"بقعة ضوء" ( " قراءات نقدية وتحليلية للنصوص") |
( " قراءات نقدية وتحليلية للنصوص")
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||||||
|
||||||||||||
قراءتي لـ (تمرد)المهندس
قراءة في قصة تمرد/ المهندس
تدور القصة حول كاتب هده التعب، وداهمه النوم قبل إكمال كتابة قصته، التي يوجه شخصياتها بإحكام كدمى" الماريونيت"، فتتحرك شخصيته الرئيسة محاولة تغيير مسار القصة. يلخص العنوان "تمرد" القصة، ويحدد اتجاه القارئ، إلا أنه لا يخلو من جذب، وإغراء لمعرفة خبايا الحدث. وتمرد معناها عصيان، ويكون غالبا خروجا عن سلطة قائمة، سواء كانت سياسية أو اجتماعية، أو عقائدية، ورفضا لقواعدها، وقد أتى نكرة لدلالته على العموم. ويرد ذكره مباشرة في بداية القصة (بطله"راكان" الذي تمرد على سطور قصته) أين تبتدئ العلاقة وتنتهي بين الكاتب وشخصياته القصصية؟ ذلك هو ما تطرحه قصة "تمرد"، فالكاتب بطبعه إنسان سلطوي، يخلق شخصياته قبل الكتابة، ويفرض مسارات محددة عليها، لكن أحيانا تخرج الشخصية عن إطارها السردي، وتحاول أن تقتحم فضاءات جديدة، وتتحرر من إطارها الضيق الذي رسم لها منذ البداية. وهي إشكالية تناولتها العديد من الأعمال الروائية والقصصية، وتنوعت في طريقة مقاربتها، إذ يختلف الكتاب غالبا في علاقتهم مع شخصيات نصوصهم، وأيهم أجدى للقصة. هل يسيطر الكاتب على شخصياته وفق تصميمه قبل البدء بالكتابة، أم يتركها تقوده إلى اتجاهات مفاجئة وخيارات مستقلة غير متوقعة؟ والنص يتميز عموما بلغته وأسلوبه السلسين والمناسبين لتطور القصة، ويحتوي على صور فنية، وتعابير بلاغية (خلع معطف الحبر-اعتلى صهوة يده- شربَ من ينابيع عينيها- لمع ثغرها على سيفه…) ويقل فيه الحوار، متسقا مع طبيعة الحدث المتأزمة، وغلبة الصراع النفسي الداخلي للشخصية الرئيسية، مع وصف لجمال المرأة العربية، والمحيط البدوي الصحراوي. وقد استعمل الكاتب ضمير الغائب، لقدرته في التعبير عن المراوحة بين أحداث القصة، أو في دلالة على رغبة الحياد لدى الكاتب الحقيقي من الصراع بين الكاتب في القصة وشخصية راكان. ويبرز الزمان والمكان بوصفهما مؤثرين أساسيين في النص، حيث يتم الانتقال من المكتب الضيق في القصة الأولى إلى الصحراء الواسعة في الثانية، أما الزمان فنسبي، يتباين بين القصر والطول في القصتين (ليلة- اكتمال البدر) ويشكل عائقا في كلتيهما، حيث يؤخر الليل الكاتب عن إتمام قصته، ويصارع راكان انقضاء الأيام والموت، قبل زفاف عروب. وتبدو شخصية راكان واعية بوجودها السردي ومركبة، إذ أنها تناقض -في مفارقة ذكية - سمات اسمها، فراكان اسم علم من معانيه الرزانة والهدوء، لكنه في النص متمرد على عدة مستويات، فهو متمرد على العرف القبلي، ويتجاهل كلمات واردة النبع، ثم يسعى لتغيير مجريات القصة، كأن عصيانه لكاتب قصته طبيعة منطقية لتكوينه الأولي ونمو شخصيته. وتحضر تقنية الاسترجاع في وسط القصة، لإثارة القارئ وتعميق الشخصيات، ويتسلسل الحدث عبر حبكة تصاعدية متماسكة، تستجيب للبناء الفني للنص، وتستثمر قصة عشق مرفوض، ثم تمضي إلى نهاية مغلقة، تنتصر لسطوة الكاتب وتحكمه التام في شخصيات قصته. مما يفرض السؤال التالي: هل تخلى الكاتب الحقيقي عن حياده؟ مما لا شك فيه أن الكتابة عملية الأدبية شاقة، والنشاط الإبداعي مرهق ومنهك، ويستنفد طاقة الكاتب، وهو ما تشير إليه القصة ( انكفأ في تعب-شخير مزعج) إلا أن النشوة والفرح هي الجائزة الكبرى (ابتسامة الحيرة، والظفر- تمت بحمد الله- يحمل في نشوة قصته)، والتي يطمح إليها كل كاتب ومبدع. للمزيد من مواضيعي
المصدر: منتديات مدائن البوح
|
05-20-2024, 03:50 PM | #2 |
|
رد: قراءتي لـ (تمرد)المهندس
.
. سامية الحرف والجهد معا أثني على هذا البذل في النقش الأدبي رعاك الله يا سمينة قصة تمرد .. تناول فيها كاتبنا جُلّ أدوات القاص البارع لله دركما في أبهى الصور والنبض شكرا لجمالك مكافأة مستحقة وتقديري |
.
. يا بلسماً في الحب لك الروح ساخية دم سالماً يا قرّة قلبي بصحة وعافية #أبي |
05-20-2024, 06:07 PM | #3 |
|
رد: قراءتي لـ (تمرد)المهندس
يعني .. والله ثم والله ثم والله
قد قرأت تعقيبات كثيرة على قصة تمرد، ومن كُتاب عرب مرموقين .. د / عايدة و الصحفية القديرة فاطمة الزهراء كان تحليلهما دروس في قراءة النصوص من الناحية الأدبية.. والغرض الفني بكل أمانة أ. الياسمين هذه القراءة هي من أجمل التحليلات التي قرأتها في حياتي .. لا أبالغ بكل تأكيد سأخبركِ ردود فعلي ، وقت القراءة .. استرخاء، ثم اعتدال في المقعد، ثم مسح نظارة القراءة .. " نعم .. أرتديها، السن وحكمه " ، ثم وجدت رأسي تميل إلى اليمين، وهذا مؤشر بأنني أقرأ التفاصيل بعمق، ثم رأيتني وقد رفعت حاجبي الأيسر، والذي معناه بأنني متعجب من ذكر أدق التفاصيل، ثم هززت رأسي بابتسامة بعد كل فقرة، ثم توقفت عند السؤال : هل تخلى الكاتب الحقيقي عن حياديتهِ؟ .. فابتسمت قلت في نفسي .. " نعم " .. فعلت ربما لأنني الكاتب الحقيقي ( الروائي ) الذي يتوارى خلف راويه العليم، ليفصح عن نظرته/ زاويتهِ ، دون تلقين. هذا درس قصصي ثمين، وأنا سعيدٌ بهذا التحليل .. سعيدٌ جداً .. امتاني أ. الياسمين كل التحية |
فلســــــــــــ ( الأردن ) ـــــــــــــــــــــطين
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
قراءتي لـ( إقامة جبرية) | الْياسَمِينْ | "بقعة ضوء" | 3 | 05-30-2024 08:22 PM |
قراءتي لـ(رسالة من قلبي المحضور ) | الْياسَمِينْ | "بقعة ضوء" | 3 | 05-21-2024 11:26 PM |
قراءتي لـ(اقتباس( حصري) | الْياسَمِينْ | "بقعة ضوء" | 5 | 05-21-2024 10:21 PM |
قراءتي لِـ( كَمْ وددتُ) | الْياسَمِينْ | "بقعة ضوء" | 4 | 05-19-2024 09:03 PM |
قراءتي لومضة الوداع / حيال محمد الأسدي | الْياسَمِينْ | "بقعة ضوء" | 2 | 05-12-2024 06:41 PM |