منتديات مدائن البوح - عرض مشاركة واحدة - قراءة الكاتبه الغند لنص ( رسالة ) لشاعر عبدالله الصقري

11-12-2021, 03:03 AM

كُلّمَا يِتلَخبَط اِحسَاسِي بْـ رِسَــالَـة
أَلتِـقِـي في دَاخِـلـي جَـــرح ٍ دفِين

جَرح غيراَلجَرح الاوَّل أَو بـدَالَـه
يختِـلِــج في قَلبـي المَـدمِي سِنيِن

يَـنـزِف و يسقيني لـ حَـدَّ الثّمَـالَـه
ليـن فِي وَجهِـي عَـلَامَــاتَــه تِبين

بين حِكْمَة عَاقِل وُ نَزوَة جَهَــالَــه
و بين آآهَة صَابِــر وُ بَسمَـة أَنين

يتذكر كل المواقف كرسائل تتوارد على البال والخاطر،،، تلك المواقف تربك إحساسه،، تجعله يعيش حالة الفوضى،، عدم ترتيب بعثرة مشاعره،، صورها متعددة ذكرى بسمتها، و حزن فقدانها،، متضادات تتقابل،، ومن المحال في الواقع اجتماعها،،

كل رسالة تكتبها صورة// موقف// عبور،، كل تلك لم تمر مرور الكرام،، كل منها كان جرح يستهلك شعوره ويدميه،،، العاشق في حالة استكنان وخلوته بذاته تجعله يسترجع كل مواقفه معها،، يغذي شعوره حتى لو كان ألما،، يستلذ وجودها بدنياه حتى لو كانت طيف عابر،،

كُلّمَا يِتلَخبَط اِحسَاسِي: استعارة،، شبه أن الإحساس كمادة حسية قابلة للبعثرة ،، والفوضوية،، الغرض منها بيان: أن تذكرها يربكه باستدعاء مشاعر مختلفة،، يحن ويشتاق من خلالها،،،

"رسالة" :كناية عن شتى المواقف ،، روووعة

"جرح دفين" : كناية أنها تسكن أعماقه ويحفظ مواقفها،، تُألمه الذكرى لأنه فاقدها ،،،

يتجدد الجرح،، المواقف كثيرة،، كل ذكرى وكأنها شعور ألم جديد يحياه،، أو كبديل للألم اللي قبله،، هنا نلمس كثرة جروحه وتدافعها وتواردها عليه ،،،

تلك الجراح كأنها سكين يُغرس بأعماق قلبه فيخالطه حتى يبدو من نوعه وجنسه قطعة منه ،، وكأن الجرح صار لزيم قلبه ومرافق له ،،، تلك الذكرى للجراح مولدها قديم "سنين": كناية أن حبها كان منذ تلك السنوات ولا زال حيا لا يموت،،

جروحك وفية لصاحبتها ضد صاحبها،، حتى جروح العاشق تقف في صفها ضده،، تحن// تشتاق// ولا زالت تهواها،،

" يختِـلِــج في قَلبـي": استعارة شبه الجرح كسكين أو آله حادة تخترق القلب فتزيد جرحا نازفا،، تختلط معه بتمازج يبدو متجانسا،، للدلالة أنه لا زال يحبها ويتذكرها ويعيش عذاب ذاك الحنين،،، وكأن الجروح غدت جزء لا يتجزأ منه،، أتراه حب الجرح من حبه لصاحبتها،، يبدو كذلك من رسم مرافقته له،،

" المَـدمِي": كناية عن شدة الألم
روعة تدافع الصور ،،،

عصارة تلك الجروح النازفة خمرا يُسكر عاشقها ويدخله في حالة اللاوعي والهذيان،، فتبدو على ملامحه الشتات // الضياع ،،
هو ذاك المشتت المرهق،، يعاني المحب من فقدان لذة الحياة بشتى صورها ترى ملامحه تشيخ،، والعيون تذبل،، والشحوب يعتلي لونه،،

يَـنـزِف و يسقيني لـ حَـدَّ الثّمَـالَـه: استعارة شبهت الجرح كمادة مُسكِرة كالخمر ونحوه،، الغرض منها بيان حاله العاشق الغير طبيعية عند توارد ذكراها كمن فقد وعيه ودخل حالة الهذيان بها،،،

و بين آآهَه صَابِــر وُ بَسمَـة أَنين
لا تستطيع تميز حالته إذا ما تواردت عليه تلك الرسائل التي تبث ذكراها ألما شجيا،، يكون وكأنه العاقل الحكيم في أشد حالاته العقلية ،، وأعلى درجات حكمته،، وفجأة تجده كمغامر مراهق يصنف كطفل لعدم تحمله المسؤولية ويرتكب النزوات والأخطاء هنا الطباق الإيجابي بين عاقل// جاهل: لبيان حالة التشتت لتي تنتابه بمجرد تذكرها،، كفيلة بإرباكه من مجرد ذكرى،،
روعة وبشدة ،،

كما تنتابه حالات الزفرات الحارقة من آه تعبيرا وكناية عن الألم العميق،، يصبر نفسه ويمنيها بالثبات ،،
وبسمة استهزاء من شر بليته ما يضحكه ويجعل البسمة تطفو فوق محياه ولكنها في الحقيقة بسمة حزن تأن وتصرخ بما فيه من شوق،،
رائع،،
"
كل تلك الصور من التناقضات جراء رسائل يحفظها القلب ،، ،،،