسى. ولكل المسالك التي تتمسك بي، أنكِ قدري ويأتيني الآن دفعة واحدة كالنبوة. تتدافع جيوش الابتسامات على محياك وتطفئين قمراً، وتشعلين شمساً بيننا.. وتتأهب دمائنا لليقظة. للمزيد من مواضيعي
المصدر: منتديات مدائن البوح
كنقطة ضوء في عتمة كل شيء يرحل
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 4 ( الأعضاء 0 والزوار 4) | |
|
|