المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عطاف المالكي

هناك تسامح وهناك ضعف وطبعاً التسامح يختلف عن الضعف
فاللئيم يعفو عند العجز ولا يستطيع أن ينتقم ولو وجد فرصة مناسبة لبطش
وانتقم ونكل بخصومه بلا هوادة !!
بينما المؤمن القوي يستطيع أن يثأر ويعاقب
ولكن مروءته تمنعه من الإنتقام !! فهو نقي مسامح
ويا حظ من توفرت فيه هذه الصفات الرائعة
فهم أشداء على الظلمة ورحماء فيما بينهم
وتظل المغفرة هدية ثمينة رغم أنها لاتكلف شيئاً
فالحياة قصيرة فلا نفضيها في رصد عثرات وأخطاء
البشر ولو جلسنا نعد ونرصد أخطاء البشر نكون قد غذينا
روح الانتقام والعداء ولأصبحت الحياة لاتطاق
أعجبتني قصيدة للإمام الشافعي يقول فيها
دَعِ الأَيّامَ تَفعَلُ ما تَشاءُ
وَطِب نَفساً إِذا حَكَمَ القَضاءُ
وَلا تَجزَع لِحادِثَةِ اللَيالي
فَما لِحَوادِثِ الدُنيا بَقاءُ
وَكُن رَجُلاً عَلى الأَهوالِ جَلداً
وَشيمَتُكَ السَماحَةُ وَالوَفاءُ
وَإِن كَثُرَت عُيوبُكَ في البَرايا
وَسَرَّكَ أَن يَكونَ لَها غِطاءُ
تَسَتَّر بِالسَخاءِ فَكُلُّ عَيبٍ
يُغَطّيهِ كَما قيلَ السَخاءُ
وَلا تُرِ لِلأَعادي قَطُّ ذُلّاً
فَإِنَّ شَماتَةَ الأَعدا بَلاءُ
وَلا تَرجُ السَماحَةَ مِن بَخيلٍ
فَما في النارِ لِلظَمآنِ ماءُ
وَرِزقُكَ لَيسَ يُنقِصُهُ التَأَنّي
وَلَيسَ يَزيدُ في الرِزقِ العَناءُ
وَلا حُزنٌ يَدومُ وَلا سُرورٌ
وَلا بُؤسٌ عَلَيكَ وَلا رَخاءُ
إِذا ما كُنتَ ذا قَلبٍ قَنوعٍ
فَأَنتَ وَمالِكُ الدُنيا سَواءُ
وَمَن نَزَلَت بِساحَتِهِ المَنايا
فَلا أَرضٌ تَقيهِ وَلا سَماءُ
وَأَرضُ اللَهِ واسِعَةٌ وَلَكِن
إِذا نَزَلَ القَضا ضاقَ الفَضاءُ
دَعِ الأَيّامَ تَغدِرُ كُلَّ حِينٍ
فَما يُغني عَنِ المَوتِ الدَواء
ثم شكراً على هذه النصيحة القدير هادي
مع الود والإحترام لك ولمن علق وأضاف مايغذي النص