الموضوع: بعد الذي كان !
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 11-22-2021, 08:33 PM
مريم غير متواجد حالياً
Awards Showcase
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 504
 تاريخ التسجيل : Sep 2021
 فترة الأقامة : 954 يوم
 أخر زيارة : 09-01-2023 (12:33 PM)
 المشاركات : 22,946 [ + ]
 التقييم : 121278
 معدل التقييم : مريم has a reputation beyond repute مريم has a reputation beyond repute مريم has a reputation beyond repute مريم has a reputation beyond repute مريم has a reputation beyond repute مريم has a reputation beyond repute مريم has a reputation beyond repute مريم has a reputation beyond repute مريم has a reputation beyond repute مريم has a reputation beyond repute مريم has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]


افتراضي بعد الذي كان !











تذْكُر بأنّه قال لها مرّة بعد سنين من الغياب بأنّه لم يشعر مع امرأة أخرى ما كان يشعر به معها. أجابته حينها بأنه لربما تنقصه التّجربة؛ جرِّب ألا تذهب للأمكنة بحثًا عن الحبّ وسوف تجده، فالحبّ يحتاج للمباغتة. هل أعطاك الحبّ يومًا موعدًا معه؟ تلميحًا طفيفًا واهنًا؟ خريطة وإشارات للوصول؟ في كلّ مرّة وقعتَ بها في الحبّ كان ذلك فخًّا لم تتوقّعه.

أراد أن يشرح لها بأنّه كلّما جرّب فعل ذلك، وجد نفسه مجددًا أمام باب بيتها. حدّثها عن الأمور التي تحدثُ لمرّة واحدة فقط، كأن يلتقي أحدهم بالشخص المناسب جدًا له، ثم فجأة يضيع. ويفني عمره الباقي في محاولة استرجاعه.

تتذكّر متى أضاعها حقًا؟ وما كان السبب؟ تعبر رأسها صورة لميناء جدة في الليل وقارب صغير في البحر يضجّ بالموسيقى الصّاخبة بينما تتداخل في رأسها كلماتٍ بالكاد تستطيع فكّ رموزها، إلا كلمة واحدة كانت تُقال ببطءٍ وتغزّ كما الشّوك. لم تشعر من قبل بأنّه من الممكن أن يخفي أشياء عنها، وعرفت في الوقت ذاته كيف من الممكن أن تهدد أسرار حبّنا الحقيقيّ، وكيف تستطيع إن كُشفَت أن تقتله.

ولكن الحبّ لا يموت. الحبّ يغلب دائمًا في معركته مع الشّر ومع الغضب ومع القسوة، والزمن كفيل بإثبات ذلك. والحبّ حَمامة، تترك عُشّها عندما تشمّ رائحة زائر غريبٍ، صحيح بأنها تغادر ولا تعود ولكن مَنْ يُثبت بأنّ الحمامة نسيتَ عُشّها الأوّل لمجرّد أنه لم يعد صالحًا للعيش؟

ودّت لو تصارحه بأنّها تحنّ إليه أحيانًا، تحنّ ليومٍ يتصرّفان فيه كعاشقين حقيقيين، وتعاود التلاشي بعدها في الغياب، لأنّ الحمامَ من الممكن أن نُفبرك له عودةً سريعة إلى عشّه القديم، لكنه بالطّبع لن يأمن البقاء فيه.
بيد أنها آثرت السّكوت، لأنّها قبل أن ترحل، قالت كلّ ما يجب قوله. فما الفائدة من التكرار؟
ومع ذلك تفكّر أحيانًا بأنّ كل القصص لا تنتهي، حتى تلك التي تكون نهايتها مغلقة. لأنّ الماضي يعود، من صدفة لقاء في الشارع يعود، من أغنية، من كنزة، من كلمة، كلّ شيء بإمكانه إسدال شلال الذكريات حتى على الأيام الأكثر رخاء.
وتمنّت وقتها لو أنه يختصر عليهما هذا الألم، ويجرّب ألا يذهب للأمكنة بحثًا عنها، حتى يتمكّن من إيجاد الحبّ.
بينما تمنّى هو أن تكون هذه آخر مرّة يتوجّب عليه فيها إعادة التّجربة، وبأن يطمئنه أي شيءٍ في الوجود بأنه أخيرًا قد وصل للمكان الّذي أضاع عمره فيه، وبأنّه قادر الآن على استرجاع ما فقده.

لا أحد يعود كاملاً بعد الحُبّ و التّضحية.. لا أحد.. لا أحد

على الهامش :
حدثتني صديقتي منذ عامين
أنها وقعت في حب رجل وسيم
في اليوم الأول قبّلها
عمّت الأعياد في شفتيها أسبوعاً بلياليه
في اليوم الثامن
حدث ما حدث
عمّ الصمت
كانت وجبته اللذيذة
ولم تمانع أن تبقى كذلك !
هي الآن حيرى بين أن تنتحر
أو تلتحق بأخريات مثلها في الجانب الآخر من العالم
يعملن كأطباقٍ رئيسية
في الهاوية السوداء
وباسم " الحُب" !!



ما خلف الهامش:
توقف الباص عند الإشارة
صرخ قلبي
أحمر + أصفر = برتقالي
هذا لون النار التي التهمتْ
بيت جيراننا
أمامي قبل سبعة أعوام
أنا أكره إشارات المرور !
وأنتم ؟






للمزيد من مواضيعي

 

الموضوع الأصلي : بعد الذي كان !     -||-     المصدر :     -||-     الكاتب : مريم





 توقيع : مريم







"قويةٌ كحرب، ناعمةٌ كسلام"




رد مع اقتباس
 
1 1 1 2 2 2 3 3 3 5 5 5 6 6 6 7 7 7 8 8 8 10 10 10 11 11 11 12 12 12 13 13 13 15 15 15 16 16 16 17 17 17 28 28 28 30 30 30 31 31 31 32 32 32 37 37 37 38 38 38 39 39 39 41 41 41 44 44 44 45 45 45 46 46 46 47 47 47