منتديات مدائن البوح - عرض مشاركة واحدة

12-24-2021, 12:49 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مريم

اللحظات الأولى من كل شيء ثمينة جداً.
إحساسٌ أشبهُ بلهفةِ الطفل ذو السنة الواحدة بالتعرف للموجودات من حوله ذلك ما يعتري المرء إذا هو أراد اكتشافَ مشاعره اتجاهَ ما يُحبّ.
الاندفاعُ الأول
اللقاءُ الأول
الخيبةُ الأولى
العناقُ الأول
الحبيبةُ الأولى
الجُرحُ الأول

الذكرياتُ الأولى من كلّ تجربةٍ حياتيّةٍ تترك بصمةً خلفها تدلّ على أن صاحبها نال لذّة الشعور الصادق
لولا يعيدُ الموقف ذاته أو يتكرر لما كان له مكانة خالدة في الأذهان... بالطبع! فهذه الوحدوية تجعلهُ مميزَ الأثرِ

هلّ تحبّون الرقم واحد؟!
وكم واحداً منه تملكون؟
هنا دائماً أسرارنا وحكاياتنا الملغومة بالوجع أو الفرح وبين هذا وذاك عمر طويل من الذكرى والأمنيات ولهفة من دعاء كانت تُرسل إلى السماء بكل خفةٍ وترقب ترجو اللقاء، وبعدما خانتها الطرقات باتت تُرسلها بالدمع الغزير أن يكونوا دائماً بخير حتى من بعد الغياب.

لم يكن هذا النص رقم واحد الذي أقرؤه لك أستاذنا جابر لكني أجزم أن عطر الحرف وإحساسه كما أول مرة ولن تكون الأخيرة. فلمثل هذا الحرف يلتف القارئ الواعي وتُزهر المدائن.
احترامي وتقديري

ek:
هذا المكتوب الذي قرأته هنا هو صياغة فلسفية عقلانية وجودية تبرر لها الكلمات جمالياتها، وتعصر في الذهن مقدار ما يعيشه المرء أثناء قراءته لشيء أبقى في داخله آثارًا جميلةً .. ولا شك هذا الانعكاس هو أحد نواتج الصفاء الذهني حال هذه الاستقراء وتتبع الانعقاد.

في الذاكرة حقول كثيرة منها واحد فقط حقل ألغام وهذا الواحد قادرٌ على تفجير كل حقول المشاعر، والعواطف، والعطاءات. حين تقرر قدم عاشق ما أن تدوس الطريق الأخير، المؤدي للرحيل الأبدي هنا ينفجر هذا الحقل بجميع أنواع انفجاراته مخلفًا جثثًا هائلةً من بعده ، مؤثرًا في كل الحقول التي تحيطه : حتى حقل العطاء، والذكريات يتضاءلان أمام هذا العنيف.

المؤلم يا مريم أنّه يصعب علينا إيقاف أي شيء يبدأ في التلاشي؛ لأن الحُب شعور هُلامي يتغذى على العطاء بحُب وحين يشعر بغير ذلك يتدحرج سريعًا لحقل انتحاره الحاسم.

* ردّك نص موازٍ تمامًا.. وليس مجرد رد فحسب.

مودتي

جابر