الترويح عن النفس وأهميته

الترويح عن النفس وأهميته

تأتي كلمة الترويح من مادة ( روح ) في معاجم اللغة ، وتعني السعة وتخفيف الهموم والضغوط على النفس البشرية بتغيير الحال النمطي تشويقا للحياة ، فنحن نعيش حياتنا العصرية هذه وتصادفنا فيها ضغوط كثيرة ومشكلات وخلافات كلها تؤثر على استقرار نفسية الفرد ، وهنا تبرز أهمية الترويح عن النفس .
والترويح باب من أبواب الترفيه المتعددة ، ويعد حاجة ملحة للنفس طالما كان في حدود الأدب والقيم والمبادئ التي نشأنا عليها دون إفراط أو تفريط ، وهو مباح في الشريعة الإسلامية ،
ولنا في رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه مع زوجاته وأصحابه أسوة حسنة ، وقد وردت عدة أحاديث تؤيد الترويح عن النفس في ضوء المبادئ والقيم الإسلامية ، فالنفس إذا ملت كلت ، وتتنوع برامج الترفيه أو الترويح إلى عدد من الجوانب ؛ منها الجانب الرياضي البدني وما يدخل تحته من المنافسات والسباقات الرياضية وألعاب الكرة وغيرها ، الجانب الذهني : ويتمثل في المسابقات المعرفية علمية وأدبية بمختلف أنواعها ، الجانب الفني : ويتمثل في الفنون المسرحية والمسلسلات الهادفة والأفلام المفيدة التي لا تخدش الحياء العام ولا تفسد أخلاق المشاهد لها ، جانب السفر والنزهات والرحلات ، وغيرها ، وجميعها تدخل ضمن مبدأ الحياة الوسطية المعتدلة بعيدا عن الإسفاف والفحش والتبرج .
وقد أولت حكومتنا الرشيدة مسألة الترفيه والسياحة الداخلية عناية خاصة ، فأنشأت للترويح
هيئة الترفيه التي تشرف على تنفيذ الفعاليات المختلفة ، كما أنشأت للسياحة وزارة تقوم بالإشراف على الجوانب السياحية الداخلية
والمتمعن في مسألة الترويح عن النفس يجد أن له الكثير من الجوانب الإيجابية منها :
تحقيق التوازن بين متطلبات الإنسان البدنية والعقلية والروحية ، يكسب الفرد مهارات وخبرات
وأنماط معرفية وتنمية مواهبه ويبعده عن التفكير في العنف والجريمة ، يجعل المجتمع مجتمعا إيجابيا ومنتجا ، له مردود مادي جيد على خزينة الدولة من حيث إنفاق الفرد في الداخل بدلا عن الإنفاق في الخارج ، كذلك عوائد الأفواج السياحية التي تفد إلى المملكة ، وغيرها الكثير .
وكنتُ ـــــ شخصيا ــــــ وما زلت من الداعمين لمسألة الترويح عن النفس ، سواء بالمشاركة في النقاشات المجتمعية في هذا الصدد ، أو بكتابة مقالات صحفية داعمة للفكرة من خلال منبر صحيفة عكاظ ( سوق عكاظ ) ، الجزيرة ( عزيزتي الجزيرة ) ، الرياض ( صفحة الرأي ) ،
ولعلي أذكر هنا شيئا من هذه الجهود أثناء بداية ولادة فكرة الترويح عن النفس ، وتبني بعض المنشآت الترفيهية بمدينة جيزان جلب بعض الفرق الفنية من بعض البلدان العربية الشقيقة ؛ لتفيذ عدد من الوصلات الفنية والمسرحيات الكوميدية وغيرها ، بالإضافة إلى بعض الفنانين المحليين ، وكنتُ أحضر تلك الفعاليات ، وبعدها يتم المناقشة مع بعض أصحاب تلك المنشآت عن جوانب النجاح ومباركتها ، وجوانب الإخفاق لتداركها مستقبلا ، وأذكر أنه ذات مرة تعرفت على الفنانَين القديرين : الأستاذ حسن مصطفى ( ناظر المدرسة في مدرسة المشاغبين ) والأستاذ أحمد بدير وهو فنان معروف ، اللذان قدما بدعوة من مركز ( .... )
لإحياء بعض المسرحيات في إجازة عيد الفطر مع زملاء لهما ، ودعوتهما لزيارتي في منزلي ، ولبى الأستاذ حسن مصطفى ، واعتذر الأستاذ أحمد بدير بسبب إرهاقه .

***
الغيث
حصري




نموذج لبعض المقالات عن الترويح

للمزيد من مواضيعي