منتديات مدائن البوح - عرض مشاركة واحدة -

01-24-2022, 11:49 AM

أخيراً انتهيتُ من مشاغلي
عدتُ بالأغنام من مروج ممتدة ، قرب وادي ( شهدان)
هذا الوادي تحفه المروج وبه نبتة تحبها الأغنام وتجعلهم يلعبون
حين نصل ينظرون الى وجهي بالفرح الذي يسكن الأطفال مع الحلوى
لضخامة الانسجام بيننا ، يفرحني أنهم يلعبون ايضا ..
الفطور ناقص ، لعل أمي نسيت أن تضع السكر و الجبنة
أو لعلها تأمل أن تطبق قليلاً ما سمعته هذا الصباح من نصائح طبيه في الراديو
أو لعل الحاجيات انتهت والمطبخ فارغ ولا يوجد سوى الدقيق
لا يمكن لأي قوة في العالم أن تعرف ما ينقص مطبخنا
تقف أمي كسدّ منيع ، فلا ينكشف لها ستر .. مهما ظهر على وجهها من ابتسامة ناقصة وجه أمي يقاتل الحياة ولا ينهزم
حين تنادي - يحيى - حافة دون اضافات أومقدمات أدرك بأن هناك خطب جلل يعتصر قلبها ولا تريد أن أعرف
اسبح في كينونتها ، كنطفة لم أتكون بعد
وأظل طفلا مشدوها بما تقول .. وبما تفعل
هذا الصباح ما ألذّ الدقيق الساخن مع كوب الشاي بدون سكر ..
أمي تعرف معادلة الحياة
تعرف الفرق بين المالح والحلو ، لذلك تمزج بينهما ببراعة ، لن تشعر أبدا باللذعة في لسانك
كثيراً ما سألتها عن سرّ نكهة الطبخ رغم أن المكونات واحدة .. تقول - النفس الطيب
لذلك شاي أمي لا يشبه أي شاي في الدنيا ..

أمي .. صحيح أنكّ أُمية لا تقرأين ، وكم تمنيت أن تبصر حروفي عيونك
لكني موقنّ بأن قلبك يعرف
ماما ... ليتني أدخر عمري كله لأكون بجانبك
وليتك لا تنادين يحيى - حافة -
ويأخذ الله كل ما أنتظره من فرح
ويعطيني فقط يداكِ الممدودة بالدعاء سفينتي اذا جاء الطوفان