آخر 10 مشاركات |
روابط تهمك | القرآن الكريم | الصوتيات | الفلاشات | الألعاب | الفوتوشوب | اليوتيوب | الزخرفة | قروب | الطقس | مــركز التحميل | لا باب يحجبنا عنك | تنسيق البيانات |
|
قناديـلُ الحكايــــا يعدو الربيــع بعد الربيــع ويكبر البوح.. ( يمنع المنقول ) |
يعدو الربيــع بعد الربيــع ويكبر البوح..
( يمنع المنقول )
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||||||
|
|||||||||||||
جَنَّةُ العُمْرِ وفِرْدَوْسُهُ !
لم يغمض له جفنٌ من الحنين الذي طما طوفانه ، وجافى مَضْجِعَهُ جنباه –كأنه على شجر القتاد يتقلبُ- فاتجه إلى باحة المنزل ، وأطال النظر إلى النجوم والبدر المكتمل ، وعند تباشير الفجر الأولى مضى إلى القرية ، وجال في أنحائها مستعيدًا أيام طفولته ، فعند هذا المنزل الطيني كان يرقب المارة بخوف وخشيةٍ ، ويسلِّمُ على من يمرُّ به وقدمٌ داخل المنزل وقدمٌ في الشارع -ليسهل عليه الفرار إلى الداخل إن اقترب منه أحد- ، وهنا كان يجلس على المطصبة مع أترابه ليتجاذبوا أطراف الحديث ، وتحت الشجرة الضخمة كان يتذرع التفيُّؤَ تحتها من هجير الشمس ، لينظر إلى الصبية التي تلعب أمام منزلها ، وهذا حانوتُ تاجر الحلوى ، الذي يشتري منه مثلجاتٍ ، ويختلسُ –على غفلةٍ منه- قطعة حلوى ، أو لبانٍ ، أو... ، وهذا ، وهذا ... عندما تعالى الضحى مضى إلى الأثلة في طرف القرية ، وطاف حولها قليلًا ، وجال في مغاني صباه ، مستعيدًا ذكراها ، ثم مضى إلى البيت الطيني المقفر من أهله وروَّاده ، ودلف إلى باحته ، وأجال ناظره فيه ، ثم قال : أيها الطللُ العزيزُ : هأنذا أعوجُ عليكَ وحيدًا ، بعدما أوهن المتلونان قوتي ، وأخذا شبابي ، وألانا قناتي ، وأثقلا كاهلي ، ومضيا بأجمل عهد ، وأنقى قلبٍ ، وأرق نسمتين ! ثم اتجه إلى نافذة الغرفة المطلة على الباحة ، ووقف أمامها مليًّا ، يتذكر حينما كان يتحدثُ أسفلها مع سارة ، ويمضيان خلف أخيلتهما وأمانيهما ، وحين يعدو خلفها ، فتهبط من النافذة ، وتتجه إلى الغرفة من جديد لتهبط من النافذة مرة أخرى –ويتبادلان الأدوار إن ضرب ظهرها بكفه- ، ثم قال : هل يبزغ علينا قمر اللقاء ، وتشرق شمس الوصل ، وينجاب ليل النأي ، ويضيء صبح الحب علينا تحت سقفٍ واحدٍ سعيدين أبد الآباد ؟! ثم جلس تحتها ومد يده فوصلت درفتها ، وكان فيما مضى يشعر أنه يهبط من شامخ حين يهبط منها ، ثم نهض ومضى إلى الدرج المؤدي إلى السطح وصعدها ، وأجال ناظره في السطح الصغير الذي كان فيما مضى يشعر بالتعب قبل أن يصل نهايته . اتجه إلى حائطه القصير ، وأطل منه على الأزقة الضيقة ، والبيوت المتلاصقة ، والمزارع المهجورة ، ثم نزل واتجه إلى حوض النخلة الذي كاد يندرس رسمه ، والذي كان يلعب عنده مع سارة ، فيأخذان خوصتين ، أو بسرتين صغيرتين مما سقط من العذوق ويقذفانها في ماء الحوض ، ويحركان الماء بأيديهما لينظرا أيهما تسبق الأخرى ، وأخذ عودًا ، ونكتَ به الأرضَ ، ثم قال : لاتنتظريني على شاطئ البحر كما التقينا بعدما شببنا ، ولا تأتي إلى الأثلة عند النبع في مغنى الصبا ، ولا تنتظري أن تهمي غيوم الحب على حقولنا القاحلة ، ولا تنتظري نورس الوصل أن يرفرف فوقنا مؤذنًا باللقاء ، فما عاد لنا في هذه الفانية لقاء ، ولعل الرحمن الرحيم ادخر لنا اللقاء الأعظم ، والوصل الذي لا يعقبه فراق ، في جنةٍ عرضها السموات والأرض ، أما في هذه الفانية ، فقد مضت أجمل العهود ، وأحلى الليالي ، وأرق نسمتين ، وأمسى قلبي مسرحًا لأظعان الفراق ، وأطلالًا لغربان البين ، ومسرىً لأعاصير النأي ، ولم يبق من الشمس إلا أشعة أصيلها التي لن تلبث حتى تُؤْذِنَ بالأفول ، فإذا أفلت حياتي مع أشعة شمس الغروب ، وأدرج اسمي في سجل الراحلين ، فارقبي الأكف وهي تنزلني إلى جدثي ، وتحثو التراب ، ثم ارفعي أكفَّ الإخلاص ، واسألي اللهَ لي الرحمة والغفران ، فهذا غايةُ ما أرجوهُ ، وآملهُ منكِ ! ثم نهض واتجه إلى الباب ، وهو يقول : الشَّبَابُ جَنَّةُ العُمْرِ ، والصِّبَا فِرْدَوْسُهُ ! للمزيد من مواضيعي
المصدر: منتديات مدائن البوح
آيات الشكر والعرفان ، المضمخة بالمسك والريحان ، الموشاة باللؤلؤ والزبرجد والعقيان للمصممة المتفردة ودق الحروف على هذا التصميم الذي لا يُسامى !
|
12-16-2021, 08:20 PM | #2 |
|
رد: جَنَّةُ العُمْرِ وفِرْدَوْسُهُ !
.
. تفاصيل ذكرياته في شبابه .. جئتنا بدقة التصاوير .. من أزقة ..المزارع المهجورة .. وبيوت الطين .. بساطة العيش يقابلها عظمة الذكريات فيها .. كل ما جناه هذا السيل من الحنين .. وتبقى مرحلة الشباب هي أوج الحياة واكتناز ما يهواه .. الأديب عبد العزيز .. حداقة القاص .. تليق بك .. لله درك الوشم والتقييم والنشر ومكافأة المنتدى .. عميق إعجابي .. |
.
. يا بلسماً في الحب لك الروح ساخية دم سالماً يا قرّة قلبي بصحة وعافية #أبي |
12-16-2021, 08:43 PM | #3 |
|
رد: جَنَّةُ العُمْرِ وفِرْدَوْسُهُ !
ما أدق المشاعر حين يتخبط القلب بين الفراق والعجر تجسيد رائع وحوارات مختارة بعناية فائقة كتبت تعابير تصف القلب أمام مخاض شعور لحظي كن بخير |
|
12-16-2021, 09:34 PM | #4 |
سوار العمر
|
رد: جَنَّةُ العُمْرِ وفِرْدَوْسُهُ !
يعطيك العافية.. على روعة قلمك
ماننحرم منٌ جَدُيّدُكـ ألمميّز هــذا مروِريّ ألبّسًيّطٌ بّمتُصِفُحًك الانيق اتمنى لكـ دوام التالق والابداع باقات الشكر والتقديراقدمها لك |
|
12-17-2021, 06:11 PM | #5 |
مبتدئ . |
رد: جَنَّةُ العُمْرِ وفِرْدَوْسُهُ !
بشرى : آيات الشكر والعرفان الموشاة باللؤلؤ والمرجان لهذا المرور الباذخ .
|
آيات الشكر والعرفان ، المضمخة بالمسك والريحان ، الموشاة باللؤلؤ والزبرجد والعقيان للمصممة المتفردة ودق الحروف على هذا التصميم الذي لا يُسامى !
|
12-17-2021, 06:12 PM | #6 |
مبتدئ . |
رد: جَنَّةُ العُمْرِ وفِرْدَوْسُهُ !
إلهام : جزيل شكري على جميل حضوركِ الذي ازدان به هذا المتصفح .
|
آيات الشكر والعرفان ، المضمخة بالمسك والريحان ، الموشاة باللؤلؤ والزبرجد والعقيان للمصممة المتفردة ودق الحروف على هذا التصميم الذي لا يُسامى !
|
12-17-2021, 06:12 PM | #7 |
مبتدئ . |
رد: جَنَّةُ العُمْرِ وفِرْدَوْسُهُ !
خواطر : ممتنٌّ لعذب مروركِ .
|
آيات الشكر والعرفان ، المضمخة بالمسك والريحان ، الموشاة باللؤلؤ والزبرجد والعقيان للمصممة المتفردة ودق الحروف على هذا التصميم الذي لا يُسامى !
|
12-24-2021, 04:13 PM | #9 |
مبتدئ . |
رد: جَنَّةُ العُمْرِ وفِرْدَوْسُهُ !
أسيف : جزيل الشكر ووافر الامتنان لمروركِ العذب .
|
آيات الشكر والعرفان ، المضمخة بالمسك والريحان ، الموشاة باللؤلؤ والزبرجد والعقيان للمصممة المتفردة ودق الحروف على هذا التصميم الذي لا يُسامى !
|
12-25-2021, 04:57 PM | #10 |
|
رد: جَنَّةُ العُمْرِ وفِرْدَوْسُهُ !
في حضرة الحنين
والفراق وقلة الحيلة وعجز اللقاءات اخترعنا الكتابة كي لا نموت من الحقيقة. فأحيينا لحظات ودمعات العابرين سأعتذر لمريم بأنها للتوّ _فقط_ التقت بحرفكَ الناصع كل الاحترام والتقدير |
"قويةٌ كحرب، ناعمةٌ كسلام" |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
جَنَّةُ العُمْرِ وفِرْدَوْسُهُ ! | عبدالعزيز | قناديـلُ الحكايــــا | 8 | 05-01-2021 04:29 PM |