رد: حدائقُ الأرواح
الأيام الرمادية
غَداً يَظْهِرُ الْدَّهرُ مَا تَضْمِرين
وَيَسْتَقْبِلُ النّاسُ مَا تُبْهِمين
غَداً يَرْقُصُ الْحَقُ لِلْأُرْجُوانِ
وَيَنْتَحِرُ الْزَيْغُ بِالْياسَمين
غَداً تَنْطَوي كُلَ أُلْعُوبَةٍ
بِهَا تَسْتَفِزينَ أَوْ تُوْهِمِين
غَداً يَسْألُ الْوَقْتُ قَلْبَاً جَرِيحَاً
وَيَسْتَنْطِقُ الْحِينُ طَرْفَاً حَزِينْ
غَداً يَجْتَدِي البَدْرُ نَجْماً سَرَى
وَتَسْتَنْفِرُ الشَّمسُ جُرماً كَمِينْ
غَداً يَسْفِرُ الْفَجْرُ لِلْكَائِناتِ
وَيَمْتَلِئُ الَليْلُ بِالْنّاقِمِين
غَداً يَمْرَحُ الْحُبُ بَيْنَ الْزُقَاقِ
وَيَكْتَبِتُ الْبُغْضُ بِالْضّاغِنِين
غَداً يَبْزُغُ النُّورُ مِنْ مَنْكِبَيْكِ
وَيَبْدو مُحَيّاهُ خِدْنَ الْجَبِين
وَمِنْ حَيْثِ جِئْتِ..إِلَى حَيْثِ كُنْتِ
سَرَتْ هَمْسَةٌ مِنْكِ بالْعَالَمَين
فَعَرّجْتُ يَمّ السّمَاء، وَعَقْلي
وَعُدْتُ كَأَنْ لَمْ..,بِخُفَي حُنَين
وَفَتَشْتُ عَنْكِ بِنِصْفِ الفَضَاءِ
وَلَمْ أَلْفِ هَدْبَاً وَرِمْشاً وَعَيْن
وَضَجَّ السّكُونُ ضَجِيْجَ الْجِياعِ
وَأَوْمَى إِلَيَّ: إِلَى أَيْنَ...أَيْن؟
تَأَنَى....تَأَنَى، أَأَنْتَ الْخَلِيُّ؟!
َألَسْتَ الذِي كَانَ بِالأَمْسِ قَيْن؟!
هُنَا كَانَ بِالأمْسِ جُرْمٌ صَغِيرٌ
يُنَاغِي الْرّزَايَا قُرُونَا وُحِيْن
وَمَنْ أَنْتَ؛ هَلْ أَنْتَ حَقّاً أَدِيبٌ
غَزَلْتَ الخَيَالاتَ غَزْلاً مَتِين
وَمَا الاسْمُ يَا مُدْلِفٌ بِالْمَئَالِ؟!
أَجِبْنِي...بِنَظْمٍ قَوِيٍ رَصِين؟!
أَلَسْتَ الّذي كَانَ يَحْكِي أَبِي
لَنَا أَنّ مَنْفَاكَ دَيْنٌ وَدِيْن؟!
يَقُولونَ عَنْكَ بِلا مَوْطِن
أَهَذا الْكَلامُ هُرَاءٌ وَمَيْن
أَجِبْنِي؛ لَقْدْ كُنْتُ مَا تَعْرِفِينَ
جَرَيْتُ بِدّفَاقِ مَاءٍ مَهِيْن
وَقَبْلَ الْوُجُود عَشِقْتُ الوُجودَ
وَأَصْلِي مَزِيْجُ تُرابٍ وَطِيْن
أَنَا آدَمِيٌ، وُسُبْحانَ رَبِي
سُبْحَانهُ مِنْ لَطَيْفٍ مُعِين
شعر: سام الحناني
|