ويهطل المطر …

ً
ً

لا تخافي من توهج مشاعري
فهي تبقى في اطار الثناء عليك والإعجاب
فأنا لا أقول غير كلمات احسبها تستحقك
ولعلك ان تدركي اننا بشر ولسنا ملائكة
ينالنا ما ينال البشر من النقص والعيوب البشرية

فنحن نفرح ونحزن
ونمزح ونبكي ونمل ونشتاق
ونفكر في الانزواء تارة
وفِي اللقاء تارة أخرى

نحن نقسوا احياناً ونحِن احياناً
ونغفل احياناً وننتبه أحايين

فينا بعض الأنانية وبعض الغيرة وبعض الشرود
فينا بعض الحب وبعض الشوق وبعض الهجر

لا اقول بأنك صنعتي لي حياتي
فانا حي من ذي قبل
لكنك اضفتِ الى حياتي
سرور ومودة وجمال

قد تتعبك مشاعري المتوهجة او قد تخيفك
لكن هي مجرد مشاعر تتوهج في وقت
وتخمد في وقت اخر ..

لا تخافي فانا لم اتعلق بك وإنما اعجبت بك
واصبحتِ صديقة المشاعر ورفيقة الإحساس
ومن طبعي ان أفي مع صاحبي وصديقي
واخلص له في ودي ..

اعلم ان الطريق اليك مسدود
وان يوماً سيحل
ليقال ذهبت الى نصيبها
وان العلاقة فيما بيننا مؤقتة

واذا علمتِ هذا كله
فاعلمي اني ادرك جيدا
بأن هذا المصير ..
لكني مستمر معك حتى الوداع
وأملي ان ابقى بقلبك كصديق لم يكن عادياً
انا اعيش بصدق واعبر بود ولا يهمني شي

يهمني ان استمتع باللحظات معك
وان اسافر الى سواحل تفكيرك
وارسو في محيط خيالك

يهمني ان اسليك حتى يأتي موعد أفراحك
ثم اودعك وقد تطمنت
انك تجاوزتي كل خوف وقلق
وحزن والم وخذلان
وعبرتي شط الأمان

لن اتركك للظنون والأوهام
ولا للخيبة والخسران

ساظل متعتك وسلوتك
ووقت فراغك وسلوتك

سأهتم بأدق تفاصيلك وكل أحوالك
سأغار عليك حتى من نفسك
وساحميك من كل ما تخشين
واظل المرجع لك والأمان
والوطن بعد الله

لذلك لا تخافي من كلماتي وعباراتي
فهي مجرد كلمات تطمح ان تسعدك
وتدخل السرور الى قلبك

ولا اخفيك بأني اجيد قيادة المشاعر
واجيد فن الإحتواء وافهم المواقف
واتفهم ظروفك وكل أحوالك

لكني اطمح ان اقودك نحو الرقي
وان اساعدك على اجتياز مصاعب الحياة
ومتاعب التفكير وجحيم الظروف

اطمح ان اجعلك قوية
واثقة من نفسك
وان اجعلك جميلة بهية
ليس لأنك غير ذلك
ولكن لأن الإنسان يحتاج الى رفيق صادق
والى قلب مخلص
والى ناصح متفهم لطيف

يحتاج الى مرشد يدله طريق النور
ويقومه ان تعثر ويصاحبه ان توحش

كلنا نحتاج لبعضنا وكلنا نكمل بعضنا

ولكن لن نكابر ونتخطى حدود المعقول
ونعيش الوهم والأحلام بغير تعقل

لقد اصبحت اتجرأ عليك اكثر من اي احد
وهذا هو سر الإرتياح

فالبساطة التي انولدت بيننا
كانت سر البقاء
والتفهم فيما بيننا
كانت سر النضوج
ومن الصراحة تولد الود
ومن الإخلاص يتولد الحب

اتعلمين ..!
ماهو سر بقائنا طول هذه السنين !
السر هو اننا نعيش بشريتنا
قد تتفاجئين ان قلت لك
بأن خصامنا سر بقائنا
وقد تتساءلين كيف !

فاجيبك بأننا
حينما ابتعدنا عن العالم الإفتراضي
عالم الرسميات والعبارات المغلفة
والتكلف والتلون والنفاق

وعشنا بشريتنا التي تتمثل
في صفائنا وهلة
واختلافنا وهلة

في اشتياقنا وهلة
وهجرنا وهلة

في تحسسنا وهلة
وتبلدنا وهلة

في غيابنا المفاجئ وهلة
وحضورنا المفاجئ وهلة

هنا كنّا نتعامل مع بشريتنا
التي هي سر البقاء والإستمرار

كنّا واضحين مع بَعضنا البعض
ولَم نكن مثاليين
بل بسطاء حد التجرؤ
وراقين حد التميز
وعاشقين حد الجنون
وواقعيين حد الوضوح
وأنقياء حد الطهر

قد يطول الحديث
وقد يُنسي بعضه بعضا

ولكن يبقى اننا
نجحنا في التعاطي مع مشاعرنا
بحيث لم نتعلق تعلق الأطفال
ولَم نتجافى تجافي الأعداء
بل توسطنا في كل شيء
وان طغى علينا اي أمر
اعدناه للتوسط

ليس بتخطيط منا
ولكن لأنا عودنا انفسنا
على العيش بواقعية وتعقل

وان طغت مشاعرنا في لحظة توهج
اعدناها الى طبيعتها بكل إصرار
وبكل قوة وتروي ولطف وحب

ولأننا نضمر كل النوايا الطيبة لبعضنا
والنوايا هي أصل الخير والأمان

لم يكن للشيطان مكان بيننا
فهو وان حضر
فسرعان ما يطرده الله عنا
وذلك لأن الله
يعلم مكنون قلوبنا
وصدق مشاعرنا
واننا نحبه مهما حصل من تجاوز عفوي
ومثلنا مثل اي انسان
يخطئ ويصيب
يذنب ويأوب
لكنه يحمل بقلبه حب الله العظيم
وانه مهما تجاوز فلن يرض ان يبقى
متجاوزاً بل يخالجه الندم على التقصير

هذه كل الحكاية يا صديقة المشاعر
احببت ان اسردها لك دون تكلف
لتكون بمثابة الدستور
وتكون أساساً لقاعدة العلاقة



حرف مسافر


ِ

ماريا معجب بهذا

ً
ً

يزرع الرجل الوهم
وتجني المرأة الغباء



حرف مسافر



ِ