عرض مشاركة واحدة
قديم 07-04-2021, 04:24 AM   #2


الصورة الرمزية نبيل نور الدين
نبيل نور الدين غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 149
 تاريخ التسجيل :  Oct 2020
 أخر زيارة : 06-01-2022 (12:57 AM)
 المشاركات : 4,755 [ + ]
 التقييم :  20860
لوني المفضل : Cadetblue


افتراضي رد: شاعرية التصور والذات في شعر الدكتور عبد الله عشوي ( تحليل ودراسة نقدية)



وفي ديواني الشاعر الدكتور عبد الله عشوي (شادن) و(نقش على الوجدان) يتماهى الفيض الوجداني في قصائد الديوانين متسربا الى النفس ويقيم في الذات مقام الإحساس المدرك بماهية الاستنطاق الذاتي للمخيلة ففي ديوان (شادن) نجد قصيدة (سباق حضارة) التي يتناهى اليها المد الشعوري الغائم ويواكب مفعوله الاحساسي بتمثيلية خالصة التصوير وبمدرك بليغ حيث يعمد الشاعر الى بيان الروح الجماعية بمدرك اشعاري مقيم في الذات وببلاغة تصويرية تقيم المعنى في الذات فهو يستنطق المدرك من التخيلات بصورة مكافئة للشعور ويستنطق المغيب من الادراكات فلغة القصيدة قائمة على المثول التصويري الذي يستشعر بالالهام والذي يقام عليه حدي التكافؤ التصويري والشعوري ويستجر المخيلة الى الإحساس كما يبوح الشاعر بقوله:
تسعون عاما في شموخ بلادي
تتوالد الاعياد من اعيادي
عيد يعود بما نكن لعشقها
وبه تغنى الشعب في الانشاد
ورواية التاريخ عزف بطولة
من عصر اجداد الى الاحفاد
فالاندغام المشابه للروح يأتي بتمثيل الزمن والمدلول الشعوري للذات يستجر المخيلة الجمعية فالشعب مدرك مبطن بالذات والعاطفة الجماعية تستلهم الحدث والتصوير هنا يقيم مقام الروح فإمكانية التشبيه بين مد الوعي وبين مسافة التخيل بالزمن مستقيمة من حيث هي ادراك زمني محض وعليه تقيم الجماعة مدلولها التصويري وبنائها الرمزي في السياق وعلى هذا تعتمل الادراكات في الروح وتبوح المشاعر بالذات ويقيم المد الوجداني مسافاته ببلوغ الخيال إذ ان السياقات الأخرى في القصيدة تستقدم المغيب من الاحاسيس وتوائم بين فيض الوجدان وبين مدلول التصور وعلى هذا تعتمد الايحاءات المتسربة من الشعور وتستقطب الايماءات الذاتية بحيث تصبح المشاعر مهيأة للتمثيل.
وفي قصيدة (شادن) يستوحي الشاعر ادراك المخيلة النفسية بخشوع وجداني مقابل الذات ويستوحي عوالم شتى في هيئة التقمص المعلن كما يناغم بين الوحي الآتي من الطفلة والشابة ويساوق الادراك المحض بحيث تنجلي عتمات البلوغ الشعوري مقابل الذات المصورة ويستقدم الاتي كمخيلة ايحائية وكتقمص بليغ للمدلول الشعوري بمعية الاستقصاء الحدسي فالتمثيل الذي يعمد اليه الشاعر يقيم وحيه من
خلال الذات وإمكانية الحضور الشعوري مندغمة مع النفس اذ يتماهى المعنى في الذات بصورة ايحائية تصور الشعور تصويرا بليغا كقوله:
طفلة الأمس التي في لثغة
نطقها كان شبيها بالأغن
ورثت موهبة من جدها
وغدت تصقلها صقلا حسن
شابهتني عندما كنت فتى
بركوب الصعب تجتاز المحن
فإشراقة الذات في هذه القصيدة واحية من مدلول التصور والحدس مستبين من خلال الشعور الكامن في الروح فالتحولات التي تستوجب الادراك في القصيدة متحولة بتطوير الوعي وعليه تستدرك الالهامات وتطورها مقابل الوعي بحيث تصبح الادراكات مهيأة للتثميل ويصير التحول مستدرك بالوعي فشادن تمثل الذات المتسربة المتماهية في الساحة الجماعية وهي هنا تمثيل محض للمدركات المتنقلة لأطوار الشعور المختلفة وفي قصيدة (أمس البطولة) يتمثل البناء الراقي لفيض الشعور ويندغم المعنى التحويلي بين الذات المحكية والذات المصورة فاستئناس الشعور مقيم من حيث المد التخيلي والشعور مساوق للبنية التعبيرية التي تستلهم الوعي المدرك كون التماثل بين الذاتين مصور بتلقائية خالصة فالإيغال بالشعور يقيم مقام الفعل بحيث تعتمل المشاعر وتسير الاحاسيس في أحادية التصور وهو ما يقصد اليه الشاعر بقوله:
لا تحسبي اني اصطنعت خديعة
ظهرت ببعض رسائلي وختومي
بحر الدسائس لست احسن خوضه
فيه انحراف ملاحتي ونجومي
ومراكب الصيد القديمة لم تعد
تصطاد حور عروبة وعجوم
دافعت عن وطني ملكت فؤاده
وحميت من غدر الزمان تخومي
ورجعت من أمس البطولة رافعا


 

رد مع اقتباس
 
1 1 1 2 2 2 3 3 3 5 5 5 6 6 6 7 7 7 8 8 8 10 10 10 11 11 11 12 12 12 13 13 13 15 15 15 16 16 16 17 17 17 28 28 28 30 30 30 31 31 31 32 32 32 37 37 37 38 38 38 39 39 39 41 41 41 44 44 44 45 45 45 46 46 46 47 47 47