عرض مشاركة واحدة
قديم 11-12-2021, 04:32 AM   #6


الصورة الرمزية الغند
الغند غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 514
 تاريخ التسجيل :  Oct 2021
 أخر زيارة : اليوم (10:04 AM)
 المشاركات : 22,574 [ + ]
 التقييم :  122552
 الدولهـ
Qatar
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Maroon


افتراضي رد: هديَّـه



وليفي لا تماري لي بـ زيفك
و لو كانت همومك سرمديَّه
إذا خفت الحكي عنَّك و عنّي
ترى الدنيا خذت وجهة نظرها


بعد شرح معاناته وشقاءه وتعبه بها ومن أجلها،، هو لا يطلب منها أن ترأف بحاله شفقة ،، وكسر خاطر ومجرد تريد تجبره ،، لهذا أول ما نادها بصيغة "الوليف" ونلاحظ قرنها بياء النسب له فهي فعلا تشكل محبوبته ،،والوليف: من ألفته النفس والقلب فحتلت مشاعره،، هنا المعنى اللي يتوافق مع اللفظ ،، وقد يكون الوليف للبرق المتتابع وهو أيضا يجوز هو محروم من الإرتواء وهي لا تجود بالمطر فكأنها برق ما هلت أمطاره ،، وظلت أرضه عطشه ،،

ومن ثم يطلبها عدم الشفقة عليه ،، والتصريح بمشاعر لا تكنها له حقيقة فالزيف هنا الخداع والغش ،، فلا تزيف الحقيقة ولا تخرجها من أصلها الحقيقي،،

كما أنها لها وجه آخر إذا كانت تكن له مشاعر ولا تصرح بها خوفا وخشية من القيل والقال الذي قد ينالهما معا ،، يبثها الأمن أن لا تخشى ،،
في كل الحالات سواء رفضته أو قبلته حبا ،، هو راض بحكمها فالحياة قائمة على وجهات النظر ،، ولا مانع من الاختلاف أن يبقيه على ودها ،، والعاشق بقاءه أجباري لا اختياري حقيقة ،، لأنه في كل الحالات لن يغير مشاعره،، هنا ملمح أمل أن يستنطقها بحبه،، ذاك إصرار العاشق اللي ما يمل ،،،
رائع
،،

حبيبي من عيونك رد سيفك
ولا تسفك دموع ٍ نرجسيَّه
و يالعبره جرحتيني . تمَنَّي
يجيك الدرّ من غبَّة بَحَرها


ومن الشفاه،، ينتقل لجاذبية أخرى بها،، تلك حسناءه تمتلك عيون لها جاذبية إذا ما ناظرته وهو ما يقوى لها،، وكأنه فارس أول عهده في الملاحم والحروب وهي فارسة متمرسة بالمبارزة ،،،

"حبيبي": كناية عن مدى حبه لها ،، يا النسب له تدل في كل مناسبة يحاول التقريب بنسبها له ،،

"من عيونك رد سيفك": استعارة شبه العين كأنها سيف مخصص للمبارزة ،، يطلبها أن ترجعه في غمده فهو مستسلم لها يقر بقوتها وانتصارها ،، فهي منتصرة والهزيمة يتجرعها بكل نفس راضية ،،،

السؤال هنا ماذا سيحصل ،، لو أطالت بنظرها وأصرت على المبارزة بتلك النظرات
؟؟؟
ستنال منه،، وسيكون الوضع بدل سفك الدماء ،، انسكاب الدمع تعبيرا عن ردة الفعل لتلك الطعنات
،،،
،، لنتمعن هنا،، عادة السيف يسفك الدماء ولو جاء التعبير مجازيا بسفك الدماء لاعتبر مقبولا وجميلا،، لكن كان نتيجة الطعنات "دموع" جمع للدمع ،، الواضح أنه ما لد ولا حول عينه عن مناظرتها،، لأنه ما يقدر يشيل عينه من عليها،، جاذبة،، لحد أنه يتذكر أن تلك العيون لن تكون ملكه يستوجب الحزن والدمع،، كما أنه من الانبهار قد يهلها دموع فرحة بشيء نادر إن لم يكن الوحيد لأن العاشق عادة لا يجد مثيل وشبيه لمن يهواها القلب ،،

ثم يكمل لها عن حقيقة تلك الدموع بأن صفتها "نرجسية" والصفة النرجسية تقال للغرور الاعتداد الكبير بالنفس،، هنا كناية أن دموعه جدا غالية ولا يهلها لأي سبب كان،، فلا تحده على شيء يكرهه ،،

وتلك حقيقة دمعة الرجل جدا لها مكانة //
خاصة
لدى الرجل العربي اللي دموعه في شرع العرف عيب يهلها فلترحم تلك المكانة والقدر لدمعة رجل ولتكن واثقة أنها لن تهل إلا من قهر رجال ،، روعة بل غاية في الروعة هذا المعنى ،،

لذا التعوذ كان من قهر الرجال،، الدمع ليس عيب بحد ذاته على موت غالي مثلا و و و حالات مشابهه،، لكن لا يتمنى أن تكون هي ذاك السبب في قهره،، لهذا لتقصي عينيها عن النظر،، فهو لا يستطيع ،،

دايم السيف رجا نفس الرجا قائلا:
يامن على ثاير فوادي تولى
خلك على قلب الكرامه شفوقي
أكرم عزيز بالعمر مااستذلا
يسوق عمره للمشاريف سوقي


كثيرا من الحب قاتل ،، كثير من العشق ذباح ،،،
روعة المعنى لكما معا ،،،

تلك الغصة شكلت العبرة
الكثير يخلط بين العبرة ولدمعة فما الفرق بينهما
؟؟؟
العبرة هي تكون للدمعة قبل أن تهلها العين،، حتى إذا جرت وسقطت من العين سميت بالدمعة التي تولدت من عبرة ،،، تلك الدمعة التي سبقت أن تهل العين دمعها،، كانت كفيلة بالجرح والتجريح،، جرح قلب لم ينل،،

جرح بكاء رجل قهرا،، جرح الدمعة العزيزة ذاتها اللي ما تعودت على ذي المواقف ،، كلها تجريح ،،
"العبرة جرحتني": استعارة،، شبهت العبرة كإنسان يملك آلة حادة يجرح بها،، الغرض منها : بيان كمية الأسى على الذات من أحساس الغبن بتكون تلك الدموع ،،

"يا العبرة": أسلوب إنشائي طلبي ،، نوعه نداء "يا"،، غرضه: أن ترأف بحالة وعزة نفسه كرجل يعتد بدمعه ،،،

يقول صاحب قفا نبكِ معبرا عن تلك العبرة اللي تشبه عبرة شاعرنا:
وإن شفائي عبرة مهراقة
فهل عند رسم دارس من معول


امرؤ القيس
يمني الذات أن تكون الدمعة التي سيهلها دمعا سببا في شفاءه وراحة باله ،، بوقوفه على أطلال فاطمة بنت عمه ،، التي ذكرها بمعلقته "قفا نبكِ" ،،

وخاب الأمل بالمع كما كانت أمنية شاعرنا في القادم ،،،

تلك العبرة عبرت عن أمانيه كلها اللي اجتمعت بأمنية ألا وهي تلك رفيعة المقام،، الذي خاض من أجلها بحارها أهوال البحار وغاص يظفر بها كدرة ثمنية ،، مثل أنواع اللؤلؤ اللي حواه المحار،، كالدانة مثلا لأنه من أجود وأغلى أنواع اللؤلؤ الطبيعي ،،

غبة البحر هنا كناية عن القاع ونقطة عميقة جدا،،

هي تشبه من غامر مسافات كي يظفر بتلك الدرة ،، بل تعادل درر مجموع الدرة،، خاض من أجلها مخاطر الغواص الماهر المتمرس لينالها ،، وكأن لسان حاله يقول يستاهل منهو عنى وشقى في سبيل نيلها ،،

هو بالفعل قدم اللي يقدر عليه حتى ضاعت الحيلة ،، فالأمر خارج نطاق السيطرة ،،،

وروعة


 

رد مع اقتباس
 
1 1 1 2 2 2 3 3 3 5 5 5 6 6 6 7 7 7 8 8 8 10 10 10 11 11 11 12 12 12 13 13 13 15 15 15 16 16 16 17 17 17 28 28 28 30 30 30 31 31 31 32 32 32 37 37 37 38 38 38 39 39 39 41 41 41 44 44 44 45 45 45 46 46 46 47 47 47