عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 12-22-2023, 04:14 PM
أحمد عدوان متواجد حالياً
SMS ~

Awards Showcase
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 99
 تاريخ التسجيل : Sep 2020
 فترة الأقامة : 1331 يوم
 أخر زيارة : 05-18-2024 (05:39 PM)
 المشاركات : 16,148 [ + ]
 التقييم : 37776
 معدل التقييم : أحمد عدوان has a reputation beyond repute أحمد عدوان has a reputation beyond repute أحمد عدوان has a reputation beyond repute أحمد عدوان has a reputation beyond repute أحمد عدوان has a reputation beyond repute أحمد عدوان has a reputation beyond repute أحمد عدوان has a reputation beyond repute أحمد عدوان has a reputation beyond repute أحمد عدوان has a reputation beyond repute أحمد عدوان has a reputation beyond repute أحمد عدوان has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]


Edit أواخـــرٌ ديسمبـــر (4) ... أحمد عدوان .
















إنه شعور صعب أن تكتب رسالة مدججة بالحزن والهواجس الكثيرة ، ثم لا تجد أحدًا ترسلها إليه . شعور مميت أن تفتقد أحدًا كان يملأ كل الأماكن ، ويملأ كل الأزمنة لديك ثم لا تجد سبيلا موصلا إليه ، ..
لقد وجدت كلّ الطرق مقطوعة بالجفاء ، أتدرك حجم تلك الكارثة التي ألمت بي ؟ أن أستيقظ ذات صباح فلا أجد سوى الفراغات الواسعة التي عليّ أن أتعايش معها . أن أجلس وحيدًا على طاولة بالمقهى أحدّثُك بصمتي عن أرق الليلة الماضية ولا أسمع غير الصدى ، ويرمقني رواد المقهى بالكثير من الدهشة والارتياب . أن أجوب الطرقات وحدي ، أجلس تحت الأشجار وحدي ، أتبلل بقطرات المطر وحدي ، وأذرف الدموع وحدي .
ديسمبر هذا العام جاء موحشًا كأن لم يكن أبدًا ، كان باردُا ، حتى طبقة الثلج الخفيفة التي تساقطت كأنما كانت تحمل القسوة أكثر من النماء والحياة ، كأنما قد أخذت من طباعك بعضا منها ، ثم فرشتها بكل الأماكن التي أتوجه نحوها ، أنت لم تفارقني أبدًا ، لكنك أيضا لم تكن معي ، لم تكن بجانبي ، لقد ظللت مثل الظل الذي يلازمني ، معي ولا أستطيع إمساكه أو لمسه .
شاشة الهاتف التي توقفت أن تضيء باسمك ، رسائلك التي توقفت أن تأتي ، ضحكاتك التي اختفت ، أخبارك التي تلاشت ، والكثير الكثير من التفاصيل الصغيرة التي تصحو مثل منبه لا يتوقف عن الرنين بداخلي . هي أشياؤك لا أشيائي ، فلماذا ظلّت بجانبي ؟ لماذا ظلت معي ؟ لماذا لم ترحل برفقتك ؟ لماذا اختارت ان تقتطع من العمر كل العمر لتسكن فيه وتقتات منه .
إنه الحادي والعشرون من ديسمبر ، يسمونه الإنقلاب الشتوي ، وأسميه الانبعاث الحزني ، بمثل هذا الوقت من كل عام ، يتجاسر الافتقاد على الفتك بي ، يهاجمني من كل جانب ، يستحضر لي تفاصيلك ، يمنحني فرصة التوهم ، ويأخذ مني قدرة التصبر ، ويمنع عني نعمة النسيان . إنها أطول ليالي العام ، هكذا يقولون ، ولا يعلمون أن لياليَّ طويلة جدا مذ فقدتك ، أعاشر فيها الأرق وأستضيفه ، أقاسمه سرير السهر وأحدثه عنك ، عن عينيك الساحرتين ، عن حزنهما ، أحدثه عن ذلك الانتظار المرير الذي يغذيه طول الأمل ، وفي الصباح نفترق على وعد باللقاء .
كما كل عام ، أكتب لك رسالتي هذه والعالم يستعد لتوديع سنة أخرى ، سنة حافلة بكل شيء عدا أخبارك ورسائلك ، لقد غابت تماما ، أدرك تماما أنّك تتعمّد ذلك قاصدا ، تمنح التناسي حقه كاملا في الاستيطان بقلبك ، وأدركُ تماما أنه يفشل بذلك ، وأنك تعيدين المحاولة في كلّ مرة . قلبُك الذي أعرف لا يمكنه أن يفعل ، هو فقط يخوض حربه الأخيرة من أجل الظفر بحقه كاملا في المعاناة بصمت .
للمزيد من مواضيعي

 

الموضوع الأصلي : أواخـــرٌ ديسمبـــر (4) ... أحمد عدوان .     -||-     المصدر :     -||-     الكاتب : أحمد عدوان





 توقيع : أحمد عدوان

حسابي على تويتر



آخر تعديل أحمد عدوان يوم 12-22-2023 في 04:20 PM.
رد مع اقتباس
 
1 1 1 2 2 2 3 3 3 5 5 5 6 6 6 7 7 7 8 8 8 10 10 10 11 11 11 12 12 12 13 13 13 15 15 15 16 16 16 17 17 17 28 28 28 30 30 30 31 31 31 32 32 32 37 37 37 38 38 38 39 39 39 41 41 41 44 44 44 45 45 45 46 46 46 47 47 47