يوسفيات…

(84)
وتعلمت أن أُخطط وأُدبّر، وأنه لا يصل الناس إلى حاجاتهم إلا بالتخطيط والتدبير، القحط كان له خطة وتدبير، وإبقاء أخيك عندك كان له خطة وتدبير.

(85)
وتعلمت أن الله دومًا يختار سلاحًا للمعركة لا يخطر على بال أحد، كان قادرًا أن يرسل ملائكك ليحطم جدران السجن ويخرجك، ولكنه أرسل إلى ملك مصر حُلُمًا.

(86)
تعلمت من قصتك أن المناصب تكليف لا تشريف، وما طلبت خزائن الأرض لتملكها وإنما لتوزعها ، ولو علمتَ أقر منك على هذا ما طلبتها.

(87)
وتعلمت أن للحب رائحة لا يعرفها إلا المحبون ، لذلك ود أبوك ريحك قبل أن يصله قميصك.

(88)
تعلمت أن العدل بين الأبناء مطاب، وأن الآباء يوغرون صدور أولادهم على بعضهم دون أن يشعرواوقد قدّر الله أن يفضلك أبوك على إخوتك، ليهلمنا أن نحذر حين نحب ولدا أكثر من الآخر، أن نبقي هذا في قلوبنا ولا نحوله إلى سلوك.

(89)
شكرا اسيدنا يوسف، من فصتك تعلمت ألا أشكو بثي وحزني إلا إلى الله ، فالناس إما محب وإما مبغض، والمحب سيحزن لأجلي، والمبغض سيشمت بي وكلاهما لا يملك من أمر حزني شيئا، فلماذا لا أشكو بثي إلى من بيده الأمر كله؟!

(90)
شكرا اسيدنا يوسف، من قصتك تعلمت أن أتجاهل لإبقاء ود وأن أتصرف كأني لم أفهم لإبقاء علاقة، وقد أسررتها في نفسك وكنت قادرا على ألا تفعل، واكن النبيل يتجاهل، وقد قال العرب سيد قومه المتغابي.

( 91 )

شكرا لسيدنا يوسف، من قصتك تعلمت أن النبيل يعفو عند المقدرة،وأن الصفح أدب وأن المسامح لا يكسر من جاءه معتذرا، فرغم أنهم تآمروا لقتلك قلت:
" من بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين إخوتي" يوسف100
من فرط النبل لم ينسب لهم السوء الذي صدر منهم.