الموضوع: أرتب حياتي
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 08-14-2021, 03:42 AM
تيم الله متواجد حالياً
Awards Showcase
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 350
 تاريخ التسجيل : Mar 2021
 فترة الأقامة : 1169 يوم
 أخر زيارة : اليوم (06:20 AM)
 المشاركات : 18,950 [ + ]
 التقييم : 47857
 معدل التقييم : تيم الله has a reputation beyond repute تيم الله has a reputation beyond repute تيم الله has a reputation beyond repute تيم الله has a reputation beyond repute تيم الله has a reputation beyond repute تيم الله has a reputation beyond repute تيم الله has a reputation beyond repute تيم الله has a reputation beyond repute تيم الله has a reputation beyond repute تيم الله has a reputation beyond repute تيم الله has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]


افتراضي أرتب حياتي











أيها البدوي أوقدت نارك التي أكلت كل شيء إلا حنينك
.
.
.

أواسي وسادتي وأعيد اكتشاف ذاتي، اشتقت أن أكون فتى شقياً على عتبات غرفتي، أخذت أرتب حياتي ..وأمام الأشياء التي خنت جمالها وهربت.
الآن أنا بكامل الوحشة، اقرأ إجابات كثيرة ولا تستجيب، أريد العودة لقلب أمي لكي أغرس فعلاً طيباً، لكن هذا لم يعد ممكن، لأن هذا الإحساس الذي يلازمني حين أدخل للبيت ضيفاً.. وأخرج ضيفاً يجعلني أموت، لا أريد من أبي أن يقابلني بوجهٍ بشوش وبعتابٍ خفيف، أريد أن يصب كامل غضبه في كأسي، أريد من أخوتي أن يقتلونني لكي أشعر بتحسن، ويأكلون لحمي.. أحتاج لصخب الأخوة اللذيذ!

أنني أريد أن أصنع شيئاً في حياتي، الحدث الذي يملأ بين اغتراباً وآخر، ليكون لي قصة وألف موت ويقين في دربي، لا أريد أن أعيش هذا الأمر في المراحل الأخيرة في حياتي، أحبّ أن يكون الآن.. أن يكون كلامي خبزها الصباحي، وتكون عيناي قهوتها وصوتي يسرح في بلادها، أن أخالط أنماط حياتها..هل يمكن ذلك؟ أن أقف على أوجاعها وأقول خُذيني حلاً أنيقاً؟ وفي موسيقى الصدفة.. أنا صوت الكّمان الذي جعلها تبكي، تقول لصديقاتها قررت فجأة أن أموت عليه وليس هناك علاجاً ولا برهة
من الزمان للتفكير، وبلذة الجنون تشاطرني آلامها التي استدرجتها لتكون أنثى حقيقة، كيف لأنثى أن لا تكون حزينة؟ موجوعة؟ لا يمكن ذلك..
وتستدير تلملم فرحي من وجهي بحرص الأمهات، وتقول هذا القمر المتكّور في بطني يجمعنا أكثر.
التاريخ الذي أسرده نوراً في العيون، لكن جميلتي التي تسألني وأنا أعقد ظفيرتين من اللوعة والجنون.. هل ما نحن عليه حقيقي؟
قلت لها متراجعاً أنني أحلم بكِ.. لماذا خطرتي على بالي الآن؟ تنسل من عمقها وتطير في الغربة الباردة، أعود لأسند رأسي على أحلامي لكنها تتلاشى إمعاناً في الهروب.


جو القُرى طازج ويثير حواس كثيرة للكتابة، للموسيقى ..للخمرة!
ذاكرة الماء وشتاء ..الآن فقط يتصير الإنسان كما يكّون، تتشكّل حياة وتفاصيل بأحجام كبيرة ومتنوعة، توقد النار التي أكلت كل شيء إلا كلامك.. مرحّى العيون والجميلات وقارعة الطريق التي افترشت فيه تسكعك لسنتان وقصيدة، لا تنساهم ..لا تتأخر قُل خاطرك:
هكذا نصبح بين قوسين.. الحنين والشتاء، غربة ومطر.. كل هذا الحزن يمتد بلا منازع، وبلا خجل.. لا تلتفت وراءك، القلب المقدّد على العطور.. الهشيم من قبلات مسروقة، آن لتكون لروايتك نهاية كما تحب.
مسلّماً للريح نجواك وصرخاتك، وهكذا تُدير دفة روحك بلا جدوى، آن لتكون فوضوياً جميلاً.. مملوءً باللحن الرخيم، هكذا تتلاشى حتى تلفحك اللحظة الحاسمة.. فقدت بلادك؟ وطنك! لم تعد تردد سلاماً وطنياً طويلاً؟ تضع ساقاً على ساق وتدخن مشكلاتك؟ لا تضع حلولاً جديرة! تحاول تتطاول كالنخيل والآن ترقد على ظهرك؟ مستسلماً أمام الحياة القصيرة! أنت تتعثر في الزحام وتمد يدكَ لودّ الموقف.. ولا جواب!

قُم الآن لا تتجاهل مدينتك ..لا تتسكّع غريباً وحزين، هناك فرصة ثانية تنمو عليها.. هناك ظلٍ آخر تستريح فيه، عاود لزيارة نادرة.. أضحك كثيراً قبل أن تنام، حاول أن تغيب عن المرايا والأصدقاء.. وقل كم يحزنني أني لا أغادر!
غادر.. هكذا هي روعة الحياة، هكذا هم الرجال يغادرون للمنفى الكبير و الوحيد، أفترق دائماً لا تمكث أمام المراحل.. ارفع عينيك عن مشهدٍ يتبناه حلمك،..يا طائر الغياب دنياك الجِهات، دنياك قدَّر الله ثم خطوتك!
للمزيد من مواضيعي

 

الموضوع الأصلي : أرتب حياتي     -||-     المصدر :     -||-     الكاتب : تيم الله





 توقيع : تيم الله

كنقطة ضوء في عتمة كل شيء يرحل

رد مع اقتباس
 
1 1 1 2 2 2 3 3 3 5 5 5 6 6 6 7 7 7 8 8 8 10 10 10 11 11 11 12 12 12 13 13 13 15 15 15 16 16 16 17 17 17 28 28 28 30 30 30 31 31 31 32 32 32 37 37 37 38 38 38 39 39 39 41 41 41 44 44 44 45 45 45 46 46 46 47 47 47