عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 08-27-2022, 09:53 AM
الفيصل متواجد حالياً
Saudi Arabia    
SMS ~
Awards Showcase
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 55
 تاريخ التسجيل : Sep 2020
 فترة الأقامة : 1325 يوم
 أخر زيارة : اليوم (11:01 AM)
 المشاركات : 99,576 [ + ]
 التقييم : 454985
 معدل التقييم : الفيصل has a reputation beyond repute الفيصل has a reputation beyond repute الفيصل has a reputation beyond repute الفيصل has a reputation beyond repute الفيصل has a reputation beyond repute الفيصل has a reputation beyond repute الفيصل has a reputation beyond repute الفيصل has a reputation beyond repute الفيصل has a reputation beyond repute الفيصل has a reputation beyond repute الفيصل has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]


افتراضي الواقع الموازي (الزمن الرغد)



بسم الله الرحمن الرحيم
يعيش الإنسان واقعه الظرفي بتقلبات صروفه وأحواله، وهذا معاش مشترك يجد الإنسان نفسه فيه منذ ولادته ومن لحظة الميلاد تأخذ أحواله تتقلب به ومعه ليدخل في أنواع من المعاشات التي يكتسبها حسب ظرفه أو حسب مهارته، وكل ذلك عيش مشترك يكون الفرد فيه عنصراً في خلية أو منظومة خلايا هي شبكات من العلاقات العامة التشاركية اجتماعياً ومهنياً أو فكرياً، حيث ينتمي الإنسان في فكره مع خلايا فكرية سابقة له تنعقد صلته معها عبر القراءة أو الرواية شفاهياً، وبجانب ذلك يأتي الواقع الموازي – حسب مصطلح ميشيل فوكو – وهو واقع يصنعه الإنسان بنفسه عبر أحلام اليقظة ابتداءً، إذ يتعلم المرء والمرأة ممارسة التخيل عبر التمني ومحادثة النفس وإطلاق العنان للروح لتصنع عالمها الخاص، وهو هنا عالم فرداني ذاتي تعيش فيه النفس آمانيها وتمنياتها غير المتحققة واقعياً ولكنها أحلام تصنع واقعاً موازيا للعالم خارج الذات، وحسب قول الشاعر (ابن ميادة):
منىً إن تكن حقاً تكن أحسن المنى
وإلا فقد عشنا بها زمناً رغدا
والزمن الرغد يقابل الزمن الصعب. وحسب الشاعر فالرغد هو الواقع الموازي حيث يصنع المرء زمانه المأمول ليس ليتحقق كشرط للتصور وإنما لتنصرف النفس عن واقعها الحي إلى واقعها المتخيل وتسرح حرةً في صناعة رغباتها وصورها الوردية، وهذه حالة تمثل ممارسة حرة تحدث لكل إنسان حيث الملجأ النفسي والروحي بعيداً عن شروط الواقع وتحكم الواقع بنظم التفكير ونظم التعبير مما يصنع القيود حسب حال منظومة العلاقات العامة التي نرتبط بها ونلتزم بشروطها، وهنا تكون أحلام اليقظة حالة هروب نحو الأمان النفسي وصناعة البطولات الذاتية وبناء مملكة الأوهام/ الأحلام، ومنها أتت النصوص الإبداعية حين تتحول أحلام اليقظة لنصوص مكتوبة تعلم الإنسان أن يحصنها بمصطلح الخيال، وهو عذر ثقافي ذو مفعول تحصيني يحقق القبول والتسامح بل يحقق دوراً ثقافياً مهماً، حيث يتحول لموروث تفاخر به الأمم وتتبارز فيه الثقافات بدءاً من الملاحم إلى الشعر والسرديات بكل صيغها، وكل واحدة من هذه النصوص العظيمة كانت في أصلها حلم يقظة تشبث بصاحبه حتى فرض وجوده عليه كنص مكتوب أو نص مروي، ويتحول صاحبه من صفة الحالم إلى صفة المؤلف، حيث تصبح هواجسه التي كانت هروباً عن واقع مشروط إلى حلم حر ومطلق الأجنحة، فيصبح هذا الحلم نصاً يلهم الآخرين بأن يمارسوا أحلامهم المتيقظة، والنفس البشرية لن تستقيم لها حال ما لم تمارس أحلامها في منامٍ أو في يقظة، والأحلام هذه لها مواعيد لتصبح منجزات في نصوص كما هو الغالب أو في ما يسمى بالخيال العلمي، وهو الخيال حينما يتحقق في اختراع يحول بساط الريح إلى طائرة مصنعة بأحدث مواد التكنولوجيا المتطورة.
عبدالله الغذامي
للمزيد من مواضيعي

 

الموضوع الأصلي : الواقع الموازي (الزمن الرغد)     -||-     المصدر :     -||-     الكاتب : الفيصل






رد مع اقتباس
 
1 1 1 2 2 2 3 3 3 5 5 5 6 6 6 7 7 7 8 8 8 10 10 10 11 11 11 12 12 12 13 13 13 15 15 15 16 16 16 17 17 17 28 28 28 30 30 30 31 31 31 32 32 32 37 37 37 38 38 38 39 39 39 41 41 41 44 44 44 45 45 45 46 46 46 47 47 47