ظِلال وارفة ( المنقولات الأدبية والمواضيع العامة ) |
( المنقولات الأدبية والمواضيع العامة )
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||||
|
||||||||||
من أكون ؟
كم يسير الواحد منا في مناكب الأرض ، غير أنه يسير وذاته قد فارقته وانفصلت عنه ! وبذلك تراه يبحث عنها في أعين ، وألسن من يحيطون به من أهل وأصدقاء ، وجيران حتى يتجاوزهم ليشمل الأعداء ! ويبحث عنها في يقظته ونومه ، في انجازاته ، وهواياته ومبادئه ، يبحث عن ذات مطمئنة ، غير أنه متخبط في بحثه ، فوقود سعيه إحباط بطعم اليأس ولولا ذلك لوجدها ، فحقيقة الذات لا تكون من صناعة الذات ، كونها تأتمر بأمرك ، فهي عجينة أنت من تشكل ماهيتها ، وأنت من يحدد عناصرها وكنهها ، وأنت من تغذيها ، إما بالشك ، والحزن ، والفشل ، وإما باليقين ، والسعادة ، والنجاح ، فمن هنا كان لزاماً أن يكون المرء ذاته ، ليعرف هويته ومن يكون ، ومن هنا نعلم ضرورة ، وجود الإنسجام الداخل بالخارج ، وسماع ما يصدح به الداخل ، ليكون فهم الذات هو المحرك والباعث لمعرفة ما يحيط بنا في خارج محيطها . " فلا يزال الكثير من الناس يبحث عن الأمان وهو جاهل بحقيقة ذاته ! فأنا يكون له ذلكَ الأمان " ؟! نخلع عن جسد سعينا ثوب التذمر والتقهقر ، فالنفس تراود الإرادة عن نفسها لتصرفها عن بذلها ، لتكسر بذلك مجاديف المحاولة ، وما كان لصادق النية ، أن يجعل من تلك المحبطات أن تنال من عزيمته ، فهو قد نذر نفسه لدرك ما يعيش لتحقيق من هدفه ، فهما طريقان لا ثالث لهما يعيش على طرفيهما ، إما موت يحول بينه وبين تحقيقه ، وإما فوز بتحقيقه ، وبين هذا وذاك تكون الثقة بالذات هي سر النجاح والفلاح . كيف ؟ ولماذا ؟ ومتى ؟ ما كانت لتلكم التساؤلات أن تبرز في قلب ، أو تقدح في فكر إلا وكان فراغا يغري تهافت تلكم التساؤلات ، وإذا قلنا حب الفضول لمعرفة المجهول ، وما عنه سكت يكون تجوزا منا من أجل أن نقف ، ولو على محض افتراض على نقاط الإختلاف ، فلكل إنسان وسائله الخاصة للبحث ، فمنهم من يبدأ خطوة البحث من حيث يكون الإتفاق في أي قضية ، ومنهم من يلجأ لجوانب النزاع والخلاف ، كي يكون محايدا في بحثه كي لا بنجر إلى تجاذبات العاطفة ، وما يشده إلى الإقناع والإقتناع من تلكم التراكمات ، التي تربى عليها من ضرورات الإيمان التي هي قطعية الثبوت ، وما كانت لِقَدمٍ أن تزل لولا الإبحار في علومٍ لا يعي ، ولا يعلم مدى عمقها ولا يدري مداها ذلكَ الإنسان، وليت من يسعى للبحث عن الحقيقة يبقي ما نشأ عليه ، وترسخ في قلبه وعقله من إيمان وهو يشق طريق البحث ، بحيث إذا ما طالت عليه المدة ، والمسافة تبقى تلكم العوالق من الإيمانيات له طوق نجاة وسراج هداية للرجوع ، أما من خلع ما اعتنقه من مبدأ ومنهج حياة ، ومخر لجج البحث ثم صعب عليه الوصول لهدفه ، يبقى وسط الطريق يخبط خبط عشواء ، وقد ضل الطريق ليموت في بحر عميق ، ليموت موت غريق ، فمن هنا وجب أن تبنى الشخصية على احترام الذات ومعرفة ما يحييها ، وما يقويها ، كي لا تكون عرضة للتقلبات ، وخاضعة لكل المغريات . البعض يستمد شخصيته ويستجدي معرفة ذاته من خلال اذابتها في مكونات غيره ! ليكون مسخا لشخصية لا تناسب شخصيته ، ليعيش في عالمه وهو يعاني من انفصام في شخصيته ، بذلك يبقى في هذهِ الحياة يتنفس من رئة غيره ، كافر بقدرته على إيجاد ذاته بين ذوات غيره ، والمخرج بيده وما عليه غير إيجاد ما يعيد به ذاته لجسده . غالب المخالفات المؤدية للمهلكات ، تلكم التصرفات التي تبقي العقل خارج نطاق تغطية الفعل ، لتكون العاطفة هي المسير والمسيطر ، فبذاك تكثر الأخطاء وتتكاثر الإخفاقات ، فما أودع الله العقل في البشر إلا ليتدارك به الخطأ ، والخلاص من الخطر إلا أن يكون مقدرا ، وقد كتب قدرا على الأثر ، فالعقل ما جعل إلا مناط تكليف ، وهو المرشد والقائد بحيث يخلع من الإنسان نظارة القصور عن إدراك المخاطر ، وما ينتج من تصرفات لا يتصرفها إلا معتوه ومجنون ، فمن ذلكَ كان لزاماً من توافق وتلازم في القول والعمل مع اشتراك العقل مع القلب ، ليكونان في موضع التشاور والتناصح . عندما نخاطب ... نُخاطب من دان قلبه وكنهه لله ، فكان حثيث سعيه ، وفعله وقوله ، وأخذه وتركه ، وحركته وسكونه يراقب المولى حتى في أنفاسه ، فذاك نصحنا له ما هو إلا تذكير للاستمرار في ذلكَ الطريق ، والثبوت عليه ، أما الصنف الآخر فقد أبهرته الحياة ، وما اكتنفها من مغريات ليبتعد بذلك عن ما يحرك قلبه من همس الإيمان ، وما يناغي الوجدان ، فذلك الإنسان جعل بينه ، وبين خطاب الإيمان محل تراخي وشد ، فهو بين حياء من نظرة الغير وبين رفض ، كونه وجد الإنفلات من قيود اللوازم ، والواجبات سر الحياة ! فهو يحب عيش المنفتح الذي تستهويه الحرية حاله كحال الطير الطليق ، فهذا الذي يحتاج أن يجذب من خلال ما ينجذب إليه ويغريه ، فكان الطعم هو الحث على الإستماع ، الى صوت الذات التي قيدها بقيد الإهمال والإحتقار ، فبذلك يكون الرجوع لجادة الطريق ، فكم في الطريق من متساقط ؟! محطمة ذواتهم ، مشوهة معالمها ، تنتظر من ينفض عنها ذلكَ الغبار المتراكم ، الذي شوَّه جمالها ، ونقاء حقيقتها . قد ينكر الإنسان ذاته ، وقد ينفي عنها انتسابه ، ولو أن حقيقة أمرها تطرق عليه بابه ، وفي أفضل الأحوال لعله يجاريها ، ويلبس عليها ذاتا مزيفة ! ليُسكت تلك الفطرة التي تستدعي إلتحاق الذات بالجسد ، وما على الإنسان في حال غياب الإحساس في فهم الذات ، إلا ليعلم بذلك أصل حقيقتها ، وما يريده في الحياة أن يستقر على المبدأ ، وأن يخضع الذات لما يريده منها ، لتكون رهينة أمره ونهيه ، ولا يضار الخصام والخلاف مع الذات ، ويبرز الاستقرار إذا ما كان للإنسان هدف في الحياة ، ليصب اهتمامه لتحقيق ذلك الهدف ، الذي يأمل أن يكون واقعاً يلامس أرض تطلعاته ، وإذا ما على صوت الخلاف تبرم ورقة اتفاق ، أن نعيش مع الذات حياة المهادنة والسلم والسلام . وجب علينا أن نثق بأنفسنا وذلك بجعل بينها ، وبين المثبطين جدارا محفوظا ، يحفظنا من تلكم الرسائل السلبية التي توقفنا عن العطاء والبذل ، ولابد أن نجعل شحنة ووقود البذل تأتي من ذواتنا ، كي تضمن الوصول لغاياتتا ، فالناس يتفاوتون في ردات أفعالهم ، لهذا نترك تلك الأمزجة ، ونكون من أنفسنا أقرب . مُهاجر للمزيد من مواضيعي
المصدر: منتديات مدائن البوح
|
11-15-2022, 10:07 PM | #2 |
|
رد: من أكون ؟
|
اللهم بلغنا رمضان
|
11-17-2022, 08:47 PM | #4 |
|
رد: من أكون ؟
.
. صور راقية للذات طبت يا ألق في طرحك دمت ودام نبضك |
.
. يا بلسماً في الحب لك الروح ساخية دم سالماً يا قرّة قلبي بصحة وعافية #أبي |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
أكون قاسيا ...!! | كريم محمود | سحرُ المدائن | 8 | 05-31-2022 06:09 PM |
حصري ليتني أكون تصمبم الحان | الحان | شغب ريشة وفكر منتج | 14 | 04-10-2022 08:24 AM |
لغيرك لن أكون .. | هادي مهجري | سحرُ المدائن | 21 | 06-12-2021 09:51 PM |
أريد .. أكون بقلبك | هادي مهجري | سحرُ المدائن | 22 | 05-31-2021 03:59 AM |
أكون لآخر | فتحي عيسي | سحرُ المدائن | 24 | 11-02-2020 08:09 PM |