عسرٌ يتبعه يسرين

من تربية الله أنك إذا ألححت على شيء وأصررت في طلبه متسخطًا على قدر الله، يعطيك إياه حتى تذوق حقيقته وتبغضه، وتعلم أن اختيار الله لك كان خيرا.

من تربية الله أن تكون في بلاء فيريك من هو أسوأ منك بكثير( في نفس البلاء )حتى تشعر بلطفه بك وتقول من قلبك : الحمدلله..

من تربية الله عز وجل أن يعينك في بداية التزامك ويشرح صدرك وييسر عليك حتى تثبت ثم يبتليك بما تطبيق ليمحص قلبك ويرفع درجتك…

‏وكذلك من تربية الله أن يريك الناس الذين تحسدهم من أهل الدنيا فيكشف لك بلاءاتهم التي يشيب لها الرأس،حتى تعلم أنه حكيم وعدل وأنه ما ظلمك، إنما لطف بك وأنك كلما انتقدت عطاياه وتسخطت على اختياراته لك وركزت على نقائصها سلبها منك حتى تدرك قيمتها فتتعلم الشكر والأدب مع سبحانه،وأنه يضع أمامك الأشخاص الذين يجعلونك تحمد الله على نعمته عليك أو تستغفر الله على تقصيرك في حقه،فإن الله الرب يربينا بعدد أنفاسنا وبالأقدار التي يجريها علينا.. وهل يجريها عبثًا؟! حاشاه لأنه الحكيم الرحيم القدير..