قناديـلُ الحكايــــا يعدو الربيــع بعد الربيــع ويكبر البوح.. ( يمنع المنقول ) |
يعدو الربيــع بعد الربيــع ويكبر البوح..
( يمنع المنقول )
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||||||||||
|
|||||||||||
العمر لحظة .
على بُعد كرسيّين من جسده الهالك، جلستُ أفكر في هذه الحالة التي وصلنا إليها، كنّا نبدو خصمين، وفي الحقيقة أنّها كانت لحظة خصام حقيقيّة، في الأمس احتدّ نقاشنا حول طرق العلاج، فتحوّل الحوار الهادىء إلى معركة، فأخبرته أننّي مجرّد مرافق ورجوته أن يعاملني على هذا الأساس، مجرّد رفيق للوقت، لسنا أشقّاء، كنت قاسية، غاضبة، ناقمة، وتمنّيت لو أن الحياة تنتهي بعد برهة، تكاثفت الأسئلة في رأسي، حتّى كاد ينفجر، لأصل إلى ما وصلت إليه دومًا، إلى مشقّة الإجابة ذاتها، أنّ لا جدوى من التساؤل بعد الآن.
شعرت بثقل الهاتف المحمول يتشبّث بطرف السبّابة على وشك الانزلاق، عاودت التمسّك به بين أصابعي الخمسة، دخلت إلى صفحة "چوچل" ودوّنت في محرّك البحث: "أسباب سرطان الصدر" لتنهال فوق صدري روابط المقالات، والمعلومات الكافية والوافية، لسرطان الثّدي، تبًا .. ليس هذا ما أريد. محوت، ثمّ دوّنت من جديد:"كتلة سرطانيّة في منطقة الصّدر" .. ومرّة أخرى خرجت الأثداء من كلّ الصفحات، أيعقل؟ ما هذا النّوع المنقرض من الصفحات الإلكترونيّة بالذات؟ استسلمت، ليس لأنّ الأمل ضعيف، إنّما لأنّ الأسباب كلّها.. ماتت. جلست قبالتي، سيّدة بدت في منتصف الثلاثينات من عمرها، وربّما كانت أصغر، لكنّه المرض من يجعل الزهور تشيخ أبكر من موعدها، فوق كرسيّ متحرّك وبظهر منحني، منديل أبيض فوق الرأس، كانت تتكوّر مثل جنين يشعر بالبرد، بعد دقائق تقدّم نحوها رجلٌ بدا في الأربعين من عمره، ناولها كأسًا من الماء، مدّت يدها وهي ترتجف، استطاعت تثبيته لثوانٍ معدودة، ثمّ فجأة انسكب الماء فوق بنطالها، وراحت تبكي، كأنه البكاء الأخير. تدارك الموقف فورًا، أخرج بصورة سريعة منشفة صغيرة من كيس كان يحمله، وضعها فوق فخذيها في محاولة لامتصاص الماء، بعد دقائق أزاحت يديه، وبحركة بطيئة تنقّلت عبر كرسيها إلى زاوية بعيدة عنه، أدارت وجهها نحو النّافذة، ثمّ صمتت مثل جثّة. للمزيد من مواضيعي
المصدر: منتديات مدائن البوح
"قويةٌ كحرب، ناعمةٌ كسلام" |
10-02-2021, 10:40 PM | #2 |
|
رد: العمر لحظة .
هلا بالكاتب الراقية مريم
يختم النص ويرفع للتنبيهات ويمنح لك المكافاة تستاهلين اكثر واكثر وعودة تليق بسموك… |
هَاتِ القَوَافِيْ ، فَهٰذِيْ المَرْأَةُ الأَسْمَىٰ أَزَاحَ رَبِّيْ بِهَا ، عَنْ مُهْجَتِيْ الهَمَّا فِيْهَا مِنَ الحُبِّ مَا لَا شَيْءَ يَحْمِلُهُ وَمِنْ يَدَيْهَا اِجْتَنَيْتُ الأَمْنَ ، وَالحُلْمَ شكرآ أمير الشعراء وسيف المدائن,, |
10-03-2021, 03:48 PM | #3 |
|
رد: العمر لحظة .
|
"قويةٌ كحرب، ناعمةٌ كسلام" |
10-03-2021, 04:05 PM | #4 |
|
رد: العمر لحظة .
تلك التفاصيل هي التي توجعنا يا مريم
تجعلنا في حالة من التشظي والمعاناة لكن بارقة الأمل قادرة على اجتثاث كل ما يقلقنا دام نبضك يا أخية |
علمتني الحياة أن أبني جسرا من الأمل فوق أي بحر من الأحزان
|
10-03-2021, 07:55 PM | #5 | |
|
رد: العمر لحظة .
ek:
اقتباس:
يحرثون أرض الأمل تضرعاً بالكفوف فالعمر لحظة يبذرون الدعاء في باح السماء هاتفين يا الله التضرع يفعل المستحيل اللهم الأمل ثم الأمل ثم الأمل الغيث دام عزكَ ورفع قدرك مع فائق شكري وتقديري |
|
"قويةٌ كحرب، ناعمةٌ كسلام"
التعديل الأخير تم بواسطة سنابل البوح ; 10-24-2021 الساعة 02:57 AM
|
10-02-2021, 10:55 PM | #6 |
|
رد: العمر لحظة .
نص رائع ومتميز من صميم الواقع... كم تمنينا أن نكتب بهذه الأريحية قبل أن نبالغ في ترشيق وتنحيف أجساد نصوصنا لتصبح جلد وعظم أنصت إلى الصوت الذي تناهى بين سطور العقدة في القصة وحزنت لحالة البطلة فاستعجلت القراءة لاختصر الحل.. لكنني تفاجأت لهذا الاسترخاء الذي يجعلنا نتمنى أن يكون نهجا تتحرر فيه نصوصنا لنتنفس أوكسجين نقي.. تحية لأبداعك.. نص مميز دام تألقكِ أستاذتنا.. كل التقدير |
|
10-03-2021, 03:55 PM | #7 | |
|
رد: العمر لحظة .
اقتباس:
نبيل محمد بعض الحضور ياتي لينثر النور في درب الحرف تقبل بالغ الشكر والتقدير |
|
"قويةٌ كحرب، ناعمةٌ كسلام" |
10-02-2021, 11:54 PM | #8 |
|
رد: العمر لحظة .
لديك موهبه في السرد تجعلين
كل من يقرأك لا تفك عينه من النص حتى ينهيه ليس هذا فقط بل نتعايش مع كل حرف كتب بأناملك واحساسك الصادق أتعلمين ايتها الراقيه والانيقه فكراً رأيت الكثير بلغوا سن الرشد وعندما احتضنهم المرض اصبحوا كالاطفال لا يتحملون عتب وكاكبار السن لا يتحملون النصح او الرأي المخالف لرأيهم وكأنهم يريدون فقط ان يقال لهم انتم الصح لا اعلم لما يبدون على هذا الحال هل يرون ان عمرهم مجرد لحظات وتنتهي وليس لديهم وقت للاستماع والتأييد والقيام بكل ما يرشدون اليه ..؟ ولكن اسال الله ان يشفيهم بشفاء من عنده شفاء لا يغادر اجسادهم يالله اي لحظة سيكون عليها عمري ..؟ يارب اجعلها لحظة حمد وشكر وايمان انا وكل ال المدائن ومن اجمل لحظات الحرف ان يقرأ لحرفكِ دمتِ بارقه بالابداع |
التعديل الأخير تم بواسطة فرح ; 10-03-2021 الساعة 12:31 AM
|
10-03-2021, 06:55 PM | #9 | |
|
رد: العمر لحظة .
ek:
اقتباس:
إنما نحن عابرون خط الحياة، راجون طيب الأثر العمر لحظة، وما يجول في خاطرهم أقسى من كل الكلمات وأي وصف دقيق لن يحكي شعورهم يشعرون بملكُ الموتِ يدخل غُرفهم، يطوف على قلوبهم، يلامس أرواحهم من قريب، لربما يشتمَّ روائحهم، أو يتمتم بدعاء ما، يتخيلون ذلك في كل لحظة يلهجون بالدعاء، وكأنها اللحظة الأخيرة، لكنه لا يختار أحداً منهم وتدور الدائرة من جديد مع كل لحظة جديدة فالعمر لحظة أسال الله لهم الشفاء التام والصحة والعافية ولكل الحاضرين .. فرح يا فرح روحك الحاضرة بالنور تأتي بالضوء في كل حضور كم تسرني قراءتك الدائمة لو تعلمين محبتي وريحان |
|
"قويةٌ كحرب، ناعمةٌ كسلام"
التعديل الأخير تم بواسطة سنابل البوح ; 10-24-2021 الساعة 02:56 AM
|
10-03-2021, 12:50 AM | #10 |
|
رد: العمر لحظة .
العين لاتستطيع أن تتجه من الظلام
إلى النور إلا إذا اتجه معها الجسم بأسره، كذلك ينبغي أن تتصرف النفس بأسرها عن هذا.، لتصبح قادره على تأمل الوجود واجمل مافي الوجود.. هناك فروق بين العاده والحق.المنظور والمعقول الظلام والنور الظل والأصل. أي يكون مستعداً لمغادره (الكهف) الأمر هنا يتعلق بالتخلص من قيود المحسوس ومايشوبه، وعندما نعلم با( الديالكتيك) الجدل وتعميمه نقوم بالتخلص من الشوائب بحكم اعتياد النفس على ذلك.. كل التحايا والتقدير.. |
التعديل الأخير تم بواسطة الروآد ; 10-03-2021 الساعة 12:54 AM
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
لحظة جنون | ذَاتِ العِماد | مقهى المدائن | 75 | 12-27-2021 10:52 AM |
لحظة | إلهام | قناديـلُ الحكايــــا | 18 | 07-30-2021 05:38 AM |
اسعد لحظة | سليدا | الكلِم الطيب (درر إسلامية) | 4 | 06-14-2021 06:24 AM |
لحظة حداد.. | نجـ سهيل ـم | سحرُ المدائن | 6 | 05-02-2021 10:57 AM |
لحظة نلتقي !! | رغد الديب | سحرُ المدائن | 24 | 04-23-2021 12:30 AM |