عرض مشاركة واحدة
قديم 11-01-2021, 12:23 PM   #66


الصورة الرمزية زائرُ الفَجر
زائرُ الفَجر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 67
 تاريخ التسجيل :  Sep 2020
 أخر زيارة : 02-08-2024 (08:29 AM)
 المشاركات : 25,969 [ + ]
 التقييم :  199959
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~


لوني المفضل : Cadetblue


افتراضي رد: قَميصُ السماء



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مريم مشاهدة المشاركة

(أ)
منذ أن كنتُ طفلة
وأنا أخافُ صوت الرعد
في كل ليلةٍ، تعلن الغيوم عن استعدادها للهطل، أتوسّد حُضن جديّ ممسكةً قبضة يده حتى أهدأ
يخبرني بحنوٍّ أنه لا داعي للخوف
فهذا الصوت مجرّد صرخة طفل خرج لتوّه من رحم الطبيعة، وأنّه لا وجود لوحشٍ عملاق يصرخُ في الأعلى

(ب)
كَبرتُ الطفلة التي في داخلي حالما مات جديّ، واستوطن صوت حفّارة القبور الحقيرة مخاوفي كلها بدلاً من هزيم الرّعد.

(ج)
الخوف في نفسي
يكبر بحجم الأمور التي تنالها مني قافلةُ الإدراك

(د)
اشتدت بي الخطوب، حددّت طرفي اليائس بالحياة و وصرخت: سأحلم سأصمد.. قلتُها: بحجم الجوع الذي يقتل بطون فقراء العالم.. بحجم هزيمة مقاعد الانتظار وهي تفيض بالفراغ وخيبة الوعود.. بحجم الأمل في ذهن ذبابة تحلم بالوصول إلى زُحل

(و)
كثرت الأشباح، وكَبُر الخوف الذي عشته دون أن أعبّر عنه.
من حقي أن أعبّر عنه لكنني، لا أملك مواجهته.. يملأ أحشائي وقلبي، ولكنني أبقى جائعةً إليه.. بهذا العجز كنتُ خوفاً بجناحين لكن دون أن يحملني إلى زحل !!

زائر الفجر حين قرأتُ عندما كنتُ رضيعاً وجدتُ قلمي يكتب:
ستكبرين.. ستنمو أجنحتك وسيقصوّنها قبل أن تحاولي الطيران، ستدركين أنّ للحياة وجه آخر خفيّ -ولربما ألف وجه- وجهٌ بعينين غائرتين وأسنان بارزة حادّة وفمٌ لن يرحمكِ، ستتعلمينَ عدَّ الخيبات، العثرات، التنازلات، على أصابعِ يديكِ كلتيهما.. ستفهمين معنى أن يكون أمام المرءِ فرصةٌ واحدةٌ وأخيرةٌ، وأنّ ليس كل ما فات قد مات..
ستنمو على كتفكِ فراشاتٌ كُثر وعلى غفلةٍ ستضيع الفراشات، وستعودين وحيدةً كسابق عهدك.. ستطالك يدٌ ملتويةٌ عابثةٌ وعليها أشواك، تَنخز بجلدكِ السّماوي الرّقيق
مرة تلو أخرى -إنها يد القدر- ستنهال عليكِ أصواتٌ حادةٌ من حولكِ: "اصمدي اصمدي لم ترِ شيئاً بعد! " ستنامين ليلةً على صدر القمر، وليلةً بين أغصان شجرة الخيبة.. وليالٍ ستمرّ ولن تنامي فيها.. ستتمزقين.. ستسحبك دوّامةُ الوهم نحو فخِّ السعادة، أرجو حينها أن تتشبثي بقوةٍ وألا تأخذي الأمر على محمل الجّد ستقفزين إلى مستنقع التأقلم والاعتياد.. سيلتهمك تمساحٌ يُدعى "الوقت" قلبك البريء يظنّ أنّها النجاة.. لا تكبري.. أوقفي عربة عمركِ عند أوّل خيبةٍ تناليها.. امتطي عربة سندريلا دون ارتداء حذائها وارحلي.. لكن أرجوكِ.. لا تكبري.. لا تفعلي .



اعذرني يا زائر الفجر، ما قرأته لكَ هنا جعلني أضيع مني في فضاءات العتم، وحتى أخرج منها لأعود مكاني كان لابد أن أتنفس هنا قليلاً أكتبني لأجدني من جديد بعدما بعثرني نصك وذكرني بخوفي !
قلة من يفعلون بنا ذلك حين نقرأهم، لكن حرفك فعلها لصدق احساسه وربما حزنه بل بالتأكيد
ما أصدقك !
F::
ek:
مريم
هززتِ جذعَ النصِ
فتساقطُ الأحرفُ علينا
رُطباً جنياً

عذراءُ الحرفِ
لم يمسسكِ الضوءُ بمسِ وصخب
كُل مافيكِ هبةُ الله
ذات صلاةِ في محرابِ الأبجدية

أهلاً بالوهجِ





 
 توقيع : زائرُ الفَجر



رد مع اقتباس
 
1 1 1 2 2 2 3 3 3 5 5 5 6 6 6 7 7 7 8 8 8 10 10 10 11 11 11 12 12 12 13 13 13 15 15 15 16 16 16 17 17 17 28 28 28 30 30 30 31 31 31 32 32 32 37 37 37 38 38 38 39 39 39 41 41 41 44 44 44 45 45 45 46 46 46 47 47 47