ek:
أيها الشتاء
وما أجملك وقد ضمختني بالدفئ وأنت البرودة ذاتها
فكيف للبرودة أن تمنح الدفء إلا عندك يا سيدي
أرأيت كيف جعلتني ريشة خُلعت من عُرف طاووس
والتحفت كبرياءها وتغلغلت نحو ذاكرتك المتعرجة
وامتشقت وجدانها على ظهر قشة مهترئة
لتطارد معك طيفك الهارب في دهاليز الشتاء
فربما استطاعت أن تمنحك من ثقب صغير جدا
بعض الدفء كما منحتها أنت بالدفئ الجليدي
أرأيت إن رافقَتْك في وقوفك وتعثرك .. ثم في وقوعك
في طين الألم .. أرأيت إن كانت تستطيع أن تمد لك بزهرة
من كوكب الأمل !
وحين عجِزَتْ سلمت لك الراية البيضاء
فكيف لها أن تقف إلى جوار شتاء هو وحده من يستطيع
أن ينقش على أنفاس الرؤى ( دانتيلا ) مدهشة من درر الكلام
وعلى وجنات الحروف فاتحة حلم من عيون الشمس
فلا شتاؤك سيظل باردا يا سيدي
ولا ليلك سيستمر طويلا
وستقطف ثمارك من تلابيب الحلم
أدهشتني يا شتاء حتى ذاب كل الجليد الذي أحتفظ به
ودي وتقديري