عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 11-21-2022, 06:54 AM
مُهاجر متواجد حالياً
Awards Showcase
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 591
 تاريخ التسجيل : Feb 2022
 فترة الأقامة : 837 يوم
 أخر زيارة : 05-09-2024 (10:44 PM)
 المشاركات : 17,642 [ + ]
 التقييم : 17983
 معدل التقييم : مُهاجر has a reputation beyond repute مُهاجر has a reputation beyond repute مُهاجر has a reputation beyond repute مُهاجر has a reputation beyond repute مُهاجر has a reputation beyond repute مُهاجر has a reputation beyond repute مُهاجر has a reputation beyond repute مُهاجر has a reputation beyond repute مُهاجر has a reputation beyond repute مُهاجر has a reputation beyond repute مُهاجر has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]


افتراضي قِصة سمعتها من حفيد صاحب الشأن _ ضربني وبكى _ بِتَصَرف .



حصل بالأمس موقف جعلني أقلب تلك التجارب والمواقف ،
التي مرت على أولئك الذين نالت قلوبهم السكينة ،

فجعلوا من الإساءة تمر عليهم بردا وسلاما ،
لم تضرهم بشيء ، بل كان لها الأثر في
قلب حال ذلكَ المسيء ،
إذ قوبل ذلكَ التعدي بالإحسان ،


فما كان من حال المعتدي إلا أن صار ولي حميم ،
هو منهج القرآن من تمسك به وجعله دستور حياة
غنم ونعم براحة البال ، ونام قرير العين هانيها ،

" وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي
هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ
" .


لم يعمدوا للإنتقام ،
بل غيروا بذلك مجرى الحياة لأولئك المعادون ،
الذين كان يجري الحقد والحسد في دواخلهم ،
كما يجري الدم في العروق !

حينها تذكرت تلك القصة التي قصها علي
أحد الأساتذة الفضلاء عن جده ،
وهو من علماء أهل عمان النجباء ،



يَحكي عن جده أن كان يٌعاديه أحد أقرانه من العلماء ،
وكان يشكوه لإمام ذلكَ الزمان ،
يكيل له التهم ويلفقها له ،
لتكون صورة ذلك العالم العامل مشوهة عند الإمام ،

حتى أمر له الامام بالسجن ، مع يقين الامام
باستقامة ذاك العَالم ، إلا انها كانت
غاية في نفس الامام لم يُبدها له .

فما كان من الأخير إلا الاحتساب والصبر ،
مرت الأيام وهو في السجن ،
وعنده خروجه ...
انقطعت عن ذلكَ العَالم الصابر أخبار
من كان يكيد له ، ويحيك له الدسائس ،
فأخبر أبناءه إني اشتاق لرؤية فلان !

تعجب الأبناء من أمره وقالوا :
أتشتاق لمن يشوه صورتك ،
ويتربص بك الدوائر ؟!

قال :
لنذهب لزيارته في بيته ،
فعندما وصلوا عند باب بيته طرقوا الباب ،
فلما فتح لهم قال العالم :
هل الشيخ فلان موجود ؟

قال من فتح الباب :
لا سيعود بعد قليل ؟

قال العالم :
إذا أخبره بأن فلان ينتظره في المسجد
_ كان قريباً من بيته ذلك المسجد _ ،

وعند عودت ذلكَ الشيخ لبيته ،أخبره ابنه بأن رجلا سأل عنه ،
وسماه بإسمه ، وهو ينتظرك في المسجد ،

حينها نزلت عليه تلك الزيارة كالصاعقة ،
فتمثلت تلك الحيل ، والتهم أمامه ،
تسير كشريط الذكريات ،

فما كان منه إلا أن جاء بحبل ولفه على عنقه ،

فقال لإبنه :
خذني إلى المسجد ، وأنت تجرني كما تجر الشاة ،
فعندما رأى العالم الصابر انكب يقبل رأسه ،
ويستسمح منه على ما بدر منه ،
وناله من شر ،

ومن يومها ،
سار سيرة حسنه ،
ليكون " ولياً حميما "
لذلك العَالم العامل .




الدروس المستفادة من تلكم القصة ؛
_ للنجاح والتفوق ضريبة وضريبته ظهور الحاسدين ؛
والحاقدين ، والمثبطين ، والمفتربن .

- الحقد والحسد لا يستثني الحلول في أي أحد ،
حتى ولو كان ذلكَ الشخص من العلماء أو النساك .
- لا يتورع الحاسد من إتيان أي افتراء ،
أو اتهام ولو كان فيه نهاية أجل ذلكَ المحسود .

- الحاسد لا يجعل لنفسه ساعة مراجعة ،
ومحاسبة بل يكون مشغول البال برسم الخطط الجديدة ،
لينال من الخصوم .

- لا يذكر ولا يحاول تذكر المخاصم الحسنات ،
أو الإيجابيات لذلك الخصم ، وكأنه بذلك يحاول
تجريده من المعطيات ، التي قد تشفع له
عند ذلكَ المخاصم .

- في شأن ذلكَ العالم الصابر ؛
فقد جعل من نجاحه وقاية من هجوم الخصوم ،
فقلبه مطمئن بالإيمان .

- نزع من قلبه ونفسه شهوة الإنتقام ،
والرغبة في التشفي ، والرد بالمثل .

- تشرب قلبه بالإيمان وأخذ معالجة الأمر من صيدلية القرآن .
جعل من أخلاقه وسيرته الحسنة ،
هي من تدافع عنه عند غيابه .

- عندما غاب عنه ذلكَ المعتدي عليه ،
وجدها فرصة كي يغير عقلية ،
ونفسية ذلكَ المعتدي ،

فكانت الزيارة هي القاضية ،
التي تقضي على ذلكَ الحاجز ،
الذي شيده ليكون حائلا يعيق التواصل ،
والتوصل لقبول الآخر .

- ما كان من ذلكَ المعتدي عند سماعه
لمقدم ذلكَ العالم ، إلا الرجوع للحق ،
والإعتراف بالخطأ _ هنا تُحسب له _ .




في المحصلة :
" أن الإنسان عليه أن يعامل الناس بأخلاقه هو ،
لا بتصرفات وأفعال غيره ، وليكون له منهجٌ واضح ،
ليكون له ميزان ، يَزِن به الأمور
" .


مُهاجر
للمزيد من مواضيعي

 

الموضوع الأصلي : قِصة سمعتها من حفيد صاحب الشأن _ ضربني وبكى _ بِتَصَرف .     -||-     المصدر :     -||-     الكاتب : مُهاجر







آخر تعديل مُهاجر يوم 11-21-2022 في 08:07 AM.
رد مع اقتباس
 
1 1 1 2 2 2 3 3 3 5 5 5 6 6 6 7 7 7 8 8 8 10 10 10 11 11 11 12 12 12 13 13 13 15 15 15 16 16 16 17 17 17 28 28 28 30 30 30 31 31 31 32 32 32 37 37 37 38 38 38 39 39 39 41 41 41 44 44 44 45 45 45 46 46 46 47 47 47