هكذا علّمَ القيظ أتباعه

هكذا علّمَ القيظ أتباعه

هكذا علّمَ القيظ أتباعه
شعر مصطفى معروفي
ـــــــــ
ذاك ما كنت أخشاه
عادت إلى كهفها الريح
أوقدت الشك في ردَهات المدى
قالت الأرض
لم أستطع أن أشرح الطرقات
بمصطلحي الخاصِّ
ها الليل خبأ لبلابة في معاطفه
في جدار السحابة
ألصق معراجه
ثم أغفى قليلا بداثرة تستريح
وتهمسُ:
"أيتها الاحتمالات
هذا انتظاري
وتلك طقوسك قد نزلتْ من
خريفٍ أكيد"
سآتي الفجاج رخاما
لأغفر ظن الديوك التي
عافت الخمّ
وباتت تساور تفاحةً للبروق الخفيَّة
كل مكان لها
غير خيط له لمعان النوافذِ
غير سوار لآنسة عانسٍ...
للطريق ملامحه
هكذا أنبأ القيظ أتباعه
هكذا أسقط الوقت من ظنه روزْنامةً
لائتلاف المواعيد
(إن جئتُ مقبرةَ
ظلَّ كل مناخٍ يميل كطائرة مروحيَّةْ)
حينما تأخذ الشمس في الانحناء
يصير لديَّ نهارٌ جميلٌ
بأسفله الطير تمرحُ
أو هي ترحل نحو السبات الكثير،
إذا ما ادلهمَّ اتجاهي
رميت إلى العتبات أريجا عميقا
ودثرتُ نبع المنافي
بسنبلة تتدفق صوب الهشاشة قائلة:
أنا البدءُ
إن العناصر تخطب ودي صباحَ مساء.
ــــــــــ
مسك الختام:
جئناكَ
وقلنا جئنا المطرا
قد خيبتَ رجاءً فيك لنا
فاعتذر البعد إلى
كل مطايانا
لكنَّ جنابَك ما اعتذرا.

للمزيد من مواضيعي

 

الله الله
يختم النص ويرفع للتنبيهات ويمنح لك المكافأة تستاهل اكثر واكثر


وعودة تليق بسموك

نبيل محمد معجب بهذا

قدم الشاعر مصطفى المعروفي

لغة مكثفة تحمّل نصوصها دلالات وتأويلات متنوعة

وتحرص على تقديم مقطوعات ذات جمل قصيرة

وصور متتالية تقرب المسافات بين النص وقارئه

فيهيمان معا في عالم مشترك

حين توارى خلفَ الرؤية

غمرتنا السَّكينة

ففتحت أمامنا شبابيك راحة الحلم

المغمور بألوان الدهشة

تقديري لنبضك ..وتحية لحرفك الأنيق

النقاء معجب بهذا

لو كان للشعر رئة لتنفسنا من خلال هذا النص الفاره
الماثل بكل عمق اللغة والمعاني
تنهمر الصور كانثيال المطر إيذانا
بالخصب والنماء والجود والعطاء
إن كانت محكيّة فإنّ الإبداع صاغها
وإن كانت مُعاشة فإن التجربة المجبولة بالألم جعلت من السرد تفاصيل
ترى وتلمس معنى الكلمة
إنه النور الذي يصافح الصدق
واجادت صوغه بما يسكن عمق المشاعر
دام عطر حضورك مددًا لا يحيد عن الجمال


شكرًا لروحك الجميلة هنا

نبيل محمد معجب بهذا