"كانَ جوعه إليها أشد من حاجته للطعام. وكانت جلّ فاقته: قبلة أو رضاع. كانَ بينهما تماسكٌ بأيادٍ صادفها القدر أكثر من مرّة فأمهلها السير بأمان، وسرعان ما حزّ القيد!.
"
وإنّني والله تحسّستُ معصمي ، فإذا به مصفّد بما جاد الفراق بيننا ، كأنّه الأمسُ قد عاد من مرقده ليعيد للصدفة صدفةُ أخرى ، وللمواعيد مواقيت اللقاء ، وللقاءات شغف الحضور ، وللحضور كلّ ما أوثقته الرغبة على صحائف العشق ،
يا جابر يا صديقي ، لقد أوغلت في توصيف الجوع الذي يكسره الاكتفاء ، ولا يطفئه الامتلاء ، جوع لأنثى أسكنتها قلبي ، وأسكنتني بثلاجة الموتى وغلّقت الأبواب ، وما قالت "هيت لك" ، أتراني العاشق الذي لم يمت بعد ؟ أم العاشق الذي لم يحيَ بعد ؟ من ذا يجيءُ بعطرها ، أو ببعض ثوبها ، برسالة منها ، بأغنية أو ترنيمة أو كلمة أو وعد معلّق بأستار السماء لأظلّ على قيد ولهي ولا أفقد بقية الأمل ؟ من ذا يذكر اسمها واسمي ويقرن بينهما على ناصية الوعد العتيق ؟ بل من ذا يعيدني إليّ ويعيدها إلى ضلالنا القديم ؟

،،

مبهر أنت يا آخر الأصدقاء وأجملهم .. مبهر والله