رد: مالفرق بين فاء التفريع والفاء الفصيحة ؟
التفريع - عند البلاغيِّين -: هو أن يثبُت بمتعلِّق أمرُ حُكمٍ بعد إثباته لمتعلق آخَر كقول الشاعر: أحلامكم لسقام الجهل شافية كما دماؤكم تَشفِي من الكَلَب.
والتفريع - في النحو -: هو وضْع شيءٍ عقب شيءٍ؛ لاحتياج اللاحق إلى السَّابق، وهو من خصائص الفاء، حيث يقال: فاء التفريع. مفاتيح التفسير للخطيب (ص: 322).
وهذا تعريف أسهل:
التفريع: هو إثبات حُكم لمتعلِّق أمرٍ، بعد إثباته لمتعلِّق له آخَر. جواهر البلاغة في المعاني والبيان والبديع للهاشمي (ص: 317).
أو:
التفريع: هو إثبات حكم لشيء بينه وبين أمر آخَر نسبة وتعلق بعد إثبات ذلك الحكم لمنسوب آخَر لذلك الأمر، فلا بد إذًا من متعلقين، أي: شيئين منسوبين لأمر واحد، كغلام محمد وأبيه بالنسبة إلى محمد، ولا بد من حكم واحد يثبت لأحد المتعلقين، وهما الغلام والأب, بعد إثباته للآخر، كأن يُقال: غلام محمد فرِح ففرِح أبوه, فالفرح حكم أثبت لمتعلقي محمد، وهما غلامه وأبوه، وإثباته للثاني على وجه يُشعر بتفريعه عن الأول. علوم البلاغة البيان، المعاني، البديع للمراغي (ص: 341 - 342).
وأما فاء الفصيحة؛ فهي الفاء المذكورة في الكلام، التي تعطِف ما بعدها على الفاء المحذوفة مع معطوفها، ومثال حذف الفاء مع معطوفها لدليل: قوله : قوله : وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ 4 أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا، الأصل: فضرب فانبجست.
وسميت "فاء الفصيحة" لأنها أفصحت، "أي: بينت" وكشفت عن المحذوف، ودلت عليه وعلى ما نشأ عنه. ولأنها -أحيانا- تفصح عن جواب شرط مقدر؛ ففي الآية الأولى دلت الفاء على المحذوف وعلى أن الضرب كان سببا في الانبجاس. أو يقال: إن كان موسى قد أطاع الأمر وضرب الحجر فماذا تم بعد ذلك؟ فالجواب: انبجست منه اثنتا عشرة عينا. ينظر: النحو الوافي (3/ 635- 636).
|