عرض مشاركة واحدة
قديم 12-11-2021, 06:36 AM   #20


الصورة الرمزية الغند
الغند غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 514
 تاريخ التسجيل :  Oct 2021
 أخر زيارة : يوم أمس (07:21 AM)
 المشاركات : 22,564 [ + ]
 التقييم :  122279
 الدولهـ
Qatar
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Maroon


افتراضي رد: ما بانت سعاد ..!



ونكمل الرائعة

هو صحيح الحب ثلثينه بُعاد
وثلث آخر للفرح باحلى قدوم

وانا بُعدي حاتمي يجزل وجاد
كما خذا مني سنين بدون لوم

هي كذا مرت علي سبعاً شداد
وينها السبع السمان وخير دوم


وكم جاد الهاجس من معذبته كرما حاتميا بالفعل،،، يسرد عاشق تجربة المحبة التي قاسى منها كل العشاق،، وكل عاشق يعتبر تجربته الأصدق والأكثر تأثيرا،، لأنه عاش مفرداتها شخصيا،،


ليكون تجربة عشاق عانوا من أيام ابن الملوح حتى أيامه ،،

وما هي خلاصة التجربة للعشاق الذين لم تختم سيرة عشقهم بنيل المبتغى ؟؟؟


أن الحب بها شقاء ومآسي على الرغم من الإحساس العذب المغذي للقلب إلا أنه هو السبب ذاته اللي يهلك القلب،، عله ودواء،، القلب قبل الحب شيء وما أن يهوى تصبح الحياة شيء أخر ،، والفارق كبير،، والمفارقة الأكبر أنه بعد أن يتلمس طريق الحب لا يريد العودة طريق الجهل،، يظل يناضل بالتغني بذاك الحب والوقوف على أطلاله ،،


فكيف هو حال شاعرنا مع سعاده
؟؟؟


من واقع تجربته كان الحب في معظمه شقاء،، لذا أخذ الثلثين من حجم معاناته ومأساته ،،، الثلثين هجر وفراق ومأساة ،،، حزن ،، ولهفة وحنين ،، لكن مع ذلك يظل الثلث الأخير الأجمل والأروع على الاطلاق حيث الفرح والوصل والسعادة،،


وما أجمل المعنى هنا لنمعن النظر الليل ثلاث أجزاء أكثره بركة الثلث الأخير اللي يعتبر الأهم ،، وبهذا التصور نجد معنى الفرح يغطي على المساحات الأكبر،، هو مساحة الغفران التي تغلب مراحل الشقاء،، وعادة ساعات السعادة وأيامه ولياليه مهما طالت تظل قصيرة بجوار من يهوى القلب ويعشق،،، وفعلا ذلك التصور الساعات مع من نألفهم تمر بسرعة فكيف بمن يتوسدون القلب ويشكلون العاطفة ،،، ما أروع المعنى وأجمله والله ،،


"بعاد// قدوم": طباق إيجابي الغرض منه بيان حالاته مع المحبوبة ببيان الجزء الأقل يمثل الأهم والأكثر سعادة،،


"أحلى": كناية عن أن القليل من قدومها يغلب ويتصدر على الكثير من بعادها
،،،
" ثلثينه بعاد": استعارة، شبهت الحب كشيء مادي حسي قابل للتجزئة والتقسيم ،، الغرض منها: بيان حجم مساحات الحزن في حياة العاشق ،، وتحديدا هنا شاعرنا عاشق سعادة التي لم تبن ،،،


"ثلث آخر للفرح": استعارة،، حيث تم تشبيه الحب بشيء مادي مجزأ لثلاثة أجزاء الغرض البلاغي منها: بيان قلة مساحات الفرح بعالم المحبة والعشق مقارنة بالبعد والهجر،، كما أن العبرة بالخواتيم بأهم حالة الثلث الأخير ،،،
روعة
،،،


ثم يبين

كيف كان حال تلقيه لذاك البعد
؟؟؟
قابله بالتصبر،، بل نسب لنفسه البعد ذاته وعلى الرغم أن الأبيات المتقدمة كلها بينت عدم رغبته بالهجر ،، إلا أنه نسب لنفسه ذاك الابتعاد بوصف الكرم ،، هنا كان متصبرا بالبعد لأقصى درجاته منزويي بأقصى حالاته،،

أجدى وجاد كحاتم الطائي تشبه "تشبيه" أداته الكاف بمضرب الأمثال بكرمه المجاوز للحد،،، كرمه لحد السخاء،،، لدرجة المبالغة في العطايا والكرم ،،، وأُتخذ كمضرب للأمثال بين العرب في الجود والكرم،، وانا بُعدي حاتمي : كناية عن تصبره في البعد لحد مجاوزة المعتاد إلى المبالغة مثل مبالغة حاتم الطائي في كرمه ،،،


يجزل وجاد: ترادف للعطاء السخي،،


رائع،،،


إن ذاك البعد لم يمر على عاشقها مرورا اعتباطيا،، بل كان له ثمن غالي جدا دفعه من عمره ،، من سنواته،،، وما أغلى الثمن عندما يوازي أعمار وسنوات من حياة الإنسان،، وما أقسى شعور أن تكون سنوات عمرك عملات تداول ،،


مع ذلك لم يتذمر ولم يشتكي،،، هنا عدة دلالات عدم شكواه وعدم إلحاق ذاك البعد بعتب ولام حتى لا يشمت من يتحين الفرص لحزة الانكسارات والضعف،،، خاصة أن من الأبيات ما تقدم من ذكر الأعداء والخصوم كمقوم من المقومات وعامل من عوامل استنهاض همة شاعر// والدلالة الأخرى أن العتب سينال منها شخصيا،، من سعاد التي هجرته وما بانت ومما تقدم هو وضعها فوق مبدأ السوم لمكانتها العالية فكيف سيلحقها لوم وعتب،، وكأنه يحرص وبشدة على عدم الإقتراب من شعور قد يؤذيها على الرغم من بدأت بالهجر والبعد إلا أنه لا يستطيع أن يكون بالمثل هنا ورائع جدا ،،


كم خذا مني: استعارة،،، شبهت البعد بأنه كالإنسان يأخذ ويعطي،، الغرض منها: بيان مدى التصبر في بعد من يهواها القلب،،

سنين: استعارة،،، شبهت أن السنين شيء يُعطى الغرض منها بيان المدة الزمنية لذاك الهجر وحزنك بسببه ،،


هنا يتبين لنا الفترة الزمنية ومع تلك الفترة كان الوفاء ملازما لذكرى الغائبة،،، التي لم نعلم سر غيابها ولكن الغياب نفسه هو الأهم وأي كانت الأسباب لا يهم،،
كما أنه هنا واضح أن الحزن شعور يستنزف من العمر والنفس حتى الملامح تخضع لأثر الحزن فعلا وواقع

،،،
بدون لوم: كناية عن عدم التذمر وعدم والشكوى والعتب،،،

رائع ومبدع المعنى والله ما أستغرب دام الوله شاعرها اللي كتبها إحساس


كم هو عمر الانتظار
؟؟؟
قدره رقميا بسلع سنوات كانت أشد وأحلك سنوات حياته ببعدها،،، صبر وبعد تلك السنوات يتسأل أين السبع سنوات اللي المفروض تليهم وتكون غنية وبها الربح وغنيمة كبيرة من البهجة والفرح والسعادة وملاقاة سعاد،،


هنااا لنقف وقفة لا يمكن تجاوزها

لنلجأ إلى سورة النبي يوسف "عليه السلام" من الآية 43-49
(( وقال الملك إني أرى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات يأيها الملأ أفتوني في رؤياي إن كنتم للرؤيا تعبرون ( 43 ) قالوا أضغاث أحلام وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين ( 44 ) وقال الذي نجا منهما وادكر بعد أمة أنا أنبئكم بتأويله فأرسلون ( 45 ) يوسف أيها الصديق أفتنا في سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات لعلي أرجع إلى الناس لعلهم يعلمون ( 46 ) قال تزرعون سبع سنين دأبا فما حصدتم فذروه في سنبله إلا قليلا مما تأكلون ( 47 ) ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد يأكلن ما قدمتم لهن إلا قليلا مما تحصنون ( 48 ) ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون ( 49 ) ))

باختصار الحكاية بين أحد السجينين مع نبينا يوسف "عليه السلام" الذي عاني من ظلم السجن،، ومن خلال عشرته معهما علموا قدرة النبي يوسف على تفسير الأحلام،، ليخرجا ،، وعمل أحداهما ساقي عند الملك ،، ودارت الأيام حتى رأى الملك رؤيا حب يفسرها فسأل قومه،، طبعا ما كانوا يفقهون بتفسير الرؤى لذا وصفوها بأنها أطغاث أحلام مالها علاقة ببعض،، هنا تذكر الساقي أمر نبينا يوسف "عليه السلام" وكانت فرصة مناسبة ليذكره عند الملك،،، وفعلا فسرها النبي يوسف لدرجة بدى وكأنه خبير اقتصادي ليعطهم خطة استراتيجية لمواجهة الأزمات وإداراتها دون دراسة أكاديمية لأنه نبي الله مؤيد بمعجزاته ،،،


هنا شاعرنا يتأخذ النموذج القرآني وتوظيفه في القصائد وهو من أروع الأمور دون الإخلال بقيمها الحقيقة بل الاستقاء من معاني البلاغة القرآنية،، وروعة كبيرة عكس الحال هو مرت عليه السبع العجاف القاسية الشديدة ببعد المحبوبة،، فيأمل بالسبع القادمة تكون النعيم والقرب،، وكم كان لصبر الرسل مضرب للأمثال والله وظفه شاعرنا بروعة مبدع ،،،


وكأنه مل من صبره وينتظر الفرج،،، روعة روعة وعسى تنال النعيم والفرج وتبين سعاد ونسعد بقصائد التغني والله نتمنى لك كل الفرح والسعادة ،، على فكرة نحن نجني هنا حصاد ثمرات سمان وليش من متى كانت حالة قصائد شاعر لا يشبه إلا نفسه عجاف!!! في ذمتك مش عيب هذا السؤال


طيب نعود الآن للتساؤل

\

هل بالفعل كانت تلك السنوات سبع
؟؟؟
يصح أن تكون ولهذا كان ضرب المثل من باب الشيء بمثله يُذكر،،، وقد لا تكون سبعة بالضبط لكن للمقاربة لدرجة ممكن تكون أسبوع لأنه بعد العاشق عن من يهواه القلب لو هو يوم شبهه بسنه فالعاشق لا يطيق هجر من يعشقها القلب،،،

ومن هنا قاله الملتاع "رحمه الله":


اليوم ذكرى الفراق ومرت اول سنه
اليوم لي عام متغرب وحيد وحزين

ليتبين بعدها أنه ليس عام حيث قال بنفس المعنى:

امس افترقنا وانا احسب مرت اول سنه
يا طولها ليلة الفرقا سنة للحزين

أيضا ممكن في كل الأحوال ما قل الإبداع وظل إبداع وامتاع معا،،، بل أنا أرى المدة الأقصر أجمل كوصف لفترة أطول،،،

سبعاً شداد//السبع السمان : طباق إيجابي الغرض منها بيان الصبر الذي طال أمده والرغبة بانكشاف الغمة وزوال الهم فقد مل من ذاك الصبر،،،


وينها السبع السمان: أسلوب انشائي طلبي،،،نوعه: استفهام،، غرضه: بيان ملله من طول فترة الحزن،، ورغبته الملحة بسعادة قادمة تبدد حزنه وألمه ،، اللي راح يجني من بعدها ثمرة الخير ويمناه يدوم ويستمر،،،


أبدعت بشدة
،،،


 

رد مع اقتباس
 
1 1 1 2 2 2 3 3 3 5 5 5 6 6 6 7 7 7 8 8 8 10 10 10 11 11 11 12 12 12 13 13 13 15 15 15 16 16 16 17 17 17 28 28 28 30 30 30 31 31 31 32 32 32 37 37 37 38 38 38 39 39 39 41 41 41 44 44 44 45 45 45 46 46 46 47 47 47