قبس من نور ( إبحار رأي، ومقال تسكبه حروفكم ) ( يمنع المنقول ) |
( إبحار رأي، ومقال تسكبه حروفكم )
( يمنع المنقول )
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||||||
|
||||||||||||
الكشكول..
حتى أتعايش مع عصري اللاهث السريع
كنت أقرأ - هذه الأيام - أكثر من كتاب تراثي في آن واحد ولا تسأل كيف، ولماذا؟! فالجزء الرابع من شرح "نهج البلاغة " لابن أبي الحديد أمامي .. وبجانبه الجزء الأول "من حياة الحيوان الكبرى " للدميري .. في حين توقفت عند الصفحة 122 من كتاب " تاريخ الخلفاء " لجلال الدين السيوطي.. وانتهيت توًا من الجزء الثاني من " البيان والتبيين" للجاحظ وتركته مفتوحًا.. ورغم قراءاتي للكتب المذكورة وغيرها ، في وقت مبكر حينما كنت تلميذة في المرحلة الإعدادية إلا أن العودة إليها بعد حين لها نكهتها الخاصة.. على كل حال وأن كنت أشك في إمكانية قراءة مثل هذه الكتب من إخواننا وأبنائنا الذين يدرسون في المرحلة الإعدادية هذه الأيام كما كنا نفعل وفي غمرة انسجامي مع هذه الأسفار الخالدة كان التاريخ يتموج أمامي بأحقابه الملونة وسلاطينه ، وخلفائه و طغاته وقضاته وملوكه وقومه وأدبائه حسب اللهجة التي تسيطر على الكاتب والكتاب وبما تقدمه من مدلولات.. لكن ذلك ليس ما أردت ، أن الذي خطر على بالي وأنا أوزع تركيزي الذهني على الكتب المذكورة أنه كيف يمكن للإنسان المعاصر أن يقوم بقراءة هذا الكم الهائل جدا من الكتب التاريخية والأدبية والعلمية وغيرها قديمها وحديثها ؟! فقديما كان وقت الفراغ منتشرًا، وكانت سعة الصدر وطولة البال والصبر لدى المؤرخين والكتاب والقراء والأدباء متوفرة حتى نجد أن المؤلف يخرج من صلب موضوع كتابه الأصلي إلى موضوعات هامشية وجانبية .. أخرى ،قد تكون لها صلة بالأصل ، أو، لا تكون .. ثم يعود للموضوع فيخرج عنه مرة أخرى ، ويعود ، وهكذا .. فهناك عوامل وظروف زمانية ماثلة له ومتواجدة تجعل هذا النمط من الكتابة مقبولا ،.. فقل.. أن تجد كتابا قديما لا يحمل صفة " الكشكول " بالطبع لم يكن ذلك مما يعيب أولئك الكتّاب و المؤرخين والباحثين على أن هناك جانبا آخر في هذا الشأن، وهو أن كل كاتب أو مؤرخ يحاول - مع طول أناته - أن يقدم إحدى صفات الكمال الواجب وجودها في واحد مثله - حسب رؤية عصرة - وهي " الموسوعية " والمعرفة الشاملة حتى لا يعاب ويعاب معه كتابه، وإن خرج عن صلب موضوعه.. كما أن الناس قديما -كما يعلم الجميع- لم يكونوا مشغولين في تفاصيل الحياة الصغيرة منها والكبيرة الدقيقة والعظيمة كما هم الآن، وإن كان تأليف الكتب أيضا في العصور الماضية على قدر لا يستهان به نسبة لعدد السكان العام. وعليه فمن الصعب على الإنسان المعاصر- كما قلت -أن يحوي كل المطبوعات التي تقع تحت يديه وعينيه خاصة بعد أن تغير مسار تأليف الكتاب من الشمولية إلى التخصص بل من التخصص العام إلى التخصص الفرعي في الموضوع الواحد ذاته، فقد تقرأ كتابًا يحتوي على بضعة أجزاء عن فصل فرعي فقط ، لأحد الموضوعات ، وهكذا.. هذا عدا الصحف والمجلات التي وصفها الشاعر أحمد شوقي بأنها آية هذا الزمان..: لكل زمان مضى آية وآية هذا الزمان : الصحف - ترى والحالة تلك.. - هل يكفي بأن يكون اليوم أربعا وعشرين ساعة فقط؟ والعمر بمعدل سبعين عاما فقط، حتى يمكننا ملاحقة ما تلفظه المطابع كل ثانية وتغطيتها قراءة واستيعابا؟! - هل نحن كإنسان الأمس؟ - أم أن التغير والتساؤل يجب أن يشمل الزمن أيضا؟! للمزيد من مواضيعي
المصدر: منتديات مدائن البوح
آخر تعديل الْياسَمِينْ يوم
05-23-2024 في 08:36 AM.
|
05-23-2024, 09:01 AM | #2 |
|
رد: الكشكول..
هلابك أختنا العزيزة وموضوعك القيم بالفعل؛ فتجربتك الشخصية مع قراءة الكتب التراثية تطرح تساؤلات حول كيفية التكيف مع الزمن السريع ومتطلبات القراءة الحديثة، مع التركيز على التحول من الشمولية إلى التخصص وضيق الوقت المتاح للقراءة في العصر الحالي.
ثم أضيف أن ما ساعد هذا الجيل هو توفّر الكُتب اللإكترونية بحيث لا تحتاج إلى قراءة الكتاب بكامله بل تبحث بالكلمة أو الجملة لتصل لمبتغاك وهذا ساعد كثيرًا في كشف ما قد يغيب عن القارئ الغير قارئ. |
التعديل الأخير تم بواسطة الفيصل ; 05-23-2024 الساعة 09:05 AM
|
05-23-2024, 06:13 PM | #3 |
|
رد: الكشكول..
أنا أعشق الجاحظ وكتاباته
الجاحظ أعتبره عبقري زمانه أسلوبه فصيح كتاباته تتميز بين الجد والهزل ولكن يكثر من الاستطراد فعلاً كما ذكرتِ ويخرج عن الموضوع الأصلي الذي يتحدث عنه إلى موضوع آخر بعيدعنه وكان يفعل ذلك ترويحاً عن القارئ ودفعاً للملل يعني بدون تكلُّف على السليقة هو وابن المقفع كتابتهما لاتخلو من الاستطراد المهم الجاحظ يتمتع بنظرة ثاقبة وعباراته موجزة وكتاباته عميقة و لاتخلو من روح ساخرة وخفة ظل وكان يسخر من كل شيء حتى شكله القبيح تندّر منه جميل ماتناولتيه العزيزة الياسمين ماشاء الله تبارك الرحمن أنت موسوعة والظاهر أنكِ دودة قراءة وهذا شيء جميل رعاكِ الله وسدد خطاكِ |
التعديل الأخير تم بواسطة عطاف المالكي ; 05-24-2024 الساعة 11:45 AM
|
05-23-2024, 08:22 PM | #4 |
|
رد: الكشكول..
مقال يستحق القراءة
فكانت قراءتي سريعة ويكون ردي أيضاً سريع صحيح نحتاج يكون اليوم 25 ساعة لتغطية كل مايلزمنا .. السبب الوحيد أنه التكلف الزائد بمتطلبات الحياة فكل شيء يحتاج للمادة وهذا ضغط وإرهاق كانت الحياة قبل فيها البساطه بكل شيء لذلك هناك وقت متسع الآن أختلف الوضع فلا بد من كشكول والخطر على الكشكول يصبح قصاصة للختم والتنبيه والمكافأة كل الشكر والتقدير ../ |
.
|
05-24-2024, 05:31 PM | #5 |
|
رد: الكشكول..
أ. الياسمين ابتسمت من وصف أختي عطاف ( دودة قراءة ) فقد سبقتني إلى الوصف. رحلة جميلة قضيناها معك في عالمكِ ( المتداخل ) بين الكتب أعتقد بأن ( لا ) هي إجابة للسؤالين في ختام الموضوع .. نحتاج إلى أعمار فوق أعمارنا لنحيط بعلم السابقين، ونواكب الحاضرين .. لربما علينا الاستقصاء عن اسم الكاتب، ونغربل بعضهم .. ونرضى بمن بقي تماهياً مع هذه السبعين سنة من باب التفاؤل ( سبعون ) ههه قلم جميل وفكر مستنير كل التحية |
فلســــــــــــ ( الأردن ) ـــــــــــــــــــــطين
|
05-25-2024, 11:23 AM | #6 |
|
رد: الكشكول..
أنا سعيد
لأني وجدت هنا من يشاطرني حب القراءة ولن يكون للفرد ناجحا في مسيرته القفافية إلا إذا كان متنوعا في قراءته مقال رائع من أختنا الياسمين |
|
05-25-2024, 02:45 PM | #7 | |
|
رد: الكشكول..
اقتباس:
كثير من يقرأ ولكن قليل من يعي ويكتشف الجديد في كل قراءة .وقلمك لجدير بأن يقرأ له ما ينثره من عبق و تفرد ينم عن إدراك وتفهم لما يقرأه.. سُعدت بحضورك وقراءتك معا |
|
|
05-25-2024, 03:09 PM | #8 | |
|
رد: الكشكول..
اقتباس:
وهو سبب لمخزون هائل من المفردات يكتسبها الناشىء. ولكن الأجمل هو عند اعادة القراءة .. نجد طعما آخر للنص ونكهة أكثر جاذبية.. لا أخفيك منذ الصغر كانت لعبي عبارة عن قصص بمستوى سني كانت هدايا والدي أطال الله في عمره وهدايا والدتي رحمها الله هي قصص وكتب لم أعش طفولتي كبقية الأطفال دُمى وبيت باربي ! أبدا حتى عندما أُخطئ كان عقابي سيل من القصص عليّ أن أُتمم قراءتها.. عندما أسافر أقضي بعض الوقت بعيدة عن الأنظار في محلات لعب الأطفال أمسكها ، أتفحصها ، أسترجع طفولتي المحروة منها ههههه مداخلتك الجميلة لها أثرها في النفس .. لاتنسي أنّ الجاحظ حبي الأول كان وليس الأخير أحببت من بعده الكثيرين من الأدباء والفلاسفة " دودة القراءة " مسمى جديد بعد ما لُقبت " بدودة الحبر" ودودة الكتابة " حياكِ الله دائما أستاذتي عطاف |
|
|
05-25-2024, 03:30 PM | #9 | |
|
رد: الكشكول..
اقتباس:
لفت نظري نقطة في مداخلتك " السبب الوحيد أنه التكلف الزائد بمتطلبات الحياة فكل شيء يحتاج للمادة وهذا ضغط وإرهاق" وأنا أقول: أعطني مسرحًا أعطيك شعبًا مثقفا.... فعلا الشعوب العربية باعت كتبها من أجل شراء الخبز.. رغم أن الشعوب العربية شعوب أنعم الله عليها وجعلتها من أغنى شعوب الأرض الا أنها مبتلاة بأنظمة تتفنن في هدر ثرواتها .. يُفترض الشعوب تكون مرتاحة معيشيا كي تتفرغ للقراءة غيض من فيض.. سأكتفي .. أخي شتاء أشكرك على الحضور المتألق .. |
|
|
05-25-2024, 03:43 PM | #10 | |
|
رد: الكشكول..
اقتباس:
هناك أشخاص نعرفهم دون الحاجة للرجوع لأسمائهم التعريفية وأنت منهم تتفرد بأسلوب جميل يميزك عن باقي الأقلام أينما وجدنا هذه العذوبة نجدك تحيط بها صادفنا الكثير من الأشخاص المهتمين بالقراءة ولكن ما نلمسه في مشاركاتك هو احتواء لفهم عميق مختلف أتى من شعور بالاهتمام والمسؤلية تجاه توصيل الفهم.. أما من باب التفاؤل ( سبعون سنة) هههه أحتاج بالضبط لنصفه حتى أصل إليه .. ممتنة لمداخلتك |
|
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 4 ( الأعضاء 0 والزوار 4) | |
|
|