...ومضةٌ قصصيةٌ- أخي الوضيء
محمد-تختزلُ في إيقاعاتها التَّتْرَى التي تتالتْ كأنها الوميضُ المتواتر ؛ تختزلُ مشهداً من مشاهد تلك (
الإنسانية المعذَّبَة ) التي تتضرَّسُ تحت سنابك النشاز والقهر الاجتماعي الآلِمِ..!!
...مسافةٌ تبدو مساحتُها قصيرةً قِصَرَ ذلك (
الحبل السُّرِّيّ ) بين مخاض الطَّلق واستقبال الحياة..ولكنها-في حسِّ تلك البائسة المقهورة-تبدو طويلةً ومُضْنِيَةً حين تُغْمِضً عيْنيْها القريحتيْن لتفتحْهُما على فلذةِ كبِدِها الذي قايَضتْهُ بحفنةِ مالٍ في كُرْهِ منها يُشبهُ الطَّوْعَ...!!
...قِسمةٌ ضِيزَى ولا شك..!! ولكنْ مَن ذا الذي يُنكرُ أن مماحكاتِ العالَم تبعثُ أحياناً واقعاً دراماتيكيًّا يتجشأ عبثيةً ساخرةً،تتجاوزُ-في عنف قسوته-السُّخريةَ العابثةَ ذاتَها..؟؟!!
...في ومضتِكَ هذه إيحاءٌ (
ما ورائيّ ) يَدلفُ برمزيةِ المرأة البائسة المُرهَقة والوليد الصارخ البريئ و مقايضته بثمن الصفقة...يدلفُ بنا-نحن القرّاء-إلى يَقينٍ أن في الحياةِ صُوَراً لحواشي المآسي تَعْدِلُ بُؤَرَها..إنْ لم تكن أعنفَ منها وآلَم..!!
...في حِسِّكَ الروائي والقصصي والفني-أخي الوضيء-نبضٌ من مَلَكَةٍ واعدةٍ،لا تُخطئُ لحْظَ ناقدٍ مُبدِع...دمتَ ودام ألقُك..