عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 10-19-2020, 01:58 PM
وه
جابر محمد مدخلي متواجد حالياً
SMS ~ [ + ]

Awards Showcase
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 5
 تاريخ التسجيل : Sep 2020
 فترة الأقامة : 1342 يوم
 أخر زيارة : 05-12-2024 (09:58 AM)
 المشاركات : 38,523 [ + ]
 التقييم : 105964
 معدل التقييم : جابر محمد مدخلي has a reputation beyond repute جابر محمد مدخلي has a reputation beyond repute جابر محمد مدخلي has a reputation beyond repute جابر محمد مدخلي has a reputation beyond repute جابر محمد مدخلي has a reputation beyond repute جابر محمد مدخلي has a reputation beyond repute جابر محمد مدخلي has a reputation beyond repute جابر محمد مدخلي has a reputation beyond repute جابر محمد مدخلي has a reputation beyond repute جابر محمد مدخلي has a reputation beyond repute جابر محمد مدخلي has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]


افتراضي نكهات الحُب الأولى




نكهات الحُب الأولى

فترات طويلة ينصاع القلب إلى حاجاته المفرِحة والمُفرِطة دون أن يدقق في ماهيتها أو مصادرها؛ لكونه يعي أنّ حاجته كقلب شرقيّ من السرور إن لم يتم الاستفادة منها في أوانها فلن تجيء ثانيةً وإن أتت فلن تكون بذات النكهة الأولى.
العربيّ عاشق كان أم معشوق، محب أم محبوب في الأساس هو كائن عابس مهما ابتسم، شاحب الوجه مهما اغتسل، فقير مهما جمع من ثروات؛ لأنه يخشى الفقر، فيصرف همّه في تكديس أمواله ناسيًا حاجات قلبه وخياله.
القلب العربيّ والعربية يحددان مصيرهما في الحب قبل البدء، ويقرران مصير قلبيهما قبل أن يناقشاه. يخطئان ولا يجدان مبررًا لخطئهما. يسيئان الظن والفهم أحياناً ويستمران في الإساءة ولا يعتذران .. خوفًا من انكسار غرورهما، أو رجولة وأنوثة أحدهما!,
القلب العربي منحاز دومًا إلى الصمت وكأنه يبرر في صمته قصة أحداثه التي لم يقلها، أو كأنه بذلك يستعين بجانٍّ أبكم يعتذر نيابةً عنه.
الحب بجميع نكهاته الأولى والأخيرة وإلى يوم يُبعث شرقيّ الأصل، عربيّ النشأة فيزقي المعالم، كنعاني اللغة، فرعوني النقوش، آشوري الذاكرة.
هذا الحُب حطّ من الجنة إلى الأرض في صدر أبونا الأول ليتعارف بموجبه على حوائه -أمّنا- في عرفات الله. ولو حاولت (الإسرائيليات) تغيير مفاهمينا برواياتها لأحاديث مغايرة وفيها كثير من التلبيس على قلب العاشق العربي الولهان. فلو لم يكن للحب إلا لقاء أبوينا وبدء مسيرة الحب الأرضيّ لكفاه.
أولئك الذين ينادون بأعلى أصواتهم وحناجرهم بقصص (روميو وجوليت) ينسون مشاعر الشاعر العربيّ، ويتجاهلون احتراق قلب مجنون ليلى بالفحم قبل أنامله، وانصهار بصره قبل أقدامه. فلنشاهد هذا الحدث من سيرته ولنقيّم فيما بعد أيهم يؤثر في الصدور ويكويها أفلام الغرب، وقصص الغراميات في روايات(آغاتا كريستي) وأفلام (هوليود) (وبوليود) أم كيان القلب الشرقيّ الذي كواه الحب، وبلغ منه الشغاف…
” إلتقى المجنون بزوج ليلى جالساً امام خبائه، فوقف وأنشده من قلبٍ محبٍّ تأكله الغيرة:
"بربِّكَ هل ضممتَ إليكَ ليلى ** قُبَيْلَ الصُّبحِ أو قَبَّلْتَ فاها"
فقال الزوجُ: إذا حلَّفْتَني فنعم، ليزيده ألماً وحسرةً ونكايةً. فما كان من قيسٍ إلا أن قبض على جمرتين بكلتا يديه وما فارقهما حتى سقط مغشياً عليه.
وظلَّ قيسٌ على حاله هذه هائماً على وجهه، متفرداً في حبه، آنساً لرُؤية الظباءِ حتى وجدوه ميتاً مرمياً بين الحجارة، فانتشلوه وغسَّلوه ودفنوه …”
إنّ القلب العربيّ الشرقيّ معتّق بالمشاعر العفيفة أصلاً؛ ذلك أنّه يمارس الحُب فطريًا، ويداوي به روحه حتى ولو لم يعترف به. على الأقل هو يشعر بشيء ينتفض داخله، ويتجمهر، ويتحرّك وفق طاقات كامنة شعرًا ونثرًا أو نظرات ملؤها الهيام، والغرام.
القلب العربيّ المخلص هو الوحيد على ظهر الأرض الذي يستثمر الحُب لصالحه في كثير من الأحايين فنجده يحارب ويصارع ليظفر بمحبوبته ويتزوجها .. والذين يقولون أنّ الحُب العفيف الطاهر يفتر بعد الزواج فقد كذبوا وأساءوا مفاهيم الحب وعكّروا نكهات الغرام الأولى، والحب المعسول بالطهارة.
في القلب العربي فقط توجد خمّارة مفتوحة على مدار اليوم، وبار لا ينغلق أبدًا وجميع مشروباته حلال؛ لأنه يعي المشاعر ويذرفها كما لو أنّه يقدّم فنجان قهوته لضيفه .. ناسيًا أنّه يحمل خلف قفصه الصدريّ قلب آدمي فيّاض…

جابر محمد مدخلي
للمزيد من مواضيعي

 

الموضوع الأصلي : نكهات الحُب الأولى     -||-     المصدر :     -||-     الكاتب : جابر محمد مدخلي





 توقيع : جابر محمد مدخلي


إلهي منحتني نعمة الكلام ، إلهي فاجعل آخره الشهادة...

رد مع اقتباس
 
1 1 1 2 2 2 3 3 3 5 5 5 6 6 6 7 7 7 8 8 8 10 10 10 11 11 11 12 12 12 13 13 13 15 15 15 16 16 16 17 17 17 28 28 28 30 30 30 31 31 31 32 32 32 37 37 37 38 38 38 39 39 39 41 41 41 44 44 44 45 45 45 46 46 46 47 47 47