آخر 10 مشاركات |
روابط تهمك | القرآن الكريم | الصوتيات | الفلاشات | الألعاب | الفوتوشوب | اليوتيوب | الزخرفة | قروب | الطقس | مــركز التحميل | لا باب يحجبنا عنك | تنسيق البيانات |
|
الكلِم الطيب (درر إسلامية) رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا |
رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||||||||||||
|
||||||||||||||
( صَيْدِ الخَاطِرِ ) مقتطفات من روائع ابن الجوزي ( متجدد)
1 ـ ابك على خطيئتك ..
ينبغي للعاقل أن يكون على خوف من ذنوبه و إن تاب منها و بكى عليها ! ، وإني رأيت أكثر الناس قد سكنوا إلى قبول التوبة ، و كأنهم قد قطعوا على ذلك ، و هذا أمر غائب ، ثم لو غُفِرَتْ بقي الخجل من فعلها ، و يؤيد الخوف بعد التوبة ؛ أنه في الصحاح : أن الناس يأتون إلى آدم ـ عليه السلام ـ فيقولون : إشفع لــنا ، فيقول : ( ذنبي ) !! ، و إلى نوح ـ عليه السلام ـ فيقول : ( ذنبي ) !! ، و إلى إبراهيم ، و إلى موسى ، و إلى عيسى ـ صلوات الله و سلامه عليهم ـ ، فهؤلاء إذا اعتبرت ذنوبهم لم يكن أكثرها ذنوباً حقيقة ، ثم إن كانت ؛ فقد تابوا منها و اعتذروا ، و هم ـ بعد ـ على خوفٍ منها . ثم إن الخجل ـ بعد قبول التوبة ـ لا يرتفع ! ، و ما أحسن ما قال الفضيل بن عياض ـ رحمه الله ـ : ( و اسوأتاه منك و إن عفوت ) ، فأفٍ ـ و الله ـ لمختارِ الذنوبِ و مؤثرٍ لذةَ لحظةٍ تبقى حسرة لا تزول عن قلب المؤمن و إن غُفِرَ له ، فالحذر الحذر من كل ما يوجب خجلاً ، و هذا أمر قل أن ينظر فيه تائب أو زاهد ؛ لأنه يرى أن العفو قد غمر الذنب بالتوبة الصادقة ، و ما ذكرته يوجب دوام الحذر و الخجل . للمزيد من مواضيعي
الموضوع الأصلي :
( صَيْدِ الخَاطِرِ ) مقتطفات من روائع ابن الجوزي ( متجدد)
-||-
المصدر :
-||-
الكاتب :
هادي علي مدخلي
المصدر: منتديات مدائن البوح
|
01-07-2021, 10:39 AM | #2 |
|
رد: ( صَيْدِ الخَاطِرِ ) مقتطفات من روائع ابن الجوزي ( متجدد)
2 ـ الوقت كالسيف ..
رأيت العادات قد غلبت الناس في تضييع الزمان ، و كان القدماء يحذرون من ذلك ؛ قال الفضيل : ( أعرف من يعد كلامه من الجمعة إلى الجمعة ) !! . و دخلوا على رجل من السلف فقالوا : لعلنا شغلناك ؛ فقال : ( أصدقكم كنت أقرأ ؛ فتركت القراءة لأجلكم ) !! ، و جاء رجل من المتعبدين إلى سَرِي السَّقَطي ، فرأى عنده جماعة ؛ فقال : ( صرتَ مناخ البطالين ) ثم مضى و لم يجلس !! ، و متى لان المزور ؛ طمع فيه الزائر ؛ فأطال الجلوس ؛ فلم يسلم من أذى ، و قد كان جماعة قعوداً عند معروف فأطالوا ؛ فقال : ( إن مَلِكَ الشمس لا يَفتر في سَوقها .. أفما تريدون القيام ) ؟! ، و ممن كان يحفظ اللحظات عامر بن عبد قيس ، قال له رجل : قــف أكلمك ، قال : ( فأمْسِكْ الشمسَ ) !! ، و قيل لكرز بن وبرة : لو خرجت إلى الصحراء ، فقال : ( يبطل الزوجار ) !! ، و كان داود الطائي يَسْتَفَُ الفتيت و يقـول : ( بين سَفِّ الفتيت و أكل الخبز قراءة خمسين آية ) !! ، و كان عثمان الباقلاني دائم الذكر لله ـ تعالى ـ ، فقال : ( إني و قت الإفطار أحس بروحي كأنها تخرج ؛ لأجل اشتغالي بالأكل عن الذكر ) !! ، و أوصى بعض السلف أصحابه فقال : ( إذا خرجتم من عندي ؛ فتفرقوا ؛ لعل أحدكم يقرأ القرآن في طريقه ! ، و متى إجتمعتم ؛ تحدثتم ) !! . و إعلم أن الزمان أشرف من أن يضيع منه لحظة ؛ فإن في الصحيح عن رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ أنه قال : ( من قال سبحان الله العظيم و بحمده ؛ غرست له بها نخلة في الجنة ) !! ، فكم يضيع الآدمي من ساعات يفوته فيها الثواب الجزيل ؟! ، و هذه الأيام مثل المزرعة ، فكأنه قيل للإنسان : كلما بذرت حبة ؛ خرجنا لك ألف كر ، فهل يجوز للعاقل أن يتوقف عن البذر و يتوانى ؟! ، و الذي يعين على إغتنام الزمان الإنفراد و العزلة مهما أمكن ، و الإختصار على السلام أو حاجة مهمة لمن يلقى ، و قلة الأكل ، فإن كثرته سبب النوم الطويل و ضياع الليل ، و من نظر في سِيَرِ السلف و آمن بالجزاء ؛ بان له ما ذكرته . |
|
01-07-2021, 10:41 AM | #3 |
|
رد: ( صَيْدِ الخَاطِرِ ) مقتطفات من روائع ابن الجوزي ( متجدد)
3 ـ جهاد الشيطان ..
رأيت الخلق كلهم في صفِّ مُحارَبةٍ ، و الشياطين يرمونهم بـ ( نبل الهوى ) ، و يضربونهم بـ ( أسياف اللذة ) ، فأما ( المُخَلِّطُون ) ؛ فصرعى من أول وقت اللقاء! ، و أما ( المتقون ) ؛ ففي جهد جهيد من المجاهدة ، فلا بد ـ مع طول الوقوف في المحاربة ـ من جِراح ! ، فهم يُجْرَحونَ و يُدَاوَوْنَ ، إلا أنهم من القتل محفوظون ، بل إن الجراحة في الوجه شَيْنٌ باقٍ ؛ فليحذر ـ ذلك ـ المجاهدون . |
|
01-07-2021, 10:42 AM | #4 |
|
رد: ( صَيْدِ الخَاطِرِ ) مقتطفات من روائع ابن الجوزي ( متجدد)
4 ـ حذار من الدنيا ..
الدنيا ( فَخٌ ) ، و ( الجاهل ) بأول نظرة يقع ! ، فأما ( العاقل المتقي ) فهو يصابر المجاعة ، و يدور حول الحَبْ والسلامة بعيدة ، فكم مِن صابرٍ إجتهد سنين ، ثم في آخر الأمر وقع ؟!! ، فالحذر الحذر ، فقد رأينا من كان على سنن الصواب ، ثم زل على شفير القبر ! . |
|
01-07-2021, 10:43 AM | #5 |
|
رد: ( صَيْدِ الخَاطِرِ ) مقتطفات من روائع ابن الجوزي ( متجدد)
5 ـ جهاد الهوى ..
تأملت أمراً عجيباً ! ، و أصلاً ظريفاً ! ، و هو إنهيال الإبتلاء على المؤمن ، و عرض صورة اللذات عليه مع قدرته على نيلها ، و خصوصاً ما كان في غير كلفة من تحصيله كـ ( محبوب موافق في خلوة حصينة ) ، فقلت : سبحان الله ، ههنا يبين أثر الإيمان لا في صلاة ركعتين ! ، و الله ما صَعِدَ يوسف ـ عليه السلام ـ و لا سَعِدَ إلا في مثل ذلك المقام ! ، فبالله عليكم ـ يا إخواني ـ تأملوا حاله لو كان وافق هواه ؛ من كان يكون ؟! ، و قيسوا بين تلك الحالة ، و حالة آدم ـ عليه السلام ـ ثم زنوا بميزان العقل عقبى تلك الخطيئة ، و ثمرة هذا الصبر ، و اجعلوا فهم الحال عُدةً لكم عند كل مشتهى ، و إن اللذات لتعرض على المؤمن ، فمتى لقيها في صف حربه ، و قد تأخر عنه عسكر التدبر للعواقب ؛ هُزِمَ !! ، و كأني أرى الواقع في بعض أشراكها ، و لسان الحال يقول له : ( قف مكانك ، أنت و ما إخترت لنفسك ) ، فغاية أمره الندم و البكاء ، فإن أمِنَ إخراجه من تلك الهوة لم يخرج إلا مدهوناً بالخدوش !! ، وكم من شخص زلَّت قدمه ، فما ارتفعت بعدها ؟! ، ومن تأمل ذل ( إخوة يوسف ) ـ عليهم السلام ـ يوم قالوا : ( و تصدق علينا ) ؛ عرف شؤم الزلل ! ، و من تدبر أحوالهم ؛ قاس ما بينهم و بين أخيهم من الفروق ، و إن كانت توبتهم قُبِلَتْ ! ؛ لأنه ( ليس من رَقَّعَ و خاط ، كمن ثوبه صحيح ) ! ، و رب عَظْمٍ هِيْضَ ـ أي : إنكَسَرَ ـ لم ينجبر ، فإن جُبِرَ فعلى و هى ! ، فتيقظوا ـ إخواني ـ لعرض المشتبهات على النفوس ، و استوثقوا من لجم الخيل ، و انتبهوا للغيم إذا تراكم بالصعود إلى تلعة ـ كل ما إرتفع عن الأرض ـ ؛ فربما مد الوادي فراح بالركب . |
|
01-07-2021, 10:46 AM | #6 |
|
رد: ( صَيْدِ الخَاطِرِ ) مقتطفات من روائع ابن الجوزي ( متجدد)
6 ـ حريق الهوى ..
من نازعته نفسه إلى لذة محرمة ، فشغله نظره إليها عن تأمل عواقبها و عقابها ، وسمع هتاف العقل يناديه : ( ويحك لا تفعل ، فإنك تقف عن الصعود ، و تأخذ في الهبوط ، و يقال لك : إبق بما إخترت ) ، فإن شغله هواه فلم يلتفت إلى ما قيل له ؛ لم يَزَل في نزول ! ، و كان مثله ـ في سوء إختياره ـ كالمثل المضروب : ( أن الكلب قال للأسد : ياسيد السباع ، غير إسمي فإنه قبيح ، فقال له : أنت خائن لا يصلح لك غير هذا الإسم ، قال : فجربني فأعطاه شقة لحم و قال : إحفظ لي هذه إلى غد و انا أغير إسمك ، فجاع و جعل ينظر إلى اللحم ، و يصبر ، فلما غلبته نفسه ؛ قال : و أي شيء بإسمي ؟! ، و ما كلب إلا إسم حَسَن ؛ فأكل ) !! ، و هكذا الخسيس الهمة ، القنوع بأقل المنازل ، المختار عاجل الهوى على آجل الفضائل ، فااللهَ اللهَ في حريق الهوى إذا ثار ، و انظر كيف تطفئه ، فرُبَّ زلة أوقعت في بئر بوار ، و رُبَّ أثر لم ينقلع ، و الفائت لا يُستدرك ـ على الحقيقة ـ ، فابعد عن أسباب الفتنة ؛ فإن المقاربة محنة لا يكاد صاحبها يسلم ، و السلام . |
|
01-07-2021, 05:58 PM | #7 |
|
رد: ( صَيْدِ الخَاطِرِ ) مقتطفات من روائع ابن الجوزي ( متجدد)
طرح مميز وانتقاء ثري جُزيت خيرا
جهد مميز ورائع سلمت الايادي تحياتي القلبية وسوسنتي الحلوة احمد الحلو |
|
01-07-2021, 10:58 PM | #8 |
|
رد: .../...
ek:
...رحمَ اللهُ الإمامَ المحدّث والمتكلّم والمؤرخ الفقيه أبا الفرج ابن الجوزي الحنبلي..فإن كتابَه ( صيد الخاطر ) من أوائل المصنفات التي ألّفَتْ في مجاله ؛ مجال تدوين ما ينقدح عَرَضاً من خواطر الفكر والبال...
والشكرُ موصولٌ-أخي الوضيء هادي-على إمتاعنا وإفادتنا بهاتيكَ القطوف الدانيات.. |
|
06-14-2022, 09:46 AM | #9 |
|
رد: ( صَيْدِ الخَاطِرِ ) مقتطفات من روائع ابن الجوزي ( متجدد)
غباء العصاة ..
إذا تكامل العقل ؛ قوي الذكاء و الفطنة ، و الذكي يتخلص إذا وقع في آفة كما قال الحسن : ( إذا كان اللِّص ظريفاً ؛ لم يُقطَع ، فأما المغفل ؛ فيجني عـلى نفسه المحن ) ! ، هؤلاء أخوة يوسف ـ عليه السلام ـ أبعدوه عن أبيه ؛ ليتقدموا عنده ، و ما علموا أن حزنه عليه يشغله عنهم ! ، و تهمته إياهم تبغضهم إليه ! ، ثم رموه في الجُبِّ فقالوا : ( يلتقطه بعض السيارة ) ـ وليس بطفل إنما هو صبي كبير ـ وما علموا أنه إذا التُقِطَ ؛ يُحَدِّثُ بحاله ، فيبلغ الخبر إلى أبيه ! ، و هذا ( تغفيل ) ، ثم إنهم قالوا : ( أكله الذئب ) ، و جاؤوا بقميصه صحيحاً !! ، و لو خرَّقوه ؛ إحتُمِل الأمر ، ثم لما مضوا إليه يمتارون قال : ( ائتوني بأخٍ لكم ) ، فلو فَطِنوا ؛ علموا أن مَلك مصر لا غرض له في أخيهم ! ، ثم حبسه بحجة ، ثم قال : ( هذا الصواع يخبرني أنه كان كذا و كذا ) ، هذا ـ كله ! ـ و ما يفطنون !! ، فلما أحس بهذه الأشياء يعقوب ـ عليه السلام ـ ؛ قال : ( اذهبوا فتحسسوا من يوسف ) ، وكان يوسف ـ عليه السلام ـ قد نُهِيَ ـ بالوحي ـ أن يُعْلِمَ أباه بوجوده ، و لهذا ؛ لما إلتقيا قال له : ( هلا كتبت إلي ) ؟ ، فقال : ( إن جبريل عليه السلام منعني ، فلما نُهِىَ أن يُعَرِّفَهُ خَبَرَهُ ـ ليُنْفِذَ البلاء ! ـ ؛ كان ما فعل بأخيه تنبيهاً ، فصار كأنه يُعَرِّضُ بِخِطبة المُعْتَدَّةِ !، و على فهم يوسف ـ والله ـ بكى يعقوب لا على مجرد صورته ! |
|
01-08-2021, 12:51 PM | #10 |
|
رد: ( صَيْدِ الخَاطِرِ ) مقتطفات من روائع ابن الجوزي ( متجدد)
بارك الله فيك .
والله يعطيك العافيه... ماعرض يستحق المتابعه. ولك الشكر والامتنان... |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 26 ( الأعضاء 0 والزوار 26) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
مقتطفات من العبرات للمنفلوطي | نبوءة حب | المكتبة الأدبية ونبراس العلم | 8 | 10-23-2022 05:49 PM |
آية وتفسيرها ( متجدد) | هادي علي مدخلي | الكلِم الطيب (درر إسلامية) | 97 | 01-23-2022 09:40 AM |
روائع جبران خليل جبران | نقاء الياسمين | ظِلال وارفة | 10 | 08-28-2021 05:20 PM |
حكم وأمثال شعبية ( متجدد ) | نبوءة حب | مقهى المدائن | 117 | 06-23-2021 06:36 AM |
مقتطفات من سيرة نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم | الشادي | الكلِم الطيب (درر إسلامية) | 5 | 12-15-2020 03:17 PM |