رد: ما بين "ربّما" و التّفاصيل
وحدها النافذة شاهدة على تعدد المسميات و الأسماء, بستارتها الداكنة التي سدت كل المنافذ, باستثناء بقعة صغيرة, تركتها _ مرغمة_ لاستكمال رواية عنوانها" عينٌ على الغياب", لا فرق بين فصولها, فجميعها تتمحور حول بطل مركزي, اعتاد النافذة حتى باتت جزءاً لا ينفصل عن شخصيته, يتقاسم و إياها الأضداد, فلها الإطلالة و له التستر خلفها, و لها اللقاء بدورة عمر الحياة و له استراق النظر من ورائها..
و يبقى القناع قناعاً, أياً كانت الدوافع و المبررات, و لكم من وجهٍ اعتاد القناع حتى التصق بملامحه, فلم يعد يملك رفاهية العودة إلى ذاته بما جهد من ناحية, و من ناحية أخرى سلم نفسه لسطوة البقاء- إلى أن يشاء الله_ بملامح مغيّبة, استعاض عنها بتلك التي ارتآها من تعداد المسميات و الأسماء, فبقيت _ بما حاول أن تكون مثالية_ ظلاً لشيء فارق ذاته, يدركه الجميع إلا هو, كالماء في ماهيته؛ بغير لون و طعم و رائحة و يتخذ شكل الإناء الذي يوضع به, والريح في كينونتها؛ نشعر بها و لا نراها!
|