الموضوع: أماني الغيم
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-01-2022, 11:57 PM   #9
وه


الصورة الرمزية جابر محمد مدخلي
جابر محمد مدخلي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5
 تاريخ التسجيل :  Sep 2020
 أخر زيارة : 05-16-2024 (11:15 PM)
 المشاركات : 38,523 [ + ]
 التقييم :  105964
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~

لوني المفضل : Cadetblue


افتراضي رد: أماني الغيم



الأديب عصيّ الدمع



(( آخر العروش ))

... في نافذة واحدةٍ لا تكفي لأكثر من منتظرٍ واحدٍ، بداخل تلك الغرفة المثخنة بجراحه، في ليلةٍ يشد البرد فيها مئزره، ويعلن أن الثلوج تتساقط من جسد الوحدة، ولا دفء غير مرارة الحرمان، وجرعة لعلاجٍ لم يبق منه إلا بارقة أملٍ محطمة من كل شيء إلا -أن يشاء الله-
مزقه السهر، أنهكه الجوع إليها، اغتالته الذكريات من كل زوايا غرفته الموبوءة بحنوط الموتى، أشعل سيجارة من أصبعه، أشعلها بلعاب فمه الجاف من أثر الدعاء، وراح يكتب بلعابه الجاف في الهواء عندما علم أن الأوراق والأقلام لا تؤثر فيها؛ ربما حمل رسالته الشفافة شبح صالح، أو مارد شهم، أو دعوة مستجابة...
...وعند الشروق سقى ثوبه قليلاً من رائحتها، وخرج باتجاه الحياة وهو يثق أنها لن تفتح له الباب، وأنه مهما قال لها عن ليلة أمسه الباهرة لن تحن عليه، وأنها لن تكمل معه مشروع حياة، وأنها لن تنصت إليه إلا أن -يشاء الله- مع ذلك كله ذهب باتجاهها قاطعاً مطارات كثيرة، ومدن كثيرة، ولم يصلها إلا بعدما أنهكت راحته المقاعد، والانتظارات، وروائح المسافرين، وعرق المدن المزدحمة بالآلام... لقد كرر نفسه في تلك المشاهد كثيراً؛ لأجلها، لأجل أن يهديها حباً جديداً خالصاً لها، لها فقط.
الحكاية من وجه آخر: لم يكن العطر قادر على إقناعها، ولا الحلوى، ولا الهدايا، ولا رصيد الذكريات... هو ينسحب بعدما أعلن لها ليلته القاهرة تلك وأنها ليست الوحيدة، بل أن حياته بأكملها تسير على ذات المنهج، ولا شيء يستجد فيها غير تفاؤله بأنها ما تزال لقلبه.
- يعود بحمولة إضافية، وحقائب من بقاياها، وعرش نكّره في غرفته حين عاد إليها فلم يجد منه إلا بقايا شعرها العالق في ذكرياته، وصورة نسيتها في كتابه، وحقنة وريدٍ نسيت أن تحقنه بها في نبضه لتحييه، وألف دمعةٍ حائرةٍ تفتش عن حضنٍ رحيم... ولا شيء غيره يحيط بكل تلك الأثقال، والأحمال، وآخر العروش...

الأديب عصيّ الدمع
- غيمات مع الأماني، وفوقها تتمدد الكلمات، مبللة بعطر العشق الأبقى.
الوله حاضر في راحة الكفوف، والأحلام الكبيرة تتضاءل وترتفع من جديد على غفوة وانتظار.
والحلم يتجرع مرراتنا ونحن نقرأ حتى الأخير، لنجلس على مقعد انتظاره الذي ألهب القلب، وفجر بقايا الحكايات، وساعد في جلب إلهامنا بما نخطه أو نتردد في البوح به، لمقدار ما فيه من حزن على حزن...

- لا شيء أكثر من إبداعٍ يضاف إلى قائمة النصوص الخالدة...

تحياتي، ودمتم...
جابر محمد مدخلي


 
 توقيع : جابر محمد مدخلي


إلهي منحتني نعمة الكلام ، إلهي فاجعل آخره الشهادة...


رد مع اقتباس
 
1 1 1 2 2 2 3 3 3 5 5 5 6 6 6 7 7 7 8 8 8 10 10 10 11 11 11 12 12 12 13 13 13 15 15 15 16 16 16 17 17 17 28 28 28 30 30 30 31 31 31 32 32 32 37 37 37 38 38 38 39 39 39 41 41 41 44 44 44 45 45 45 46 46 46 47 47 47